“ننصح بعدم السفر غير الضروري إلى مصر بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به.. ولا ينطبق هذا على منتجعات الغردقة الساحلية ومحيطها وشرم الشيخ، ولا على المنطقة من الأقصر إلى أسوان على طول أعالي النيل، ولكن بشكل عام يجب أن تمارس درجة عالية من الحذر.. إذا قررت السفر إلى مصر على الرغم من هذه النصائح، خطط لرحلتك مع شركة أو وكالة سفر مصرية ذات سمعة طيبة، حيث أنهم على دراية جيدة بالوضع الأمني، ويمكنهم التخطيط بشكل أفضل لك”.
وضعت تلك الرسالة على صدر المواقع الرسمية لوزارات الخارجية بكلًا من: “بيلاروسيا، أوكرانيا، دول الإسكندناف، كندا، أمريكا، أستراليا، نيوزيلاندا، وبعض دول شرق آسيا”، بخلاف بريطانيا وروسيا اللتان لا تزالا تفرضان حظرا على السفر والطيران مع مصر، كما تبعث السفارة البريطانية حتى اليوم، برسائل اطمئنان على رعاياها المتواجدين بمصر لظروف العمل، وذلك عقب تفجير كنيستي مامرقس الرسول بالإسكندرية، ومارجرجس بطنطا.
وزارة السياحة، حاولت إنقاذ الموقف بنفيه تمامًا، وعالجت الأمر بتجاهله، وهو نفس الموقف الذي اتخذته شركة «JWT» للعلاقات العامة، والمسئولة عن الترويج الخارجي لمصر مقابل 66 مليون دولار في 3 سنوات، فيما اضطر يحيى راشد وزير السياحة للتوجه عربيًا باستغلال المعرض السياحي الأكبر والأقوى في الشرق الأوسط «ATM» دبي 2017، الذي ينطلق الإثنين المقبل ويستمر حتى 27 أبريل الجاري.
سامح سعد مستشار وزير السياحة السابق للشئون الخارجية، قال إن مصر تعقد آمالًا عريضة على المشاركة بالمعرض، مشيرًا أن معرض دبي السياحي مهني من الدرجة الأولى وليس جماهيريًا، حيث يحظى بمشاركة هي الأوسع لشركات السياحة العاملة والمهتمة بالسوق العربي، والراغبة فى اقتحامه والعمل معه، وهنا يمكن للوفد المصري المشارك من القطاع الخاص، أن يبرم تعاقدات سريعة وفورية ربما لا تتاح له بمعارض ألمانيا وبريطانيا حيث يشارك بها فقط منظمي الرحلات الكبار والشركات العملاقة والتي لا تستطيع الاتفاق على برامج سياحية دون دراسات وأبحاث للسوق ومراجعة للقرارات السياسية، وغيرها من الأمور التي لا تهتم بها الشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة فى معرض مثل دبي.
وأضاف سعد في تصريحات خاصة لـ«التحرير»، أنه يجب استغلال المعرض في طرح برامج سياحية جديدة للغردقة والقاهرة، حيث زادت الحركة العربية لمصر في الفترة الأخيرة بنسبة 12%، مقارنة بالعام 2015، ولكن الزيادة توجهت فقط لشرم الشيخ حيثما توافرت خطوط الطيران المنخفضة التكاليف، ولفت إلى أن الشعب الإماراتي ليس المستهدف فقط في هذا المعرض، حيث يمثل 10% من المقيمين في إماراة دبي، ولكن مصر تسعى لجذب المغتربين من كافة الجنسيات، موضحًا أن مصر استقبلت 50 ألف سائح إماراتي الأصل، بينما يمكنها استضافة الملايين من المقيمين على أرض الإمارات.
دعا سعد، هيئة تنشيط السياحة وشركة العلاقات العامة، لدعم المستثمرين والقطاع الخاص بأفكار لاستضافة المشاهير من الأسواق المستهدفة، وعمل إعلانات على نفقة الهيئة لحفلات فنية يقيمها المستثمرين في مناطق مختلفة من مصر، بهدف تغيير الصورة الذهنية والتغلب على قرارات حظر السفر، إلى جانب استغلال معرض دبي الذي يعد فرصة أخيرة للحاق بالموسم الصيفي الذي يشهد أغلب الحركة العربية للخارج.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
