أخبار العالم

رويترز: حل الأزمة فى مصر يتوقف على خروج كريم لمرسى

محمد-مرسي-في-ورطة

ذكرت وكالة رويترز ـ في تقرير لها حول الأوضاع في مصر، أن سلسلة لقاءات مع دبلوماسيين ومسئولين وساسة يشاركون فى الاتصالات التى تجريها أوروبا من أجل الوصول إلى حل للأزمة الراهنة فى مصر، كشفت عن قناعة أوروبية بأن الحل الأمثل يعتمد على التوصل إلى طريقة لخروج الرئيس الإسلامى المعزول محمد مرسى من المشهد بما يحفظ له كرامته وضمان دور سياسى لجماعة الإخوان المسلمين فى مستقبل البلاد.

فى المقابل مازال من غير الواضح ما إذا كان الجيش والمؤسسة الأمنية لديهما استعداد لوقف الحملة على جماعة الإخوان أو حتى تعليقها لفترة تكفى لإجراء محادثات بهدف التوصل إلى تسوية، فى الوقت الذى مازالت فيه قيادات الإخوان غاضبة من الإطاحة بالجماعة من مقاعد الحكم بدرجة لا تسمح لها بالاعتراف بشرعية السلطات الجديدة.

ولا يتيح قرار الحكومة المدعومة من الجيش يوم الأربعاء باعتبار أن اعتصامين لمؤيدى مرسى بالقاهرة يمثلان تهديدا للأمن القومى وتكليفها لوزارة الداخلية بوضع خطة لفض الاعتصامين الكثير من الوقت للوصول إلى حل عن طريق التفاوض.

وقال دبلوماسى مقيم بالقاهرة «تريد السلطات تسوية هذا الأمر قبل عيد الفطر».

ويتعرض الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة لضغط شديد من الولايات المتحدة وأوروبا لتفادى اللجوء لاستخدام القوة الذى ينطوى على سفك دماء ويهدد بتحويل مصر إلى دولة منبوذة على المستوى الدولى.

وقال دبلوماسيون إن وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل اتصل بالسيسى أكثر من مرة لحثه على ضبط النفس محذرا من أن دعم الكونجرس لاستمرار المعونة العسكرية الأمريكية معرض للخطر.

وربما تكون وساطة الاتحاد الأوروبى التى يقول دبلوماسيون إنها تحظى بدعم كبير من واشنطن من وراء الكواليس الفرصة الوحيدة لتفادى حمام دماء لكنها تواجه عقبات كبيرة.

وعلى النقيض من الولايات المتحدة لا يملك الاتحاد الأوروبى نفوذا مباشرا على الجيش المصرى وليست لديه القدرة على تقديم أموال طائلة مثل السعودية أو دول الخليج الأخرى. لكنه قادر على التحاور مع جميع الأطراف فى حين أن الجميع ينظرون إلى واشنطن بارتياب.

وقال ايبرهارد كينل الخبير فى سياسات الشرق الأوسط بجامعة جرينوبل فى فرنسا «المبادرة الأوروبية تبدو معقولة جدا لكنها قد لا تسفر عن نتائج على الفور».

وأضاف «هذا النوع من الحلول الوسط التاريخية هو الاحتمال الوحيد إذا كان المصريون يريدون تفادى زيادة العنف وربما حتى حرب أهلية على المدى الطويل… لكن الناس قد لا يكونون مستعدين لحل وسط بعد».

وحرصت اشتون وفريقها على الحفاظ على وضع الاتحاد الأوروبى كوسيط نزيه فرفضت التعليق على ما دار خلال اجتماعاتها بمصر.

لكن دبلوماسيين غربيين يقولون إن أى نتيجة يتم التوصل إليها عن طريق التفاوض يجب أن تشمل على الأرجح مجموعة عناصر هى، الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين من جماعة الإخوان المسلمين، وإسقاط الاتهامات الموجهة لمرسى وقيادات أخرى بالتيار الإسلامى، وإنهاء اعتصامى جماعة الإخوان، ووقف العنف ضد قوات الأمن بما فى ذلك شبه جزيرة سيناء وإن كان محللون يقولون إن جماعة الإخوان ليست لها سيطرة على المسلحين الإسلاميين الذين كثفوا هجماتهم منذ عزل مرسى هناك، واستقالة الرئيس المعزول والاتفاق على تعديل وليس إسقاط الدستور الذى وضع فى عهد مرسى والإبقاء على المواد المتعلقة بالشريعة الإسلامية على الأرجح. وأخيرا حق حزب الحرية والعدالة فى خوض الانتخابات المنتظر إجراؤها العام القادم.

ويقول دبلوماسيون إنه للقبول بأى اتفاق من هذا النوع يجب أن يتمكن كبار قيادات جماعة الإخوان الذين تفرقوا فى السجن أو يختبئون أو يحتمون بالاعتصامين من التشاور واتخاذ قرار. وكانت معظم محادثات الاتحاد الأوروبى حتى الآن مع شخصيات من الصف الثانى بحزب الحرية والعدالة.

وفى تصريحات أدلت بها أشتون فى القاهرة أكدت الحاجة إلى إجراءات لبناء الثقة. وقال دبلوماسيون إن أحد هذه الإجراءات يمكن أن يكون الإفراج عن شخصية كبيرة مثل سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة للمشاركة فى المفاوضات.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى