الكثر من العامة والتي ترد على المستشفيات تتعاطف مع الاطباء قلبا وقالبا..والكثير ايضا يلعن الفعل قبل ان يتوقف لحظه لقراءة الاحداث ..
معظم الاطباء الذي يرفضون الاضراب ويتشدقون برحمة المريض ..هم في حقيقة الامر ممن يملكون العيادات الخاصه والمستشفيات الخاصه ويصل قيمة اجرهم الي معدلات خرافيه جعلت من الطب وسيلة لجمع المال غير ان بعضهم يتهرب ايضا من الضرائب المفروضه عليه ..وليس هذا فحسب بل ان كبار الاطباء في المستشفيات الجامعيه ومستشفيات الصحة لا يأتون الي العمل الا مره اسبوعيا او مرتين لشرب الشاي مع الزملاء فقط الا من رحم ربي ..ولن تجد استاذا أبدا في استقبالك اذا ذهبت الي المستشفي عصرا او ليلا او فجرا ..
أما الطبيب الشاب والذي يتعرض للاهانه لعدم توفير المعدات والامكانيات في مكان عمله والذي يجاهد ليعلم نفسه بعد غياب من يعلمه رسالة الطب والذي دائما ما تجده في المناطق النائيه وفي الصحراء والذي يعمل بالايام المتواصله دون ان يري طعم النوم ولا يعادل راتبه قيمة كشف مريض واحد في عياده خاصه ..
وحتي عندما ثار الاطباء وقرروا الاضراب طمعا في ان تصل الثوره الي هذا الجانب المهم من حياة الناس البسيطه والذي لا يعبأ لها المسؤلين غالبا ..ثاروا بتحضر فجميع اقسام المستشفي تعمل بطاقتها باستثناء العيادات الخارجيه والتي تعالج الحالات الغير طارئه ويمكن معها الانتظار ..بل قام الكثير من الاطباء بعلاج هذه الحالات في الشارع وفي قسم الطوارئ مجانا دون ان يدفع قيمة الكشف والتي ترد الي الصناديق الخاصه ثم تسرق بعد ذلك ولا تورد هذه الاموال لتطوير نظام الصحه ..
هل تعلم ماذا يريدون ؟
انهم يريدون تطهير وزراة الصحه من الفاسدين .يريدون اسقاط هذا النظام العفن داخل الهيئات الصحيه .. يريدون رفع الموازنه لتزويد المستشفيات بالمعدات الطبيه اللازمه والادوات التي تسمح لهم بتوفير افضل وارقي خدمه طبيه حتي لا يشتكي المريض ويثور .. حتي لا يحتاج للذهاب الي الاماكن الخاصه ليدفع فيها الغالي والنفيس .. وهذا لا يعني صرف اموال حقيقيه الان وانما فقط يعني الا هتمام بجانب اكثر من جانب ..فبدلا من تاخذ مؤسسه الحرس الجمهوري ايراد قناة السويس كله دون أحقيتهم في ذلك .. او ان تكون ميزاينه جزء غير مهم اعلي بكثير من ميزانيه الصحه ..فهذا استهتار بصحة المواطن ..
انهم يريدون التزام كبار الاطباء في الحضور للمستشفي لخدمة المرضي ولتعليمهم ..يريدون خططا قوية للتدريب ترقي بمستوي الطب .. لانه يتعامل مع اهم وارقي جزء في الكون وهو جسم الانسان.. يريدون الامن لهم فكيف يعمل طبيبا وهو معرض للقتل او وهو تحت تهديد السلاح ..فهل يحدث هذا في اي مكان في العالم ..يحرصون كل الحرص على تامين ملاعب الكره ولا يحرصون على تامين المستشفيات وعلى المرضي والاطباء ..يبدو ان سعر الانسان قد رخص كثيرا جدا .. يريدون هيكل عادل للاجور يجعل الطبيب يحيا حياه كريمه لا تضطره الي العمل الخاص والبعد عن العمل العام حتي يتفرغ لخدمة المريض ويتفرغ للعلم الذي يؤهله لذلك .. وهذا أيضا في صالح المريض الذي يرغب في ان يجد امامه طبيبا مبتسما لبقا حريصا على سلامته في عقله العلم وفي يده جميع الادوات ..حقا ان هذا في مصلحة المريض ..
لم يطلبو ذلك الان ولكن مع موازنه جديده تنظر اليهم بنسبه لا تتعارض ابدا مع اموال الدوله فاذا قلت الموازنه قلت النسبه واذا زادت الموازنه زادت النسبه .. يجب ان تضع في الاعتبار الارهاق والتعليم الذي استلزم منهم الجهد والمزاكره الجاده سنوات من عمرهم ابعدت عن جميع وسائل الترفيه التي يلاقيها غيرهم .. وتضع في الاعتبار احتماليته الكبيره جدا في الاصابه بالعدوي من اي مريض لا يعلم ماذا يصيبه تضع في الاعتبار الايام والليالي الطويله التي يقضيها الطبيب خارجا دون ان يري عائلته ..تضع في الاعتبار انه لن يقف ايضا عند هذا الحد ولكنه مضطر الي شراء اغلي الكتب ومواصلة التعليم حتي نهاية عمره ..
من يتعامل مع المستشفيات الحكوميه يعلم ذلك جيدا بل انه يتعاطف مع الاطباء ويشاركهم اضرابهم ..
لا اريد ان اخيفكم بنسب الحالات التي تموت في المستشفيات جراء نقص مستوي الخدمه والادوات .. او الحالات التي تصاب بالعدوي بسبب تكدس اعداد المرضي في غرفه واحده .. او الحالات التي تعود منزلها وعدم علاجها لعدم توافر الامكانيات ومستوي التدريب ..يكفي ان اقول لكم انه بوسع مواطن اوربي الذهاب للمستشفي وعمل عمليه جراحية في المخ ثم يعود منزله خلال اسبوع على الاكثر دون ان يكترث الي اخبار اي احد .. ومن كم الوفيات التي تفكر في عمل هذا النوع من العمليات ..
فكيف يقوم بهذه الخدمه طبيب لا يستطيع الحياه الكريمه ولا التعليم الصحيح ولا حتى الراحه بعد التعب ..
لكل مواطن الحق في الحصول على افضل خدمة طبيه يتخيلها دون الحاجه الي الذهاب الي مؤسسات خاصه ومجانا ..هذه هي سالتنا …ساعدونا
دكتور شريف حجازي
فريق كل يوم معلومه طبيه
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
