أعمدة

حسن المستكاوي |يكتب : بأى حال عدت يا سوبر ؟

hassan-el-mestekawi-200

•• مع الاعتذار للمتنبى، الذى قال يوما ما:

«عيد بأى حال عدت ياعيد.. بما مضى أم لأمر فيك تجديد

بالخانقات من الشكوى تؤرقنى.. أم للبشائر فى أذنى تغريد؟

وللقصيدة بقية، لكننى أوجه معناها اليوم إلى مباراة السوبر، بين فرعى الأسرة الكروية الكريمة، الأهلى والزمالك.. فاللقاء يأتى فى وقت تعانى فيه الكرة المصرية من جرح المنتخب، كما أن السوبر سيقام وسط مدرجات صامتة، فتسمع خلال المباراة صرخات المدربين، كأنها نداءات تعبر عن رسائل الإنسان الإفريقى القديم وسط الغابات..؟

•• يؤسفنى اليوم أن تقام تلك المباراة فى ظلال الصمت، ويتحمل المسئولية كاملة هؤلاء الشباب الذىن أفسدوا علينا متعة وجود الجماهير فى المدرجات بعدما احتلوا هم المدرجات بالمعنى الحرفى للاحتلال وطردوا الاف الجماهير المحبة لكرة القدم، والتى تذهب وتحلم بالبهجة والانتصار، ولا تدعو للكراهية، والانكسار.. أمر مؤسف أن تكون مباراة قطبى كرة القدم فى مصر، وأكبر ناديين فى الشرق الأوسط صامتة وساكتة، وهى المباراة التى يفترض أنها عيد جميل ينتظره الجميع، كما هو الحال مع الكلاسيكو الإسبانى، والديربى الإنجليزى والألمانى، ولقاءات القمة فى الدوريات العربية.. ؟

•• المباراة فيها بعض الجديد.. إذ يخوضها الزمالك وقد تعاقد مع 16 أو 18 لاعبا جديدا، وهذا يساوى فريقا كاملا باحتياطيه. ويقوده المدرب العائد المقاتل حسام حسن. وأدرك أن نتيجة المباراة ستكون بمثابة إعلان للأحكام المسبقة المتسرعة على قيمة تلك الصفقات وجدواها، وتأثيرها على الزمالك هذا الموسم.. وعلى الرغم من تعاقد الأهلى مع بعض اللاعبين الجدد مثل الإثيوبى صلاح الدين سعيد، وباسم على ومحمد فاروق، فإن قلة عدد التعاقدات سوف تكون مدخلا لإصدار أحكام متسرعة أيضا، فإما توصف «بحكمة الأهلى» أو «بتقصير الأهلى»..

•• ما بعد المباراة ستقرأون مانشيتات تتحدث عن انطلاق جاريدو، وهذا لو فاز، أو فشل جاريدو وهذا لو خسر، وسيكون حساب مدرب الأهلى سريعا وبمبالغا، وهو ما لن يتعرض له حسام حسن كمدرب، وإنما الصفقات هى التى ستكون مضمون المانشيتات، فهى سيف ودرع الزمالك فى حالة الفوز أو شراء للترام فى حالة الخسارة.. وكلها ستكون أحكاما متسرعة وغير دقيقة سواء فيما يتعلق بجاريدو أو ما يتعلق بصفقات الزمالك ؟!

•• سوبر.. بأى حال عدت يا سوبر، وقد كانت مباريات الأهلى والزمالك عيدا حقيقيا للكرة المصرية قبل أن تدخل نفق المدرجات الساكتة، وإفساد متعة وسلمية المشاهدة بمن كان يغنون لكرة القدم، وباتوا الآن من دعاة الكراهية والغضب والعنف، وينتظرون لحظة انكسار فريق لتفجير الخوف فى المدرجات.. وهكذا لم تعد قمة الكرة المصرية عيدا، وفى انتظار عودة العيد دون أن نسأل كما سأل المتنبى: بأى حال عدت ياعيد ؟!

•• خارج الإطار: برحيل الأستاذ والكاتب الكبير أحمد رجب راسم البهجة فى الصحافة المصرية، وقبله رحيل الفنان مصطفى الحسين، يتوالى رحيل جيل من عمالقة المهنة ونجومها الذين لمعوا وظلوا لعقود من نجوم المجتمع.. رحم الله جيلا أثرى العقل المصرى والعربى.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى