أخبار العالم

رويترز: المصريون يتمنون عودة الحياة إلى طبيعتها

18201316132659

مازال الوقت مبكرا بعد الظهر فى وسط القاهرة ومع ذلك يفكر خالد فتحى فى الوسيلة التى سيعود بها إلى بيته قبل حلول موعد حظر التجول.

وعادة ما يظل متجر فتحى لبيع ملابس الرجال مفتوحا حتى ساعة متأخرة من الليل فى المدينة التى يميل سكانها للتسوق ومزاولة أنشطتهم الاجتماعية بعد هبوط الليل، أما اليوم فسيغلق متجره فى الخامسة عصرا ليتيح لنفسه الوقت الكافى لخوض زحام المرور والوصول إلى بيته قبل أن يحل الظلام.

وبالنسبة إلى فتحى وكثيرين مثله أخلت حمى الثورة المكان لمنغصات الثورة، فعلى مدى العامين الأخيرين شهدت مصر ثورة وثورة مضادة واحتجاجات تستمر أسابيع وموجات من الاشتباكات الدامية، والآن زاد حظر التجول من السابعة مساء إلى السادسة صباحا مهمة كسب العيش مشقة على مشقة.

وقال فتحى (46 عاما) “الناس خائفون، تسعون فى المائة من الناس لا يريدون سوى المأكل والمشرب”.

وأحدث عزل الرئيس الإسلامى محمد مرسى على يدى الجيش استجابة لحشود شعبية ضخمة الشهر الماضى انقساما بين من يؤيدون تدخل الجيش وأنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين يطالبون بعودة مرسى إلى الحكم.

إلا أن هناك فريقا ثالثا من المصريين فى المنطقة الوسطى بين هؤلاء وأولئك، كل ما يصبون إليه هو من يستطيع إعادة الاستقرار وتحريك عجلة الاقتصاد.

وقد روعهم أداء مرسى خلال العام الذى قضاه فى سدة الحكم والذى اتسم بالفوضى السياسية والاقتصادية، إلا أنهم لا يتقبلون أيضا أن يحل محله حكم عسكرى بعد أن قضوا 30 عاما فى ظل الرئيس السابق حسنى مبارك وهو عسكرى سابق أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011.

لكن ما يقلقهم فى المقام الأول هو عجز الطرفين عن إيجاد أرضية مشتركة وخلق نوع ما من الهدوء، وقال فتحى “الإخوان المسلمين فصيل سياسى هم كثيرون من حيث العدد فكان يجب إجراء مزيد من المحادثات، ينبغى للجانبين تقديم تنازلات، إذا أصر كل جانب على موقفه فلن نصل إلى حل”.

ومضى يقول “يحظى كل منهما بقدر كبير من التأييد، وعلى كل منهم أن يقدم قليلا من التنازلات، لكن للأسف أرى مزيدا من المواجهات لا التسويات وسيزهق مزيد من الأرواح سدى”.

وقتل نحو 850 شخصا منهم 70 من رجال الجيش والشرطة فى أعمال عنف استمرت نحو أسبوع مع تصدى الحكومة الانتقالية المدعومة من الجيش لجماعة الإخوان وسعيها لتأكيد سلطة الدولة.

 المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى