مقالات

شيماء أشرف | تكتب: سيزيف الأمل

 

دائما ما تحدث انكسارات في حياتنا تجعلنا نفقد الأمل سواء كانت تلك الانكسارات في دراسة أو صداقة أو حب أو فقدان شخص عزيز في حياتنا أو فقدان مركز مهم أو عمل أيا كان من بعد هذه الانكسارات تصبح الحياة تقريبا لونها أسود بعض الناس تجعل اللون الأسود يصبح وردي والبعض الآخر يصبح مثل «صخرة سيزيف» .

في البداية سوف نتعرف على من هو «سيزيف» وماهي قصة هذا الشخص هي شخصية أسطورية يونانية ويعتبر أمكر الشخصيات الموجودة في «الأساطير اليونانية» وبسبب مكره حكم عليه «زيوس»  رب الأساطير اليونانية أن يحمل صخرة كبيرة تحت جبل ويصعد بها إلى أعلى وقال له «زيوس» إذا وصلت الصخرة إلي القمة سوف يعفو عنه ولكن إذا لم تصل سوف يظل يحملها مرة أخرى فظن «سيزيف» أن العقاب سهل فهو قوي وسيحمل الصخرة مرة واحدة وينتهي الأمر لكنه لم يعلم أن «زيوس» أمر الصخرة أن تقع أسفل الجبل في كل مرة يحاول فيها «سيزيف» أن يصل إلى القمة وظل فعلا يحمل الصخرة وفي كل مرة يحاول فيها الوصول للقمة تقع أسفل الجبل وظل يحملها إلى أعلى كل يوم وكل ليلة وكل صباح حتي انقضى نحره .

حديثنا ليس عن «سيزيف» أو «زيوس»  فـ «سيزيف» شخص مكار كان يستحق العقاب و «زيوس» بالنسبه له فهو اله ويجب أن ينفذ أوامره إنما حديثنا هنا عن المعنى المستخرج من القصة فـ «الصخرة» التي كان يحملها ويحاول «سيزيف» في كل مرة أن يصل بها إلي القمة ولم ييأس وظل يحاول حتى أنهت حياته بالرغم أنه كان يعرف أن «زيوس» أمر الصخرة في كل مرة عند وصولها للقمة تقع أرضا لم ييأس في الوصول كان الأمل موجود لديه .

في تلك القصة «الصخرة» تمثل بعض الأشخاص المجودين في الحياة حولنا و «زيوس» يمثل الحياة و «سيزيف» يمثل الأمل بالوصول للمستحيل فالحياة تتحكم في «الصخرة وسيزيف» تتحكم بالأشخاص التي تسعي للوصول للمستحيل وأشخاص يسيرون بلا هدف ويتركون الحياة تفعل ما تريد بهم ويضعون عاتق الأمور التي تحدثها بهم الحياة أن ليس لهم سبب يد فيها وهم يعرفون في داخلهم أنهم أكبر سبب في ذلك ويعرفون أيضا أن حياتهم على الهامش وعندما يذهبو لن يتركو أثرا وأنهم يستطبعون أن يتحدوا الحياة لكنهم لايريدون ذلك فالقاع يكفيهم بينما في قصة «سيزيف» لم يتحدث أحد عن الصخرة مطلقا بل تحدثو عن «سيزيف» الذي حاول أن يتحدى الحياة ولكي يصل للقمة ولم ييأس لكن «الصخرة» فهي مجرد صخرة كان سيزيف يحملها ويصعد بها وهي تخضع لـ «زيوس» الذي أمرها أن تقع ولا تصل للقمة وفعلت ذلك واستسلمت له ولأوامره إنما «سيزيف» مثل الأمل علم أنه عندما يصل بتلك الصخرة للقمة سوف يعلم الجميع أن الشخص الضعيف هزم الحياة فظل يحاول حتى مات بشرف المحاولة وأثبت للحياة أنه كاد في كل مرة أن يصل ولم يستسلم لها أبدا .

يجب دائما أن نتحلى بالأمل والصبر ونصبح مثل «سيزيف» الذي كان يعرف أن القمة قريبة ولم يستسلم للحياة في كل مرة تسقط فيها الصخرة يجب أن تحول تلك السقطة لأمل جديد يجب أن تبذل كل جهدك كي تترك أثرا ويعرف كل شخص أنك لم تسستلم للظروف ولم تخضع للحياة أعلم أن الحياة قاسية لكن الله رزقنا القدرة على تحديها و أولئك الأشخاص الموجودين بالقمة حاليا ليسو أفضل منا في شئ فهي مسألة وقت وصبر ومحاولة لا تستمع لشخص يهدم منك أجعل حولك أشخاص يعطونك الأمل أشخاص لديهم صبر يقونك لا يضعفوك .

لا تأخد «الصخرة» قدوة لك أبدا فهي صعيفة تطيع أوامر الحياة فقط لاتريد أن تصل للقمة بل تريد أن تظل دائما في القاع فكل مرة تسقط بينما يكون بينها وبين القمة شئ بسيط جدا لكنها مستسلمة لأوامر الحياة لذلك لم يذكرها أحد غير أنها الصخرة التي كان يحملها «سيزيف» فقط .

أعلم ان أحكام الحياة تكون قاسية في بعض الأحيان لكن أفعل كما قالو لنا في الأمثال «الضربة اللي متموتش تقوي» أجعل سقطاتك مصدر دعمك وقوتك وأحرص علي التقدم للأمام وترك الأثر في أى مكان توجد فيه .

زر الذهاب إلى الأعلى