تقارير و تحقيقات

شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بالشرقية يطالب بتسهيل استخراج جواز سفر من المنزل للعلاج خارج مصر

عامر

كتبت | إسراء خطاب

لم تدم فرحة «أحمد عامر» بزفافه طويلاً، فقد تحولت حياته كلياً، بعد الزفاف بفترة بسيطة، ولم يستطع أن يكملها بالشكل الطبيعى، نتيجة لخطأ أحد العمال الذين يعملون فى تجهيزات منزله،و بينما أحمد يباشر التجهيزات بكل فرح، و إذ بسقف المنزل يسقط عليه،ويهدم كل أحلامه، فأسرعت عائلته بنقله إلى المستشفى، وتبين أن الحادث تسبب فى كسر أربع فقرات وإصابة فى الحبل الشوكى، وأصيب بشلل نصفى وأصبح طريح الفراش حتى الآن، ولم تستطع زوجته أن تتحمل وضعه الجديد، فطلبت الطلاق، وتركته يعانى آلامه بدونها، تاركة له ابناً صغيراً ليتحمل مسئوليته.

أحمد شاب بسيط فى مقتبل عمره، يقتن فى مدينة أبو كبير التابعة لمحافظة الشرقية، كان يعمل نجاراً، ويخرج قوته بعرق جبينه، و بعد الحادث لزم الفراش، وتعرض لظروف مادية شديدة الصعوبة، وبالرغم من ذلك لم يحتاج إلى مساندات مادية، بقدر حاجته إلى العلاج، الذى سيعيد له حياته وأحلامه التى سُلبت منه.

لم يستسلم «عامر» لوضعه الجديد، فقام بإجراء الكثير من العمليات على أمل الشفاء ولكن دون جدوى، آخر هذه العمليات كانت تحت وصاية أحد المسئولين، قام بإرسالة إلى مستشفى «القصر العينى  القديم» لفك عرز العملية، ولكنه لم يجد أطباء لخدمته، مما جعل أحمد يسأل نفسه قائلاً: «لما أكون رايح على حساب مسئول فى الحكومة ويتعمل فيا كده، أمال لو غفير اللى باعتنى كانوا عملوا ايه؟! هيرمونى فى الشارع؟».

مازال أحمد يحلم بالتعافى والعودة لحياته السابقة، والسفر خارج مصر للعلاج، ولكن يقف أمامه الروتين الحكومى، لاستخراج جواز السفر، ونظراً لحالته الصحية فإنه لم يستطع أن يتماشي مع هذا الروتين ويذهب لمدينة فاقوس لاستخراجه بنفسه، لذلك طلب المساعدة من اللواء «مجدى عبد الغفار» وزير الداخلية واللواء «رضا طبلية» مدير أمن الشرقية، عن طريق إرسال مندوب من مصلحة الجوازات إليه، لاستخراج الجواز من المنزل.

تتزايد مصاريفه العلاجية والشخصية بجانب مصاريف ابنه الذى يبلغ من العمر خمس سنوات، فى حين أنه لم يقتضى من الدولة غير 360 جنيه،بالرغم من قرار الدكتورة «غادة والى» وزيرة التضامن الإجتماعى، بصرف 700 جنيه للفرد الواد من ذوى الإحتياجات الخاصة، وصرف 10% على المعاشات من بداية شهر يوليو، ولكنه لم يحصل عليهم حتى الآن.

فكر فى العمل حتى يكفى حاجته وحاجة ابنه، فلجأ إلى الدكتور «سعيد عبد العزيز» محافظ الشرقية الأسبق، والدكتور «رضا عبد السلام» المحافظ السابق لمحافظة الشرقية، وحصل منهم على قرار وتصريح بعمل كشك، ولكن مجلس مدينة أبو كبير لم يسلمه، وبعدهم ذهب إلى اللواء «سامى سيدهم» نائب محافظة الشرقية الحالى، فأبدى مساندته له وأسرع بالإتصال على «السباعى عبد الرحمن» رئيس مجلس مدينة أبو كبير، وأوصاه بأحمد نظراً لظروفة الصحية، ولكن ظهر تعنت مجلس المدينة بوضوح عند موافقته على الكشك، ولكن يقيمه على طريق كفر صقر عند سوق «أبو شرة» وهو مكان لا يوجد به آدمية.

بعدها إرسله اللواء «خالد سعيد» محافظ الشرقية، إلى القوة العاملة بقرار عمل وظيفة، ولكنه وجد صعوبة فى إنجاز طلبه، نظراً لعدم وجود وسائل مناسبة لذوى الإحتياجات تمكنهم من الصعود والهبوط بسلاسة، وبالرغم من مشقته فى عمل أوراقه الخاصة بالوظيفة، فإنه لم يستلمها حتى الآن، لذلك وجه سؤال إلى المحافظ قائلاً: «هل قرارات حضرتك لم يؤخذ بها من قبل المحليات؟، أنا عايز أعرف القرارات دى بتدوهالنا ليه؟».

وخلال حديث عامر مع «الشرقية توداى» قال أنه لا يريد أن تتكفل علاجه دولة آخرى ولا رجال أعمال لأنه ملزوم من الدولة المصرية، وبالرغم من إلان الرئيس السيسى أن عام 2018 عام لذوى الإحتياجات الخاصة، فإنه لم يجد من الحكومة و المحليات، أى تعاطف معهم بل يقومون بإهدار حقهم، بدلاً من واجبهم فى تسهيل أمورهم وفتح الطرق أمامهم ليأخذوا أمل فيما هو أتى.

 

1 6

2 3

3 2

 

زر الذهاب إلى الأعلى