أخبار العالم

شاهد .. مآسٍ إنسانية لأهالي ضحايا داعش في ليبيا

b67dbbf5-96ec-4912-a8d0-c6ab9f7ef8ec

هناك على بعد 400 كلم جنوب العاصمة المصرية القاهرة تقع قرية العور مسقط رأس الـ21 قبطيا الذين أعدمهم داعش ذبحا.

القرية تفتقر للخدمات وأبسط وسائل الحياة وسبل المعيشة الحديثة، “اكتساها الحزن وجللها السواد حزنا على أبنائها الذين سافروا بحثا عن لقمة عيش وحياة كريمة، فقتلوا شر قتلة، وحرم تراب وطنهم من احتضان جثامينهم حتى الآن.

db835017-b399-4c99-9094-185d182b8eab

القرية تبعد نحو 10 كلم فقط عن مركز سمالوط، و45 كلم عن مدينة المنيا عاصمة الإقليم، يقطنها 500 أسرة تضم نحو 2500 نسمة، نصفهم من المسلمين، والنصف الآخر من المسيحيين، لكنها لم تعرف مشاجرة أو نزاعا طائفيا على مدار تاريخها.

تعاني القرية العديد من المشكلات، أهمها تهالك الوحدة الصحية، وسوء شبكة الطرق، وعدم وجود صرف صحي، ومنازلها تهددها المياه الجوفية، ومياه الشرب مختلطة بمياه الصرف، إضافة لتفشي الأمراض بين الأهالي، على رأسها انتشار فيروس الكبد الوبائي والفشل الكلوي.

8f91d299-82cc-4c5a-8485-032c5ebf0d4d

شوارع القرية تحولت إلى سرادقات عزاء عقب إعلان الخبر المشئوم وتوالي توافد الوزراء والمسؤولين عليها لتقديم واجب العزاء يتقدمهم رئيس الوزراء ابراهيم محلب ووزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم اضافة لقيادات دينية اسلامية وقبطية وشخصيات سياسية وحزبية.

77b0825b-7492-4e26-aa77-587a1258b28c_16x9_600x338

أهالي القرية أكدوا أن أبناءهم الذين كانوا ينوون السفر إلى ليبيا تراجعوا نهائيا بعد ما حدث لأقاربهم مؤكدين أن الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها الشباب بسبب عدم وجود فرص عمل دفعت الكثيرين للعودة إلى ليبيا من جديد.

أسر الضحايا الموجودون في القاهرة لمتابعة الموقف أكدوا لـ”العربية.نت” عزمهم تنظيم وقفة احتجاجية وعدم العودة إلى منازلهم إلا بعد تحديد مصير أبنائهم، أو استلام جثثهم، والعودة بهم لتكريمهم.

82abe223-97c8-487f-a438-b13ee3f0175e

وقال ملاك ناجي، شقيق أحد الضحايا، إنهم ينتظرون تحديد مصير الجثامين على أمل العودة بها لدفنها في القرية، مشيرا إلى أن أهالي الضحايا في حالة كارثية ونفسية صعبة للغاية، وأصيب عدد كبير بحالات انهيار عصبي، وتم نقل 8 حالات منهم إلى مستشفى سمالوط العام مصابين بفقدان النطق والإغماء بعد تلقيهم النبأ الحزين، ومنهم إبراهيم سنيوت هندي، وهناء منير بطرس، ومريم اسطفانوس كامل، وصموئيل شنوده إبراهيم، ومايزة لويز ذكي، وعبدالمسيح صليب.

وأضاف أن القرية لم يعد لديها أبناء آخرون في ليبيا، لكن القرى المجاورة يوجد لديها ما لا يقل عن 2000 هناك، وهي قرى دفش، والجبالى، والسوبى، ومنقريوس التابعة لمركز سمالوط، ومنبال التابعة لمركز مطاي.

اللواء صلاح الدين زيادة، محافظ المنيا، أكد أن المحافظة ستقيم سرادق عزاء بكنيسة مارمرقس بمدينة سمالوط، وذلك لاستقبال المعزين، وسيقوم بنفسه باستقبال العزاء، كما وجه مديرية الصحة بالمحافظة إلى إعلان حالة الطوارئ واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لاستقبال أية حالات طارئة بمستشفى سمالوط العام، كما وجه الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط بتقديم كافة وسائل الدعم والمساندة لأهالي وأسر الضحايا في القرى التابعين لها.

مصدر مسؤول بمحافظة المنيا أكد لـ”العربية.نت” أن قيام الجيش المصري بقصف مواقع داعش فجر اليوم خفف كثيرا من مشاعر الحزن والغضب لدى الأهالي على أبنائهم، فقد شعروا أن الدولة انتقمت لهم وثأرت لدمائهم، وهو ما كان له أبلغ الأثر في تماسك الأهالي الذين أعلنوا مساندتهم للدولة في حربها الشرسة ضد داعش، مضيفا أن هؤلاء الشباب لا ذنب لهم، ولا علاقة لهم بالسياسية حتى يتم إعدامهم بهذه الطريقة الوحشية.

ووجه ميلاد فايز، أحد أهالي الضحايا والذي فقد 5 من أفراد عائلته في المذبحة، حديثه للرئيس السيسي، مطالبا بمحاسبة المسؤولين في وزارة الخارجية على اعتبار أن جميع الوعود التي خرجت من الوزارة كانت وهمية، على حد قوله.

وقال عياد عطية، والد الشاب أبانوب عياد، إنه رأى صورة ابنه ضمن الذين تم إعدامهم على يد تنظيم “داعش”، مشيرا إلى أن ابنه سافر للعمل بليبيا قبل نحو 9 أشهر، وكان يجتهد للبحث عن “لقمة عيش”، مضيفا أن ابنه كان يعمل نقاشا في مدينة سرت.
وأكد فايز عزيز، والد الضحية مينا، أن عمره 27 سنة، وأن ظروف الحياه الصعبة أجبرتهم على السفر إلى ليبيا، في ظل الظروف والأوضاع السيئة هناك، مشيرا إلى أن ابنه حضر إلى القرية قبل عام واحد لإتمام زواجه، ورزقه الله بطفلة تدعى مريم، عمرها 9 أشهر، لم يرها حتى الآن.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى