مقالات

رويدا عادل|تكتب: إدمان الإنترنت وشبح السوشيال ميديا

أصبحت أحداث حياتنا اليومية وتفاصيلها تنتشر بسرعة الصاروخ  ، وإذا نظرنا إلى يومنا هذا من الناحية الشكلية فنجد الكائن الغير واضح  يشبه الشبح الذي ظهر في حياتنا فاجأة ، لا نعرف من هذا ؟ ، ومن أين أتى ؟ ، ومتى نهايته ؟،  وبسبب هذا الشبح الذي يتناقل بيننا باتت خصوصية الناس تختفي مما يسبب تهديد في الحياة الإجتماعية وإستقرارها ، وبسببه أيضاً أُتيحت لنا فرصة التعرف على مايجري من حولنا وإستعراض مسلسل حياتنا للآخرين وبالتالي تجلت همومنا في أن أُريّهم ماذا أكلت ماذا شربت؟ ، ماذا لبست ؟ ،أين ذهبت؟ ، متى نمت؟ ، متى استيقظت؟ ، أصبحت أسمى أمانينا في عرض ما لدينا والتفاخر بها دون التفكير بالعواقب ، أما إذا تطرقنا إلى الجانب المضئ فنجد أنه فتح مجالاً للتعرف على ثقافات مختلفة وفعاليات عالمية وسهل للناس نشر أفكارهم بالصوت والصورة بسرعة ونقل الأحداث بكل يسر وسهولة وبات الكثيرون يستخدمونه منصة تجارية وإعلانية.

وأصبح مواقع التعارف أكبر وأضخم المواقع في فضاء الويب ولازالت مستمرة في الانتشار الأفقي المتسارع ، كما نعرف فهي مواقع تقدم خدمة التواصل بين الأعضاء المنتسبين لها، حيث يمكن لأحد المستخدمين الإرتباط بأحد الأصدقاء عبر الموقع ليصل جديد ما يكتب ويضيف ذلك الصديق إلى صفحة صديقه، كما أنها تمَكِن المستخدم من التحكم بالمحتوى الذي يظهر في صفحته، فلا يظهر إلا ما يضيفه الأصدقاء من كتابات وصور ومقاطع. أما أشهر تلك المواقع فهما : فيسبوك و تويتر.

الإدمان والمزاج :

إدمان الإنترنت تشبه الآثار التي تتركها المخدرات فيهم إلى حد كبير تحدث الكثير من تقلبات المزاج الحادة والعزلة والغموض الزائد عن الحد وفي النهاية التورط في مشاكل لم يحسبوا لها حسابًا من السهل أن يتأثروا  بما يلقى إليهم في الإنترنت سواء كمعلومة أو فكر أو أمور عاطفية قد يجري وراءها فعلا فهي في رأيهم عالم حقيقي .

يقول أحد الشباب المتواجدين دائمًا أن الإنترنت بالنسبة لي من أهم الوسائل في حياتي، ولا يمكنني الاستغناء عنه بحال من الأحوال وصلت لدرجة التواجد عليه أكثر من 24 ساعة دون  ملل ، فهو من أهم وسائل التسلية، ومصادر الأخبار والمعلومات لدى.

وعن مواقف أسرته من استخدام الإنترنت يقول: أنا وأمي كثيرًا ما نتناقش حول موضوعات أو أخبار نقرأها في الإنترنت، وكثيرًا ما تلفت انتباهي لموضوع جيد قرأته وتوجهني لقراءته، أحيانًا أجده متوافقًا مع اهتماماتي فأقرأه لنهايته، وأحيانا أخرى أراه غير ذلك فأخذ عنه فكرة فقط ، و أحيانًا يتحول يومنا لخناق بسبب تواصلي الدائم ، وصلت لمرحلة لا استطيع التخلى عنه ، أجلس فى غرفتي بعيدًا عن أهلي .

أما رأيه في خطورة الإنترنت ، فيقول: الخطورة تأتي حين تغيب مراقبة الله، أما إذا كانت هناك مراقبة للوالدين، ومن قبلهما مراقبة الله تعالى فلن يقع الإنسان فيما يغضب والديه أو يغضب ربه.

النصيحة مرفوضة :

التعامل مع الشخص الذي يعاني من إدمان الإنترنت من أصعب الأمور، هذا لا يعني أن كل من يجلس أمام الأنترنت بالساعات يقتنعون بوجود  مشكلة الإدمان على العكس تمامًا هو الصحيح ويجب توخي الحذر الشديد من الإصطدام بهم وفي نفس الوقت عدم تركهم يجب أن يبنى الموضوع على الثقة بين الشخص وذويه وأيضًا إشباع حاجاته الملحة بعد معرفة الأسباب التي أدت للإدمان ومحاولة حلها .

يقول «محمد أحمد» شاب جامعي ، دائمًا يظنون حين يدخلون الشباب على الإنترنت أنهم سيذهبون إلى المواقع الإباحية، وذكر أنه شاهد مقطعًا مخلًا في اليوتويب بالصدفة، ويومها شعر بالإهانة بالرغم أنه لم يره أحد من أهله لكنه شعر بأن هذا المشهد إهانة، وأن الإنسان في هذه الحالة لا يفرق كثيرًا عن الحيوان، بل يكون أسوأ من الحيوان إذا استسلم لذلك!

واستكمل أنا واحد من الذين استفادوا من الإنترنت استفادات كبيرة جدًا، فقد تعلمت منه الفوتوشوب بشكل أقرب للاحتراف، وتعلمت منه التصميم المبدئي لمواقع الإنترنت، ومن الإنترنت حددت هدفي المستقبلي بدراسة الحاسب الآلي والتخصص فيه في الجامعة.

هل الهروب من الخيال يعد سبب :

لا يقع في هذا النوع من الإدمان إلا من كان يعاني من مشكلة أخرى من  تكون عائلي أو دراسي أو عاطفي والتي لا يستطيع الشخص الكلام عنها أو التعامل معها فيكون الخيال هو المهرب،

10% تقريبًا من مدمنين الإنترنت ولكن ثلث هذه النسبة أو أقل تكون في الدرجة العالية الخطورة من الإدمان أو نتائجه .

قالت إحدى الفتيات أجد الراحة بوجودي الدائم على الإنترنت ، فهو المكان للهرب من الواقع ،بالرغم من إنه يسعدنى ويغضب أهلي ، لكن أصبحت أشعر بالامبالاه في حياتي ، وتابعت حديثها قائلة تعرفت على شاب كان بمثابة الصديق وبعد فترة قليلة لا اعرف ماذا حدث تحولت الصداقة لحب دام لسنوات ، ولكن الثقة أوقات تنقلب ضدد الأنسان ، باكية على حظها وبُعدها عن أهلها وعدم سماع كلامهم، فمهما كان فهم من يخافون علينا أكثر من أي إنسان ، ولكن الحياة دائمًا تعلمنا دروس للأستفادة في حياتنا القادمة ، شعرت بالأمان معه وكمثل أي فتاة ترسل صورها لحبيبها ، وإليكم أن تفهموا الباقي ، فكان يهددني أن يرسلها لأهلي إذا ما أرسلت له مبلغ من المال ، ويجبرني على مقابلته ، لم اتحمل الوضع ، وقمت بالإنتحار أكثر من مرة ، إلى أن بعد عني ، والأن مخطوبة لشخص أرسله الله لي للتقرب له وطاعته ، أصبحت أصلي واقرأ القرءان والأذكار ، لذلك انصح الفتيات بعدم الثقة ، إذا أردت الفضفضة فـالله يسمع دعائنا وهو المجيب لا أحد غيره ، الصداقة أو الحب لا تدوم للعمر ولكنها مؤقتة .

لذلك الحب الناتج عن فراغ عاطفي يتخذه أحد الطرفين وسيلة لقتل الوقت، ويبدأ بإعجاب بما يكتبه الآخر الذي ترمي به الأقدار في طريقه سواء كان بنتاً أو شاباً وينتهي هذا النوع في معظم الأحيان بإشباع غريزة العاطفة فقط ولا ينتهي بزواج، والخاسر الأكبر في هذه المرحلة الفتاة.

واقع حقيقي نعيشه :

نسمع ونعرف عن الحب من أول نظرة لكن الحب الإلكتروني الذي يبدأ عادة من خلال محادثة عابرة أو دردشة حميمة بين شاب وفتاة ليلتقي بعدها قلبان كل منهما يبحث عن الآخر، حين ينخرط البعض في دوامة مواقع التواصل الإجتماعي للوقوع في الحب الإلكتروني و ذلك بهدف أن يخرجون كبتًا له أكثر من عامل ، حتى أدمن الكثير هذه العلاقات المشبوهة التي تؤدي الى مراحل الضياع ، نحن الأن في وقتنا الحالي نقدس كلمة العيب و نعظمها بدلًا من الحرام ، فهذا ما يجعل البعض يخطي خطاه دون الرجوع الى عادات الدين الإسلامي الحنيف الذي حثنا على الإلتزام بالخلق الحميدة و السمعة الطيبة ، و الذي لم يحرم الحب ولكن حرم الوقوع في الكبائر في هذا الحب ، فهل هذا نوع من الحب ؟ .

وتقول «نور أيمن» : كنت أسمع عن صداقات متعددة بين الشباب والفتيات عبر الفيس بوك والشات من خلال زميلاتي في الجامعة، حتى صادفت شاباً يتحدث معي بأسلوب رقيق، ونظراً لنشأتي في جو متدين لم أستطع لقاءه أو مقابلته فكان الإنترنت هو الذي يجمعنا معاً طوال الوقت سواء على اللاب توب أو عن طريق الموبايل.

لم أره  سوى مرة واحدة في حياتي، وعندما وثقت فيه، لم يمر يوم على مدار عام تقريباً، إلا وأجلس معه على الإنترنت حتى ولو لدقائق فإنها تكون كافية للتعبير عن مشاعر كل طرف تجاه الآخر، بالإضافة إلى تجاذب أطراف الحديث في شئوننا الخاصة والعامة، لتحقيق مزيد من التفاهم بيننا قبل الارتباط رسمياً بعد انتهائنا من الدراسة الجامعية .

فيشعر كثيرًا من الشباب  بدفء مشاعرهم  عن طريق غرف الشات، ويقول «أحمد»: احتوتني بمشاعرها الرقيقة التي كنت أبحث عنها، تحدثنا في شتى الأمور بجرأة شديدة دون أن نتخلى عن الأدب العام في الحديث، وصراحة اعتقدت في البداية أنها متعة وقتية لي ولها لكن سرعان ما اكتشفت صدق مشاعرها فقررت أن أرتبط بها لنتوج حبنا الالكتروني في نهاية العام .

 الوسواس القهري :

فالآثار السلبية من الحب الإلكترونى تدمر المشاعر ، فالمثال على ذلك يقول «حمزة»: أن الحب الإلكتروني وهم أيضًا لا يمكن للشاب التحمل في علاقات الحب الإلكتروني مطولاً،كما ان اختلاف الفكر و العادات و اتصالهما بالغيرة وأرد جدًا ،  فالشاب الشرقي قد يجد فتاته الغربية أو الشرقية أيضًا  في بيئة مليئة بالعديد من الأمور التي ليست حسب عاداته ، و التي تسبب الغيرة الشديدة و في بعض الأحيان الإتهام بالخيانة ،وقد يتدخل  أحدهما في إفساد العلاقة لقلة الثقة و الوسواس ، فمن الطبيعي كثرة التفكير المستمر و الإحتمالات المتكررة في عدم تصديق ما تم قرائته كرسالة ولم يرى بالعين .

إذن الحب عن طريق الانترنت قليل ما يكون حقيقة وذلك لعدم التفهم في جميع الأوقات من قبل الطرفين ، والإتهام بالخيانة يجبر الطرفين بوضع أولويات وتبريرات من قبل الجانب الآخر عن نفسه أو نفسها ، والقلق من المجهول في حالات التأخير عن مواعيد المحادثات يبدأ الإتهام بالنفاق أو الخداع من الجانب المنتظر للجانب الآخر ، الحب الالكتروني صراع بين القلب والعقل .

أصبحنا معرضين لـ :

التضليل ليس كل ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة، فقلة هي التي تتميز بالأمانة، البعض يكتب الأكاذيب، والبعض الآخر يروجها من دون تمحيص، الكثير من المعلومات الخاطئة تجعل هذه المواقع سيئة للغاية.
بالإضافة للبلاهة أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي للكثير من الناس نشر الأفكار والتعليقات الغبية، التي تنم عن جهل كبير، ويصدقها الكثير من البلهاء
و أخطرهم الكسل فلا يتطلب استخدام شبكات التواصل الاجتماعي أي مجهود، فيمكن أن تشارك وتعلق وانت تحمل الهاتف في سريرك، أو حتى وأنت في الحمام، هذه المواقع تعلم الناس الكسل، ولا تشجعهم على الحركة أو ممارسة الرياضة
وأيضًا خطر على الأطفال لا تسمح مواقع التواصل بفتح حساب للأطفال، ولكنهم يتحايلون بتزوير أعمارهم من أجل امتلاك حسابات لهم، مواقع التواصل اصبحت تحتوي على مواد لا ينبغي للأطفال التعرض لها، مثل الشتائم واللقطات الإباحية .
و لا وقت للتفكير تتدفق المعلومات على مواقع التواصل في كل لحظة، قبل أن يرتد إليك طرفك هناك الجديد من المعلومات، هذا الحمل الزائد من المعلومات السريعة لا يمنحك وقتا للتفكير الحقيقي في كل هذه المعلومات.
و تقتل الإبداع تعتمد مواقع التواصل الاجتماعي على تشجيع ردود الفعل السريعة، هذه الخديعة الكبرى، التي تجعلك متأهبا للمشاركة بسرعة في أي حدث تتعارض مع كونها خلاقة، وتقتل الإبداع في ذهنك .
وتؤدي للخطر أثناء القيادة إنه مشهد شائع يوميًا، الغالبية العظمى يقودون سياراتهم، بينما ينظرون دائمًا إلى شاشات هواتفهم الذكية للتعرف على آخر الأخبار أو المشاركة بتعليق في مواقع التواصل، وهو ما يشكل خطرًا على السائق والآخرين.
و لا مهارات حقيقية يقضي الناس ساعات طويلة على مواقع التواصل الإجتماعي، وهو ما يحرمهم من تعلم أو تنمية أي مهارات حقيقة كقراءة كتاب أو لعب الشطرنج أو تعلم العزف على آلة موسيقية مثلًا
يعرفون كل شيء

الناس على مواقع التواصل الإجتماعي يعتقدون أنهم يعلمون ويفهمون في كل شيء، لقد خلقت مواقع التواصل الاجتماعي جيلاً يعتقد أن كل ما يقوله على مواقع التواصل له الأهمية القصوى عكس الواقع.

و الهوس بالمشاركة ليس كل ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة، فقلة هي التي تتميز بالأمانة، البعض يكتب الأكاذيب، والبعض الآخر يروجها من دون تمحيص، الكثير من المعلومات الخاطئة تجعل هذه المواقع سيئة للغاية.
و يعترض على ذلك متخفيًا وراء حرية الرأي، نقول له لماذا إذاً تمنع الطفل من الدخان لأنه عادة سيئة، فكيف بنا ونحن إذا أمام ما هو أخطر من التدخين.

فإذا استطعنا أن نحمي الطلاب والأطفال من هذا المدخل السيء ونحافظ على المستوى الدراسي والإنتاجي، فلن نكون بذلك أول من يفعل ذلك بل هناك الكثير من البلدان الأجنبية والإسلامية ممن قاموا بحجب هذه المواقع الجنسية .

الصيد الرخيص :

عكس ما يظنه كثير من الشباب من أن التعرف على فتيات بمواقع الإنترنت هو أمر سهل ، أن العديد من الصور التي يعرضها الفتيان على الشبكة العنكبوتية، كأن يظهروا عراة الصدور، أو مع فتيات أخريات، هي أساليب “غير مجدية”، إن لم تكن ذات آثار عكسية.
يجب أن يراعي الشباب عدة أمور، أولها أن يقوم الشاب بوضع صورة جذابة على أفضل طراز في حسابه على مواقع التعارف، بحيث يبدو الرجل وكأنه التقطها وهو في استوديو سينمائي، لأن هذه الصورة من شأنها أن تعطي عنه انطباعا حسناً، بأنه يهتم بشكله ولكنه يحافظ على رزانته في الوقت ذاته.
ويلجأ الشاب إلى  وضع عبارات جذابة على الصندوق الذي يصف “حالته” في هذه المواقع، وذلك عبر كتابة جمل واقعية بعيدة عن التكلف، كأن يقول “يوم عمل مرهق.. ولكنه مليء بالإنجازات”، أو بشكل أكثر طرافة “أحن إلى طعام أمي.”

فإن مثل هذه العبارات تكسو شخصية وصورة الشاب لحماً ودماً، وتشعر الفتيات بأنه شخص يمكن الحديث معه أو الإرتباط به، لأنه واقعي ويتحدث بصورة طبيعية.

وضرورة أن يظهر الشاب في صورة على مواقع التعارف الإجتماعي بملابس طبيعية، دون إفراط في الأناقة ولا تفريط بالملابس، فبعض الصور التي يظهر بها الشباب كأن يرتدوا ملابس غريبة أو مرعبة، على أساس الدعابة، تؤدي إلى نتائج عكسية، خصوصاً وأن الفتيات، برأيها، لا يجدن بعض الأمور التي تضحك الشباب طريفة بالنسبة لهن.

وبالتالي، فإن ظهور شخص بشكل مرعب أو مبالغ في ذكورته، من شأنه أن يصد الفتيات عنه، إذ قد يعتبرنه “مخلولاً” في أسوأ الأحوال، أو “ثقيل الظل” بأحسنها. .

كما  أن اهتمامات الشباب كثيراً ما لا تتوافق مع الفتيات، وعليه فإن الشباب الذين يشبهون أنفسهم بلاعبي كرة قدم عظام مثلاً، كـ”رونالدو” أو “بيليه”، على هذه المواقع، يخطئون التصور إذا ما ظنوا أن هذه الطريقة من شأنها أن تلفت انتباه الفتيات، لأن الكثير من البنات ببساطة لا يفهمون هذه التشبيهات، وحتى لو فهموها لما وجدوها شيئاً ذا أهمية .


أولياء أمور وراء الستار :

وتعد  أن هذه الأزمة تكون كبيرة خصوصًا في ظل وجود فجوة بين الأجيال، وتأخر الآباء عن ملاحقة أبنائهم معرفيًا، وهذه الفجوة تنشئ أزمة.

وهذه الأزمة لها شقان، الشق الأول أن يمنع الأب الإنترنت من البيت تماما، وفي هذه الحالة يفتح الباب أمام ابنه للجوء إلى مقاهي الإنترنت التي لا يعرف ماذا يشاهد فها ولا ماذا يقرأ!

والأزمة الثانية أن يأتي له بالإنترنت في البيت وهو لا يعرف عنه شيئا، بل ربما يجهله تماما، وبذلك يكون جلب لأولاده مفسدة كبيرة لأنهم يشاهدون ويتصفحون بعيدا عن رقابته وتوجيهه.

وعلى الفريق الثالث أن يتعامل بحكمة ووعي كبير، ويصاحب أولاده في تصفح الإنترنت ويقترح عليهم موضوعات، ويراقبهم، دون أن يشعرهم بذلك، بل يشعرهم أنه يشاركهم، ولا يفرض عليهم الرقابة والحظر.

أما الآباء الذين لا يعرفون الإنترنت ولا يمتلكون مهاراته، فعليهم تعلم هذه الوسيلة الموجهة للأبناء والمؤثرة في حياتهم، خصوصا أن تعلمها سهل وميسور حتى للذين لم يتلقوا قدرا كبيرا من التعليم.

أما إذا تعذر الأمر فعليهم جلب مربي مؤتمن لأولادهم، فكما ينفق أولياء الأمور على أولادهم نفقات طائلة على الدروس الخصوصية، ويأتون بمدرسين في الرياضيات واللغات، وبمحفظ للقرآن أيضا، عليهم أن يأتوا بمربي، والمربي غير المحفظ، فهو من يعلم أولادهم قيم الإسلام وسلوكياته، خصوصا إذا علمنا أن الأجيال الجديدة هي عماد الأمة وهم دعامتها .

 

زر الذهاب إلى الأعلى