أعمدةمقالات

شادي زعبل| يكتب: صعبتم الحلال فانتشر الحرام

زعبل يكتب صعبتم الحلال فانتشر الحرام

انتشرت في الأيام القليلة الماضية وباء الرومانسية المفرطة في قلب الشوارع والأدهى والمحزن أن الفتيات أبطال تلك الفيديوهات طالبات في المدارس ، انتهاك لحرمة التعليم وحرمة وارتكاب فعل فاضح في الطريق العام بالإضافة إلى التحريض على الفسق والفجور.

والله لو كنت مقنناً أو واضع تشريعاً لحرمت تلك الأفعال بتاتاً وفرضت عقوبة بدنية علي مرتكبها ، روي أثر عن أحد الصحابة قال «إذا بُليتم فاستتِروا» أعلم بأنني سينتقدني الكثير من قرائنا الأعزاء لكن نختلف أو نتفق سأجعلك تؤيد رأيي فعلى الرغم أني على مشارف الخامسة والعشرين من عمري لكني سأنظر إلى تلك الوقائع التي يملأها الهيام والحنين والإشتياق بين شاب وفتاة جمعتهما قصة حب مزيفة أو حقيقية لا يهم بعين الكبار فأراد الشاب أن يفاجئ محبوبته أمام أعين الجميع لكن نسي أنه يأخذ ذنب كل عين رأته يرتكب المعصية علناً بالإضافة إلى أنه سيحاسب علي ذنب التشهير بفتاة أمام أعين المارة سنترك ذلك أنظر إلى تلك الفتيات الذين يرون هذه الأحضان والقبلات والورود وكلمات المدح المفرطة في الشارع أو من خلال فيديو يتداوله البعض علي الفيس بوك سيكون سبباً في تحريك المشاعر وسيجعل ذلك الفعل عند الناس شيئاً عادياً كثيراً ما يرونه ألهذا الحد أصبحنا نتفاخر بالمعصية ، ولمن يتناقل الفيديو وينشره ويصوره ذنب عظيم سأروي لكم قصة عن رسولنا سيد الخلق وإمام الجمع وقائد العالمين محمد بن عبدالله الأمي الأمين حينما أخبره شخصاً أنه أمسك بآخر وهو يزني الذي هو أعظم الكبائر ليرد عليه الرسول لو سترته بردائك كان خيراً لك .

أي أن الرسول نهي عن تناقل المعاصي أو التفاخر بها والسعي في نشرها والتشهير بها فرغم أن الزنا فعل مشين إلى أن الرسول قال للشاهد لماذا لم تستر عليه فلو سترت عليه لكان خيراً لك،

كل تلك المقدمة يا سادة ما هي إلا مفتاح لحديثنا عن الزواج وصعوبته في تلك الأيام ولنستنج سوياً ما جعلنا نصل لهذه الحالة سواء من الحب الذي يؤدي إلى المشكلات أو الزواج العرفي الذي يؤدي إلى ضياع الحقوق أم إلى إنكار النسب والزواج سراً أو إلى الزنا والعياذ بالله .

لنعود إلى زمن الصحابة الأتقياء الأنقياء المحبون لله ورسوله ودينه ونشرح كيف كان يتم الزواج بسورة من القرآن ودرع الحروب وبعض الدنانير المعدودة وقال الرسول عن الزواج الذي يخلو من التكاليف المرتفعة (أقلهن مهراً أكثرهن بركة) أيضاً في حث الشباب علي الزواج (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج) .

فكما حث الرسول الشباب علي الزواج المبكر لمنع الفتنة وتحصين للنفس من الشهوات تحدث إلى أولياء أمور الفتيات قائلاً: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) .

ومعنى ذلك أن الرسول قال للآباء إن جائكم شاب للخطبة صاحب خلق ودين فلا تردوه أي زوجوه لم يقل إذا جائكم الثري أو كثير المال أو صاحب الجاه والسلطان بل قال من ترضون دينه والخلق فكما نبه الرسول علي الشباب أن أساس الاختيار تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها وحسبها ودينها فأظفر بذات الدين تربت يداك أي أن الدين أساساً في معيار اختيار الزوج والزوجة .

في عصرنا هذا أصبحت المغالاة في المهور وتكاليف الزواج وتجهيز عرس الزوجية شيئاً ليس بالجديد بالعكس تماماً ونتيجة لتلك المغالاة تجد ارتفاع حالات الطلاق بشكل كبير كما أن نسبة الزواج العرفي ارتفعت بشكل غير مسبوق .

تلك هي نتائج شئ نحن تفننا في استحداثه فلم نجد استقراراً في البيوت وتكثيراً في الزواج بالعكس خربت الكثير من البيوت ووصل إلى أن الشاب يكون مديوناً بمئات الآلاف من الجنيهات نظيراً لزواجه وعدم استطاعته تدبير الاحتياجات التي يطلبها منه أسرة زوجته .

هذا المقال لا يعبر عن شئ سوى رأيي أنا الكاتب ولكم حرية النقد والتعليق وأطلب من كل ولي أمر لديه فتيات أن ييسر في الزواج ليبارك الله في أسرة ابنته، وأدعو الله أن أكون وفقت .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى