ثقافة و فن

رانيا يوسف: السبع وصايا مسلسل صعب فى التمثيل وسهل فى المشاهدة

Sharkia-600x315-Banner

«بوسى» أجهدتنى بسلوكها ومصطلحاتها.. والحلقة الأولى أصابتنى بصدمة يعرض علىّ 20 مسلسلا فى السنه الواحدة.. وأفتح «الصندوق الأسود» للناس بعد رمضانحوار ـ أحمد فاروقمنذ ظهورها اللافت فى مسلسل «حرب الجواسيس» قبل 5 سنوات، استطاعت الفنانة رانيا يوسف أن تحجز لنفسها مساحة مهمة على الشاشة الصغيرة فى رمضان من كل عام.

تحرص على التنوع فى أدوارها، ولا تمانع المشاركة فى البطولة الجماعة، رافضة فى الوقت نفسه مبدأ «تفصيل المسلسلات على مقاسها»، وترفع شعار «المخرج دائما على حق».

وهذا العام تخوض رانيا يوسف تجربة جديدة ومختلفة من خلال شخصية «بوسي» التى تجسدها فى مسلسل «السبع وصايا» مع نخبه من الممثلين المحترفين، بقيادة المخرج خالد المرعى.

تقول رانيا: المسلسل تدور أحداثه حول 7 أشقاء والدهم ترك لهم وصية قبل وفاته، ومطلوب من «بوسى» الشقيقة الكبرى والتى كانت الأقرب اليه وتقوم بتمريضه 7 سنوات، أن تجد إخوتها الذين لا تعرف أماكنهم والمنتشرين فى 6 محافظات، لتعطى كل واحد منهم وصيته التى يجب أن ينفذها ليحصل على ورثه من مبلغ 28 مليون جنيه تركها والدهم.

والإخوة السبعة يجسدهم رانيا يوسف فى شخصية «بوسى»، وهنا شيحة، وناهد السباعى، وصبرى فواز، وهيثم أحمد زكى، ومحمد شاهين.

البعض يتنبأ للمسلسل بأن يحمل نفس غموض «نيران صديقة»؟

المسلسل يحمل قدرا من الغموض فى رحلة البحث عن الأشقاء السبعة، وأيضا فى الكشف عن الوصايا ومعرفة ما تحتويه، فمن الحلقات الأولى يكون متاح للمشاهد معرفة أن لكل أخ وصية مطلوبا منه تنفيذها، لكن لا يعرف ما هى هذه الوصية الا عند تنفيذها.

بالمناسبة أريد أن أوضح أن «السبع وصايا» لا يوجد أى تشابه بينه وبين «نيران صديقة»، والعلاقة الوحيدة بين المسلسلين أن مخرجهما واحد هو خالد مرعى، ومؤلفهما واحد هو محمد أمين راضى، بالإضافة إلى تكرار مشاركة أكثر من ممثل مثلى ومثل صبرى وفواز ومحمد شاهين.a

كما أريد توضيح أن «السبع وصايا» مسلسل صعب فى التمثيل والإخراج والكتابة والتصوير ويحتاج إلى مجهود فنى مضاعف، لأنه من المسلسلات التى تعتمد على لغة الكاميرا طوال الوقت، وليس مجرد ان تضع كاميرا أمام ممثل يقول كلاما، المثير أن هذا المسلسل رغم انه صعب فى التنفيذ فإنه سهل جدا فى المشاهدة، عكس نيران صديقة الذى كان صعبا فى التمثيل والمشاهده ايضا.

ما القضية التى يرصدها العمل؟

محمد أمين راضى كتب سيناريو وحوار عبقرى، فهو ربط شخصيات المسلسل بالأحداث التى مرت بها مصر فى السنوات الثلاث الأخيرة بعد ثورة 25 يناير.

فالمسلسل يركز على النفس البشرية التى ليس لها حدود فى التفكير، وليس لها حدود فى الشر أيضا، وعندما تريد شيئا لا يستطيع أحد ايقافها.

فالكاتب رصد حالة الانفلات والفوضى الأخلاقية التى حدثت فى هذه الفترة ولكن ليس فى تسلسل زمنى يواكب ما مرت به الثورة من مراحل وموجات سياسيا، فالمسلسل يركز على الجانب الاجتماعى وليس السياسى.

فلا أحد يستطيع إنكار أن مصر عاشت 3 سنوات كانت الفوضى هى شعارها الرئيسى، فلم يكن احد يحاسب احدا، ومن حق أى انسان ان يفعل أى شىء دون ان يحاسبه أحد، فشخصية «بوسى» التى اجسدها تفعل كل ما لا يخطر على البال دون ان يحاسبها احد سواء أمنيا أو مجتمعيا، لذلك أدعى أن المسلسل يرصد اخلاقيات المجتمع وحدود الالتزام والتدين.

هل دورك فى المسلسل يتوقف عند مساعدة أشقائك فى تنفيذ السبع وصايا أم له أبعاد أخرى؟

شخصية «بوسى» التى اجسدها هى السبب فى تفرق إخوتها، والسبب ايضا فى تجمعهم، وبدون ذكر تفاصيل هناك شىء يحدث فى الحلقة الاولى تحول مجرى الاحداث، فبناء على قرار اتخذه فى الحلقة تدخل السجن، ويتفرق إخوتها فى كل المحافظات، ويتغير مصير الإخوة السبعة، فمنهم من يذهب إلى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وآخر إلى دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وبعضهم فى محافظات الاسكندرية والسويس واسوان.

ما الذى ينتظره المشاهد فى الحلقة الأولى؟

أول مشهد قرأته فى أول حلقة أصابنى بصدمة، وأراهن أن المشاهد سيتعرض لنفس الصدمة، وهذه الدهشة المستمرة فى جميع حلقات العمل هى التى ستكون سببا فى نجاحه ان شاء الله.

وأعترف لأول مرة أن هذه الصدمة تعرضت لها مرتين فقط خلال مشوارى الفنى، الأولى فى مسلسل «أهل كايرو»، والثانية فى «السبع وصايا».

وأدعى أن مفاجأة هذا العمل الكبيرة ستكون فى الحلقة الأخيرة، لأن النهاية غير متوقعة ومهما بلغ خيال المشاهد لن يستطيع أن يصل إلى ماذا سيحدث فى الحلقة الأخيرة.

كيف كان استعدادك لشخصية «بوسى»؟

كانت صعبة جدا، وتعبتنى لأن مصطلحاتها بعيدة كل البعد عن شخصيتى فى الواقع، كما أن شكلها وملابسها وسلوكها واسلوبها فى الكلام مختلف تماما.

وأحيانا كنت أتوقف عن التصوير واذهب للمؤلف لأسألة عن طريقة نطق المصطلحات لأنها لم تمر على من قبل.

هل حدث ذلك رغم أنك قدمت شخصية «سناء» الفتاة الشعبية فى مسلسل «الحارة» قبل عامين؟

هناك فرق كبير بين مساحة الشخصية التى قدمتها فى «الحارة» وبين شخصية «بوسى» فى «السبع وصايا»،

فشخصية «سناء» التى قدمتها فى «الحارة» لم تكن رئيسيه فى الأحداث، كان ضمن خيوط كثيرة فى المسلسل، أما «بوسى» فى «السبع وصايا» هى بطلة العمل، والاحداث كلها تدور من خلالها.

فالمسلسل 1800 مشهد، شاركت فى 1400 منها، لذلك مساحة الكلام كبيرة جدا، والمسئولية كبيرة جدا، واذا اخطأت فى طريقة نطق مصطلح واحد سيؤثر على المسلسل بالكامل.

بعد نجاحك فى «حرب الجواسيس».. ما الذى تغير فى رانيا يوسف؟

منذ «حرب الجواسيس» اختار أدوارى، ولا أقدم أى شخصية دون أن أكون مقتنعة بها، وبالمناسبة كان لدى فرصة فى هذا المسلسل أن أكون البطلة الرئيسية، فقبل ترشيح منه شلبى كانت هناك زميلة أخرى وعندما اعتذرت عرض على الاستاذ نادر جلال المخرج شخصية «ساميه فهمى»، ولكنى رفضت وقلت له إننى أريد تجسيد شخصية «لويس جولد مان».

فمنذ هذا العمل وأنا أختار شغلى وادوارى، والحمد لله أننى منذ تجسيدى شخصية «لويس جولد مان» ويعرض على كل عام اكثر من 20 مسلسل، اختار من بينها ما اراه يناسبنى.

هل وضعت خطة لنفسك بعد هذا العمل؟

كان قرار وليس خطة، ويتلخص فى عدم المشاركة فى أى عمل غير متكامل، وهذا نجحت فيه الحمد لله بنسبة 80% تقريبا.

فأنا من مدرسة المخرج الذى يختار الممثله وليس العكس، ومع أن المخرج هو «رب العمل» والمسئول عن كل شىء، ولست من الممثلات التى ترى أنها بعد أن تصبح بطلة و«سوبر ستار» يحق لها أن تتحكم فى كل شىء، وتختار المخرج وشركة الإنتاج، هذه هى مدرسة تفصيل المسلسلات على الممثلين وأنا أرفضها تماما.

وأرى أن تفصيل المسلسلات يحرم الممثل من تجسيد شخصيات مركبة ومختلفة، ويضيع فرص كثيرة على الممثل لن تخطر بباله ان يتطرق اليها اذا فكر لنفسه وفى نفسه.

فالممثل عندما يفصل على نفسه سيناريو يختار الادوار التى يستطيع ان يقدمها فقط.

وأدعى أن هناك ممثلات كثيرات قضين على موهبتهن عندما قررن تفصيل مسلسلات وافلام على مقاسهن.

وأنا مقتنعه تماما أنه ليس من حق الممثل ان «يمشى على مزاجه»، بل على العكس يجب أن يتحرك بناء على تعليمات المخرج.

يلاحظ البعض اتجاهك مؤخرا إلى المشاركة فى البطولات الجماعية؟

ليس شرطا، فأنا لم أقرر المشاركة فى مسلسلات بطولة جماعية، لأن السيناريو هو الذى يحدد موافقتى من عدمها، بدليل أننى شاركت فى مسلسل «موجة حارة» وكان بطولة ثنائية مع اياد نصار فى نفس الوقت الذى كنت اشارك بمسلسل «نيران صديقه» الذى يعتمد على البطولة الجماعية، كما أننى ايضا اصور مسلسل «الصندوق الاسود» وهو بطولة مطلقة.

فأنا لا أتوقف عند المسميات، ولا يفرق معى إن كانت المسلسلات جماعيه أو ثنائية أو مطلقة، المهم ان يكون السيناريو جيدا.

وما أقصده انا اختيارى لمسلسل من عدمه لا يكون له أى علاقة بمساحة دورى، لأن العمل الفنى فى النهايه هو لفريق متكامل.

ما السبب وراء تأجيل «الصندوق الأسود»؟

تم التأجيل لأننا لم نستطيع الانتهاء من تصوير كل الحلقات، فقرر المنتج تأجيله ليعرض بعد شهر رمضان مباشرة، وأجسد فيه شخصية «دولت» ابنة «شغالة» نشأت فى بيت أثرياء.

ولأن هذه الأسرة التى تعيش فى بيتهم لا تنجب كانت تتعامل معها باعتبارها ابنتهم، وهى أيضا صدقت أنها ابنة هذه العائلة حتى وصل عمرها 10 سنوات، فجأة انجبت هذه الأسرة ورزقها الله بابن، فتخلت عن رعاية هذه الفتاة لتعود إلى واقعها.

ومنذ هذه اللحظة تظهر العقد النفسية الموجودة فى «الصندوق الاسود» للبشر متجسدة فى هذه الفتاة، وبدأت تعيش فى صراع داخلى، لأنها ترى أنها كان يجب أن تكون ابنة الاسرة الثرية وليس الأسرة الفقيرة.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى