سياسة

سعد الدين إبراهيم: الولايات المتحدة ستؤيد تدخل الجيش حال تشبث الإخوان بالسلطة

سعد الدين إبراهيم

قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الدكتور سعد الدين إبراهيم، إن “حل الأزمة السياسية الراهنة يتطلب إجراء انتخابات شاملة في غضون الأشهر القليلة المقبلة، بحيث تشمل، السلطة التشريعية، أي مجلس النواب، ورأس السلطة التنفيذية، أي رئاسة الجمهورية، وعلى السلطة أن تبادر بذلك، فإن لم تستجب، فعلى قوى المعارضة أن تضغط من خلال العصيان المدني، وإن لم تتم الاستجابة لمطالبها من خلال العصيان المدني، فيجب تدخل القوات المسلحة فورا؛ لمواجهة رغبة جماعة الإخوان المسلمين في السيطرة على الدولة والمجتمع معا”.

وردا على سؤال لـ”الشروق” بشأن موقف الولايات المتحدة، من تدخل القوات المسلحة، في العملية السياسية، لمواجهة الإخوان المسلمين في حالة تصاعد الأزمة وتشبث الجماعة بالسلطة، قال إبراهيم: “أعتقد من واقع أحاديثي مع مسؤولين ومراقبين أمريكيين مستقلين ومقربين من الإدارة الأمريكية، أن الولايات المتحدة ستؤيد تدخل الجيش في تلك الحالة، على أن تتولى القوات المسلحة الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة” مضيفا: “ولتخضع حينئذ جماعة الإخوان المسلمين للمحاكمة العادلة، فنحن لا نريد السجون أو الظلم لأحد”.

وقال ابراهيم إن كثيرين من مستشارى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، حذروا الأخير من استئثار الإخوان المسلمين بالحكم حال وصولهم للسلطة، على غرار تجارب «الإسلاميين» السابقة فى كل البلدان التى وصلوا فيها إلى الحكم، وهو ما رد عليه مسئولون أمريكيون بقولهم: «نعلم أن هذا احتمال وارد، ونحن مستعدون للتعامل معه من خلال عدة وسائل، هى المساعدات الاقتصادية، والجيش المصرى، والعزلة الدولية، بمعنى أن الاتحاد الأوروبى لن يكون راغبا فى التواصل مع نظام لا يعمل بمبدأ تداول السلطة”.

وأشار إلى أن العديد من قيادات القوات المسلحة، تلقوا تدريبات عالية المستوى بالولايات المتحدة، وترتبط المؤسسة العسكرية المصرية بعلاقات وثيقة بالإدارة الأمريكية، لافتا إلى أن ثلاثة أرباع سلاح الجيش المصرى، من الأمريكيين.

وكشف مدير مركز بن خلدون، النقاب، فى ندوة حول «مستقبل مصر وكيفية الخروج من الأزمة» عقدت مساء أول أمس، عن زيارة ثلاثين قياديا من جماعة الإخوان المسلمين، عقب إعلان نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، إلى الولايات المتحدة بترتيب من جانبه، حيث التقوا هناك كل المسئولين الأمريكيين، والعديد من الجهات المعنية بمستقبل الحكم فى مصر، وأكدوا لهم استعدادهم التام لضمان المصالح الأمريكية بصورة مماثلة تماما لما كان يفعله الرئيس السابق حسنى مبارك.

وقال ابراهيم، إن المرشح الرئاسى السابق، الفريق أحمد شفيق، حينما علم بزيارة قيادات الإخوان المسلمين، إلى الولايات المتحدة، هاتفه متسائلا: “هل باعتنا أمريكا إلى الإخوان»، فنقل إبراهيم، السؤال بدوره إلى السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، فنفت ذلك وأكدت أنها «مستعدة لمنح تأشيرات سفر لمائة شخص من أنصار شفيق لو أراد أن يبعث بهم للقاء مسئولين أمريكيين”.

وكشف أستاذ علم الاجتماع السياسى، عن ترتيب لقاء جمع بين السفيرة الأمريكية بالقاهرة، والفريق أحمد شفيق، بمنزل الأخير، قبيل إجراء جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة، استغرق ثلاث ساعات كاملة، وأن شفيق هاتفه ليشكره على التوسط لتيسير زيارة باترسون، وعن موضوع اللقاء، قال إبراهيم لـ«الشروق»:» لم أحضر معهما، لكن عرفت أن السفيرة الأمريكية أكدت للفريق شفيق اهتمام الولايات المتحدة بسلامة العملية الديمقراطية وضمان مصالح بلادها”.

وقال سعد الدين إبراهيم، ردا على ما يتردد بشأن دعم الإدارة الأمريكية للإخوان المسلمين: «الأمريكيون يدعمون مصالحهم، والحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، أمر مهم جدا بالنسبة لهم، كما أنهم مهتمون باستمرار تدفق البترول إليهم، وسلامة المرور بقناة السويس، وسلامة المرور بالأجواء المصرية، وهى مسائل تتم على قاعدة المصالح المشتركة، فمن يحقق هذه المصالح للأمريكيين، ويضمن الاستقرار فى مصر، فلا مشكلة لديهم من التعامل معه”.

وتطرق إبراهيم، إلى علاقته، بالرئيس محمد مرسى، قائلا: «أعرف الدكتور محمد مرسى معرفة وثيقة، فقد كنا زملاء سجن وبُرش، وهو إنسان دمث الخلق، لكن قدراته محدودة، ولا يفعل شيئا دون أن يتلقى إملاءات مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، والمكتب يحلم أن يعيد دولة الخلافة مرة أخرى، لتكون حدودها من إندونيسيا إلى نيجيريا، والسيطرة على العالم بعد ذلك”.

وأشار إلى أنه حضر اجتماعا لمجلس الأمن القومى الأمريكى، خلال الأيام الأولى من ثورة 25 يناير، وأثناء موقعة الجمل الشهيرة، كان داخل البيت الأبيض، وقال لأوباما إنه لا فائدة تُرجى من مبارك، فهو رجل مناور، وهى الصفة التى لازمته طيلة ثلاثين عاما حكم خلالها مصر، وهو ما أيّده أوباما بإيماءة من رأسه.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى