رأيمقالات

سامح المصرى يكتب| نعم أحب اليهود

10915254_1051754168174010_3780932078630583030_n

كثيراً ما احجب قلمي عن أى آراء خاصة بالأديان السماوية ، أو المعتقدات الإنسانية، وهذا لأني أعترف بأن عبادة الله هى علاقة بين العبد الذي  يعيش على الأرض  وربه الموجود في كل الوجود ، لهذا أقول لا يجوز لشخص التدخل أو التجريح ، أو الحكم بالغيب في معتقد أى شخص أخر، وان كانت النية هى الهدايا والدعوة إلى سبيل الله، فيجب أن يكون الحديث كما تعلمنا من كتاب الله (  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )

أما عن ما دفعني لكتابة هذا المقال، كان حدثين ” الأول ” هو أثناء مذاكرتي لبنتى ريم التي طلبت منى المساعدة في مراجعة مادة  اللغة العربية للصف الثاني الابتدائي ليلة الامتحان، وأثناء المراجعة وجدت سؤال يقول ” هل تحبِ اليهود ؟ وكانت الإجابة في كراسة ريم .. لا أحب اليهود .

وعند سؤال ريم من الذي قال لكي هذه الإجابة.. قالت ” الميس يا بابا  ” هى التي قالت لي أننا لا نحب اليهود، قلت لها وهل قالت لكي لماذا لا نحب اليهود ؟ قالت لا لا اعلم ولم تقول لنا ولا افهم لماذا لا نحب اليهود !!

قلت لها يا عزيزتي هل تعلمي من هم اليهود قالت لا .. قلت لها هل تعرفي سيدنا موسى ؟ قالت نعم هو نبى الله  مثل سيدنا إبراهيم ، وسيدنا عيسى ، وسيدنا محمد ، قلت لها هذا عظيم يا ريم ، وسألتها هل  تحبي نبي الله ” موسى ” قالت نعم أحبه .

قلت لها نبى الله “موسى” كان يهودي ، وكان يعيش في مصر، وكان يدعى الناس لعبادة الله، هل تحبيه وهو يهودى ؟  قالت نعم .. نعم أحبه ، وعدت سألتها نفس السؤال مجدداً .. هل تحبي اليهود ؟ قالت نعم .

وشرحت لها أن اليهودية هى ديانة من عند الله، ولا يجوز أن نكرهها ولا نكره احد ، ولابد أن نحب كل الناس حتى وان أساء إلينا احد، ندعو له بالهداية كما علمنا القرآن .

بعد حوار طويل دار ما بيني وبين ريم حول قصة اليهود، قالت لي يا بابا وماذا لو جاء هذا السؤال في الامتحان غدا ؟ قلت لها اكتبى في ورقة الإجابة ”  نعم أنا أحب كل الناس ” ، برغم أن هذه الإجابة من الممكن أن تغضب ” الميس ” ولا تعطى ريم عليها درجة إلا أننى تمسكت أن اعلمها شيء ينفعها، وتبنى عليها ثقافتها،  لإني اعلم كما يعلم البعض بأن مشكلة التعليم في مصر الآن هى السبب في الانحدار الثقافي  والتطرف الفكري والديني الذي نعيشه الآن .

وذلك لان التعليم في مصر أصبح مبنى على الحفظ فقط وليس الفهم، إن كانت ” الميس الكريمة ” تقصد بتعليم ريم كره كلمة اليهود ، وذلك بسبب الاحتلال الإسرائيلي  للأراضي الفلسطينية، فعليها أن تعلم التلاميذ ، وتشرح لهم جرائم الاحتلال، ولكن قبل أن تشرح لهم عليها أن تعلم من بين سكان إسرائيل من هم أبناء الديانة الإسلامية والمسيحية ولا دينية، وعليها أن تعلم أيضا بأن يوجد حول العالم من هم أصحاب الديانة اليهودية ، اشد عداوة للعدو الإسرائيلي وينتقدون جرائم العدو الصهيوني كما ننتقدهم نحن ، والآن أتمنى أن تسامحيني يا ”  ريم ” إذا كنت سبب في خسارتك درجة في الامتحان .

أما عن الحدث الثاني هو بعد اندلاع الحرب الفكرية والتكفيرية التي أعلنها بعض الأصدقاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مستخدمين عبارة تكفيرية ودعاء على دولة روسيا، وهذا بسبب الخلاف الذي اندلع بين روسيا، تركيا بسبب إسقاط  تركيا للطائرة الحربية الروسية، وبسبب ما تردد بأن تركيا هي التي دبرت تفجير الطائرة الروسية والتي كان على متنها 217 روسى في صحراء سيناء أثناء عودتها من مدينة شرم الشيخ ، مستندين في ذلك أن تركيا دولة إسلام ، وروسيا دولة كفر !!

ولذلك أقول لهم :

هل تعلـــم يا صديقي أن عدد المسلمين في روسيا بلغ 28مليون روسى .. اى ما يعدل 20% من تعداد سكان روسيا.

هل تعلـــــم يا صديقي أن روسيا بها 7000 مسجد .

هل تعلــــم يا صديقي أن الدستور الروسي يكفل حرية عبادة الدين الإسلامي

هل تعلــــم يا صديقي أن المسلمين الروس ، هم من انتصروا على جيش التتار اشد الجيوش كره للإسلام في معركة سيبيريا .

هل تعلم ..  هل تعلم .. هل تعلم  ؟ لكي نعلم علينا أن نقرأ كثيرا ونتعلم أكثر قبل إن نقول ، علينا إن ندرس التاريخ الإسلامي وكيف وصل إلى شرق الأرض وغربها بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وليس  بالتطرف الفكري .

 

  • الآراء المنشورة تعبر عن رأى صاحبها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأى الشرقية توداى

 

 

سامح المصري

كاتب صحفي ومدون منذ عام 2000، بداية احتراف الصحافة كانت من خلال موقع الشرقية توداي الذي اعمل به منذ عام 2011، اكتب جميع أنواع القوالب الصحفية ولكن اتميز في كتابة مقالات الرأي
زر الذهاب إلى الأعلى