رأي

سهير سلامة | تكتب : أجنحة الحرية

انسان-حر

انشر جناحيك وحلق.. ارتفع عالياً وغرد.. ارتقي إلى السماء العلية.. كالنوارس البهية..
انفض عنك أغلال الحياة وقيود الزمان وشواغل الأيام, حطم قضبان روحك وتسلق جدران نفسك, وتحرر من القفص الذي أسرت فيه عقلك وقلبك فإلى الأرض انجذبت ومن الارتقاء للسماء انحرمت.
كلنا نحتاج أن نتنفس هواء الحرية النقي لكي نتدرج في معالي الرقي والسمو نحو العلياء, من أجل الولوج في المعني الحقيقي للإيمان فالعروج إلى فردوس الإيمان لا يكون إلا ببسط جناحي الحرية للوصول إلى الذرى الملائكية والتعالي عن دونية الأرض وفجور النفس وهوى القلب ورغبات الجسد.
وإذا أردنا أن ندرك المعنى الحقيقي للحرية فعلينا أن نلتقط تلك الصورة التاريخية لفرحة من قضى زهرة حياته الوردية وسني عمره الزهية خلف قضبان الظلم العتية وفي سجون الوحشية اللاإنسانية
فبعد ترقب وانتظار تبرق لحظة الانتصار حين يُحمل الأسرى المحررون على الأكتاف والأعناق فتعانقهم الحرية وتتنفس من أنفاسهم الزكية, وترتدي ثوب فرحتهم الندية, يتراءى لنا أنهم عانقوا الحرية والواقع أن الحرية هي التي عانقتهم فهم أحرار رغم الأسر, أبطال رغم القيد, فعلينا أن نحفظ تلك الصورة في ذاكرة الزمن الأبدية.
فشتان بين أسر الأجساد وأسر الأفكار, بين أسر الأبدان وأسر الارادات, فالكل متشوف إلى الحرية التي تقبع بداخلنا تنتظر منا أن نفتح لها نوافذ حياتنا وأبواب قلوبنا لتحلق بجناحيها نحو المجد وتقصد أعالي القمم فتجوب الأرواح فضاء الكون الشاسع وتسبح في بحر الإلهام الدافق.
تواقون نحن لتلك الحرية كطائر أرهقه الحبس وآلمه ضيق المكان وأوجعته نظرات يسترقها من بين القضبان, وحين يفتح له الباب يُولد من جديد ويرفرف بجناحيه عالياً.
الحرية.. تتسامى في رحابها النفوس وتسعد بنيلها القلوب فنسافر عبرها إلى رحلة العمر التي تخترق الزمان والمكان ونسعى في سفرنا إلى تحقيق مقصد الخالق من الخلق فتحملنا أجنحة الحرية تارة تحط بنا في محراب العبادة نرتقي بها ونسمو, وتارة في محراب الحياة نعمرها ونبنيها ونحن طلقاء أحرار… والكل يتنفس حرية

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى