أعمدةمقالات

د. مصطفى النجار | يكتب : باسم يوسف والأمن القومى

مصطفى النجار«باسم يوسف عاد ليبدأ خطوات صناعة التوافق،أعتقد أنه سيكون تأهيلًا نفسيًا لشعب مصر، بغرض السكوت عن استمرار التنظيم الإخوانى الدولى الإرهابى بمصر بأوامر أوباما»، «فاشية الأمن القومى طبيعية لحماية مصر إزاى نتريق عليها فى برنامج رقيع»! «باسم يوسف كان يرسخ لفكرة الانقلاب وأن الشعب مقسوم نصفين». «باسم خدش حياءنا وبيساهم فى انحطاط الذوق العام، «التريقة» دى نقبلها على عصابة الإخوان لكن على رموز بلدنا عيب وقلة أدب». «باسم يوسف بيشتم مفاصل الدولة كدا مصر مش هتعرف تقف تانى» بلاغ للنائب العام ضد باسم يوسف لاتهامه بإشاعة الفوضى فى البلاد، وبلاغ آخر يصفه بالخيانة العظمى لإهانته للرموز الوطنية.

قناة «سى بى سى» تنشر بيانًا تتحدث فيه عن «ثوابت الشعور الوطنى العام»، وتدين ما حدث فى حلقة باسم يوسف.

مؤيدو الإخوان يقولون إن حلقة باسم يوسف تروج للسيسى وتزيد من شعبيته وتمجيده وأنه خاف من الاقتراب مباشرة من السيسى، بينما كان يتطاول مباشرة على مرسى، وأن السخرية التى احتوتها الحلقة محاولة لتبييض وجهه الانقلابى المؤيد لقتل الناس. يعلق أحدهم على المشهد برمته وموقف كل الأطراف قائلا بلغة مصرية شعبية «الكف لما ينزل على قفا الراجل اللى قاعد جنبك، بيموت من الضحك لكن لما بينزل على قفاك أنت شخصياً، بيبقى فجأة مايضحكش». لخص هذا الشاب المصرى حالة التشنج التى أصابت عددا من المتلونين وأصحاب المواقف المزدوجة، والذين كانوا يهللون لباسم يوسف وهو ينتقد مرسى وآخرين، ولم يتحدثوا يوما عن إيحاءات البرنامج، ولا تجاوزاته اللفظية الشهيرة، لكنهم الآن ارتدوا فجأة ثوب الورع والعفاف والتأدب، ليتهموا باسم يوسف بقلة الأدب وانعدام الأخلاق والإسفاف، لا لشىء سوى أنه أوجعهم بكسره للسقف الذى يحاول بعض مدمنى العبودية والتأليه صناعته.

لا يخجل هؤلاء من ركوب موجة الفاشية الوطنية ليزايدوا على باسم، وعلى كل من أشاد بجرأته وعمقه فى تناول ما حدث فى مصر عقب 30 يونيو، يتباكى هؤلاء على هيبة الدولة ورموزها، وتختنق عيونهم وكلماتهم بالبكاء المزيف، وهم يهتفون «لقد أهان باسم مصر وشعب مصر». حرق باسم عددًا من الإعلاميين المتلونين، ويستطيع فى حلقة قادمة حرق كثير من نشطاء الفاشية والرأى الواحد، إذا عرض نماذج لكتاباتهم وتدويناتهم عن البرنامج وباسم نفسه قبل ذلك، ولكنهم لا يستحون، وقرروا أن الطريق الأسهل هو تخوين الرجل والحديث عن مؤامرة كونية تقودها أمريكا لصالح الإخوان، وتستغل فيها البرادعى وباسم يوسف وثوار 25 يناير. يقولون فى المثل الشعبى لمن لا يرجى شفاؤهم من المرض «دول مسكوا السلك»، ويبدو أن خفافيش الظلام مدعى المدنية والديمقراطية هم أشد تطرفا من اليمين الدينى المتشدد فى معاداة وكراهية حرية الرأى والتعبير إذا نالت منهم ومن ممارساتهم المقززة فى المبالغة والنفاق والتزلف وازداوجية المواقف. ليس كل من انتقد باسم يوسف من هؤلاء ولكن عشاق مبارك ومهووسى السيسى أثبتوا أنهم الوجه الآخر لعبيد المرشد، وكلاهما لا يفهم الديمقراطية، ويعادى حرية الرأى والتعبير. مصر التى نتمناها من الممكن أن تتقبل وجود هؤلاء كأطراف هامشية متطرفة على جانب الحياة السياسية، مثل أى مجتمع به بعض المتطرفين لكن لا يمكن أن يكون أعداء الديمقراطية هم التيار الرئيسى لأى مجتمع، التمايز مستمر، والناس تدرك حقيقة المواقف وتناقضها، ويتساقط هؤلاء ويبقى أصحاب الضمير مواقفهم واحدة وقيمهم ثابتة لا تتغير مهما اختلف الحكام.

المصدر 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى