أعمدة

حسن المستكاوي | يكتب : رونالدو وداعـًا للريال قريبـًا

حسن المستكاوي

•• اشتقت إلى ذلك.. اشتقت إلى مثل تجربة الزميل محسن لملوم بالأهرام الرياضى التى قام بها كى يحاور كريستيانو رونالدو.. اشتقت إلى الصحافة التى عشقناها طول عمرنا وكانت حافلة بالأفكار وبالمحاولة وبالمثابرة وبالرغبة فى المعرفة وبالرغبة فى التعلم والاكتشاف. فالصحفى الذى يريد أن يعرف لنفسه سوف يكتب موضوعا شيقا عامرا بالمعرفة لقارئه.. ومع تقديرى للأسئلة التى طرحها محسن لملوم على نجم الكرة البرتغالية وريال مدريد فإن أجمل مافى قصة الحوار هو المثابرة والمحاولة بلايأس، وتفاصيل خطوات المقابلة، وكيف يرتبون فى الأندية الكبيرة لمثل تلك اللقاءات، فكل شىء منظم، وكل شىء مخطط ومرتب. فلاعشوائية إطلاقا..

•• أهنىء محسن لملوم بهذا الحوار، ونجاحه فى الوصول إلى رونالدو يحسب له ولجهوده، ويحسب أيضا لوجوده فى مؤسسة صحفية عريقة تقف على تاريخ طويل من المهنة بكل مدارسها الوطنية القيمة.. فبدون شك ساهم الأهرام المؤسسة بدور ما فى الحوار وفى ترتيب اللقاء. وقد أعاد لنا هذا العمل صحافة المثابرة والفكرة والمحاولة وعدم اليأس. فليست الصحافة أن الأهلى أدى مرانه الأول ثم مرانه الثانى ثم مرانه الأخير قبل أن يواجه القطن الكاميرونى. الصحافة ليست عناوين من نوع: الأهلى يجنى القطن.. الصحافة ليست أن جاريدو طالب لاعبيه بالفوز على القطن..؟!

•• المدة القصيرة التى استغرقها الحوار أمر طبيعى فى اللقاءات الصحفية الخاصة مع نجوم العالم، فالحكاية «مش قاعدة شاى».. وأذكر أننى قبل 35 عاما طلبت حوارا مع النجم الألمانى رومينيجه فقال لى المستشار الصحفى للمنتخب: لك سبع دقائق.. لكن السؤال الأول كان كافيا لأن يطول الحوار إلى 45 دقيقة.. وأذكر أن أرديليس نجم الأرجنتين قال لى: «امامك دقيقتان».. فرديت قائلا: « شكرا الدقيقة الأولى مضت وأنا أسمع ردك».. وربما يأتى وقت لرواية الكثير من المواقف المهنية..

•• أهم الأسئلة التى رفض الإجابة عليها رونالدو مايتعلق برحيله عن ريال مدريد، وهو بالفعل يريد الرحيل. وريال مدريد يريد رحيله من أجل الربح المادى.. وكان هناك سباق بين أندية مانشستر سيتى وباريس سان جيرمان للفوز برونالدو.. ولكنهما خرجا ولم يبق سوى مانشستر يونايتد خاصة أن فان جال المدير الفنى للفريق يرى أنه يواجه أصعب مهمة فى تاريخه كمدرب، وأن رونالدو سيكون عاملا مساعدا لخروج الفريق من أزمته الفنية..

•• بقى مانشستر فى السباق وحده لأن رونالدو يرغب فى الانضمام إلى فريقه السابق، كما أن يونايتد يمتلك الإمكانات بعد تعاقده مع أديداس بمبلغ 750 مليون جنيه إسترلينى لمدة عشر سنوات.. إلا أن صفقة رونالدو قد تكون باهظة للغاية وقد تصل قيمتها إلى 200 مليون إسترلينى فى أربع سنوات، وهو مايمثل قيمة الانتقال (يطلب ريال مدريد 80 مليونا للاستغناء عن نجمه قبل نهاية عقده بثلاث سنوات لكن يونايتد يرغب فى شراء اللاعب بحوالى 60 مليونا).. بجانب راتب رونالدو الأسبوعى ويبلغ 380 الف جنيه إسترلينى، ويساوى 140 مليونا فى أربع سنوات..

•• هل يستحق رونالدو أن يدفع يونايتد 200 مليون إسترلينى (مايزيد على مليارى جنيه مصرى) للفوز به وهو سيبلغ الثلاثين من عمره فى فبراير المقبل؟

•• سجل رونالدو 263 هدفا فى 254 مباراة خلال خمس سنوات. وسجل 25 هات ــ تريك. وهو لاعب يملك القوة والسرعة دون شك. لكن مشكلة يونايتد ليست فى خط هجومه ولكنها فى خط دفاعه.. ومع ذلك ربما يطير رونالدو إلى أولدترافورد ليبقى حتى النهاية؟!

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى