سياسة

خبراء عسكريون: محاولات الإخوان لهدم القوات المسلحة مستمرة

حمدي بخيت  نيىب

الأخبار التى تم تداولها أول من أمس (الإثنين) حول وجود نية لدى مؤسسة الرئاسة فى إقالة الفريق أول عبد الفتاح السيسى من وزارة الدفاع، وما نتج عنها من قيام مصدر عسكرى من تحذير النظام الحاكم من الانتحار السياسى، وهو ما جعل الرئاسة تتحدث عن عدم وجود نية لإقالة السيسى، متهمة وسائل الإعلام المغرضة بنشر الشائعات. ما حدث يجعلنا نتساءل عن توقيت صدور الشائعة وهل هى مقصودة أم لا؟ إضافة إلى علاقة الإخوان بمؤسسة الجيش.

اللواء حمدى بخيت، المحلل العسكرى، أكد أن محاولات هدم القوات المسلحة ستظل مستمرة ولن تتوقف، وذلك لأن القوات المسلحة هى بمثابة السند الوحيد والضمان للعودة إلى الاستقرار، وكان يجب أن توجه إليها كل هذه الأدوات لهدمها بعد فشلهم فى جذبها إلى الشارع، وقد بدأت الحرب النفسية ضد القوات المسلحة عن طريق بث الفتن والشائعات، وهذا لجرها للخلاف والتأثير على سمعتها ومكانتها لدى شعبها.

بخيت أشار إلى أن النظام الحاكم له مصلحة فى ما يحدث الآن على الساحة، وهو يطلق الشائعات كبالونة اختبار لمعرفة رد الفعل، وتسريب خبر إقالة وزير الدفاع اللواء عبد الفتاح السيسى مثال على ذلك، وهذا لعب بالنار ويؤثر على الحالة النفسية للضباط والأفراد، لأن هناك لحمة بين القيادات والضباط، ووزارة الدفاع ليست مثل وزارة الداخلية التى يستهدفها النظام لإضعافها واختراقها، ولكن هؤلاء لا يدركون انهم يلعبون بالنار.

بخيت أضاف أن القوات المسلحة لها ثوابت لا تتغير، وهى العلاقة الوطيدة بين قياداتها وأفرادها وبينها وبين شعبها، فالشعب المصرى يحب القوات المسلحة، ومن ثوابتها أيضا الحفاظ على الأمن القومى المصرى، واللعب فى القوات المسلحة إضرار بأمن المواطن أولا، والقوات المسلحة لن تنجرف لهذا الصراع الداخلى مثلما انجرفت مؤسسات أخرى مثل العدل والقضاء والداخلية، مشيرا إلى أن أى شخص يحاول العبث مع القوات المسلحة فهو خاسر بالدرجة الأولى، لأنه يعادى الأمة بأكملها -حسب قوله- ولا شك أن أى شىء يسبب الضرر بين مؤسسات الدولة وشعبها وجيشها يكون له تأثيره السلبى، فضلا عن أن القوات المسلحة لا تضع فى حساباتها رئاسة ولا رئيس وإنما الأمة بكل مكوناتها.

بخيت أكد أن القوات المسلحة ليس لها ناقة ولا جمل فى الصراع «العبيط» بين النظام الحاكم والمعارضة والأحزاب المتناحرة، واصفا حال الدولة المصرية بأنها «دولة فاشلة وأحزاب أكثر فشلا».

اللواء فؤاد علام، الخبير الأمنى، أوضح أن ما يحدث الآن على الساحة السياسية يظهر تخبط مؤسسات الدولة، ويبين مدى ارتباك تلك المؤسسات، مما يؤكد أننا إزاء يد مفككة ودولة منهارة ومؤسسات متراجعة، بالإضافة إلى أن الشعب منقسم على نفسه، وهذا وضع فى غاية الخطورة، لذلك لا يوجد أى مؤشر للتفاؤل، وأن الاحتقان الموجود غير مطمئن.

علام أضاف أن ما يحدث داخل ميادين مصر والعصيان المدنى فى بورسعيد، كل تلك الأمور مرتبطة بأن هناك ارتباكا سياسيا وازدراء بين القوى السياسية وتدهورا فى الوضع الاقتصادى للبلد، مضيفا أنه لا يمكن أن يتوقع أى شىء فى مصر وكل الاحتمالات واردة بين الرئاسة والجيش لغياب المعلومة والاحتقان السائد الآن، الذى لا يجعلك قادرا على التنبؤ بالقادم.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى