أعمدة

خالد منتصر | يكتب: أرشح هذا الطبيب وزيراً للصحة

%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1 1

لا يزعجنى هذه الأيام مثل عبارة «محدش فى البلد ينفع وزير صحة أو تعليم أو.. إلخ»، فلو صدقنا هذه العبارة يجب علينا أن ندفن أنفسنا ونكتب على مدخل مطار القاهرة هنا مقبرة كبيرة اسمها مصر، وبلد كان يوماً ما وطناً.. هذا وطن مغلق للتحسينات!!، مش معقول ومش ممكن ومستحيل أن مصر بكل ثقلها وتاريخها وكنزها البشرى لا تمتلك شخصاً قادراً على أن يتقلد منصب الوزير، كارثة أن نعلن ذلك، والكارثة الأكبر أن نصدق ذلك!، يوجد طبعاً الكثيرون ممن يرفضون الوزارة، ولا بد أن نبحث فى الأسباب؛ هل لأنه يعرف أنه لا يملك قراراً وسيظل سكرتارية؟ أم خوف من الذبح الإعلامى؟ أم أسباب أخرى؟، ولكى أجعل كلامى عملياً وعلى أرض الواقع وأحمل بعض العبء عن كاهل رئيس الوزراء وهو يختار الوزراء الجدد، وبدلاً من الاكتفاء بدور المنجم وضارب الودع ومعلن التسريبات الوزارية، سأرشح اسماً لوزارة الصحة وهو د. عادل الإتربى، أستاذ القلب الشهير، لقد شاهدت الرجل عن قرب فى مؤتمر الأقصر، كم هو محبوب، وكم هو إدارى ناجح، وكم هو على مستوى علمى قوى، اختار الأقصر كمكان لمؤتمر القلب الأخير، الذى انتهت فعالياته أمس، الصرامة العلمية وورش العمل التى اهتم فيها بالأطباء الشبان، خاصة أطباء الصعيد، فى الإنعاش، وقراءة رسم القلب، وعمل القسطرة العلاجية بالمحاكى.. إلى آخر كل المهارات المطلوبة لطبيب القلب المعاصر فى زمن التكنولوجيا الذى يسابقنا بسرعة الصاروخ فنلهث وراءه، العرض لأدوية خفض الكوليسترول الحديثة المعالجة لزيادة الكوليسترول الوراثية أو العائلية، ومشاكل فشل القلب، وارتفاع الضغط.. إلخ، أشياء كثيرة وقضايا مهمة وساخنة فى مجال القلب سيكون لنا بإذن الله حديث مفصل عنها، لكن المهم أننى لمست تلك الشخصية عن قرب، وتساءلت كيف لمثل تلك الشخصيات أن تكون مجهولة عند الأجهزة التى ترشح أسماء الوزراء وتختارهم؟!، طبيب وعالم وإدارى وإنسان ناجح مثل د. عادل الإتربى لا يوجد على قائمة العشرة المبشرين بالوزارة إذاً هناك مشكلة!!، وبالطبع هناك أسماء كثيرة تستحق، ولكننى أجرب اليوم فى هذا المقال تجربة لتشجيع كل من يعرف اسماً مناسباً لوزارة أن يطرحه وبلا خوف من اتهام «الفيس بوك» له بالمجاملة، أو خشية من أن يمزقه «تويتر»، لم يعد يهم من يكتب لوجه الله والوطن مثل هذه الاتهامات اللزجة المملة، المهم الآن أن نزيل هذه الوصمة، وصمة عار أننا لم نعد نملك كفاءات، ونجيب عن سؤال طرحته فيما قبل: لماذا لم نعد نختار صنايعية أكفاء بيفهموا فى شغلانتهم؟!!، وكأننا نتعمد أن نختارهم فيهم كل الصفات إلا أنهم فاهمين شغلهم!!، لن تقوم هذه البلد إلا بجهد وعقل أبنائها المخلصين اللى مش طمعانين فى حاجة إلا مصلحتها، ولديهم إحساس أن فى أعناقهم جميلاً لا بد من رده، فلنبدأ وبجسارة إزالة الركام عن اختياراتنا المقولبة المعلبة سابقة التجهيز فى فرن الأمن ومكاتب الأجهزة، ولنبتعد عما أسقط الاتحاد السوفيتى؛ عندما اختاروا لـ«جورباتشوف» الرجل غير المناسب فى كل المناصب.

 المصدر

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى