ربما كانت أقصى أمانيهم أن يتفرغوا بعض الوقت بعيدا عن متاعب مهنتهم الشاقة، لمشاهدة فيلم سينمائى أو برنامج تليفزيونى، ولم يأت بمخيلتهم يوما أن يكونوا نجوما ومذيعين يعملون بالإعلام، وأن يخلع كل منهم بذلته الشرطية ليخدم بلده فى مجال جديد.
ضباط سهروا على خدمة الوطن والحفاظ على منشآته وأرواح مواطنيه، قادتهم الصدفة لمغامرة جديدة لم تخطر ببال أى منهم، فارتدى بعضهم ثوب الإعلامى الساخر الذى يضحك الملايين متحدثا عن الظواهر السلبية فى المجتمع، أو الرياضى المشهور الذى يحلل المباريات ويعلق عليها، أو مذيع برنامج اجتماعى سخره لخدمة المواطنين لينافس عمالقة الإعلام فى مصر والوطن العربى، ليصبح «الباشا» فى كل هذه الحالات مذيعا بدبورة. فى السطور التالية نعرض سيرة ضباط انتقلوا من صفوف الداخلية للعمل فى الإعلام وأصبحوا من أشهر المذيعين.
طارق علام «مذيع فى خدمة الشعب»
«المذيع فى خدمة الشعب» شعار يرفعه دائما الإعلامى طارق علام، خريج كلية الشرطة وصاحب أشهر البرامج الخدمية فى التليفزيون، ومنها برامج «الأسير- إليكم السلام- كلام من دهب- الله على رحمتك يا رب- للأمام».
ويعد «علام» أحد أبرز الإعلاميين الذين قدموا الأعمال الجماهيرية على شاشة التيلفزيون المصرى، ورمزا من رموز العمل الإعلامى التنموى فى مصر والشرق الأوسط.
تخرج طارق علام فى كلية الشرطة، ثم حصل على دبلوم فى الإعلام، تأثر علام بوفاة والده بسبب خطأ طبى، مما جعله يشعر بآلام وأوجاع المحتاجين، وغرست والدته فى قلبه حب الناس والسعى لمساعدتهم.
اللواء مدحت شلبى أشهر محلل رياضى
استطاع مدحت شلبى، خريج كلية الحقوق، الالتحاق بكلية الشرطة ليتخرج فيها ويتدرج فى السلم الوظيفى، حتى أصبح مساعدا لرئيس قطاع الأحوال المدنية بوزارة الداخلية، قبل أن تشاء الأقدار أن تتغير حياته بعد لقائه مصادفة بالإعلامية الشهيرة همت مصطفى، لينافس عمالقة التحليل الرياضى مثل ميمى الشربينى وحمادة إمام ومحمود بكر.
وبدأ هذا التحول فى بداية التسعينيات عندما فوجئ شلبى خلال عمله ضابطا بمركز التدريب الرياضى بنجدة العتبة، بزيارة الإعلامية همت مصطفى، وبمجرد سماعها صوته، قالت له «صوتك حلو.. تقرأ نشرة أخبار؟»، فوافق على الفور.
ويروى شلبى أنه «دخل مسابقة بين 1500 شخص واجتاز الاختبارات ونجح فيها»، قائلا: «نجحت بمجهودى»، وأضاف: «كنت أرى الأمر مستحيلاً ووقفت فى طابور طويل للتقديم، وتعطل بى الأسانسير خمسين دقيقة وخلعت الجاكيت والكرافت والجزمة والشراب، ولكن تم قبولى بفضل الحظ والقسمة والنصيب».
وقدم «شلبى» العديد من البرامج قبل أن يستقر به الحال ليقدم برنامجه الشهير الآن «مساء الأنوار» على شاشة «on sport».
«الرائد رجب» إعلامى بقرار وزارى
«الرائد رجب» أحدث الوجوه الإعلامية المنتقلة من العمل الشرطى لشاشة التليفزيون، واستطاع من خلال برنامجه «مهمة خاصة» أن يحجز لنفسه مكانا قويا بين المذيعين، فهو يؤدى رسالته ضابطا يحمى منشآت بلده مصر نهارا، ويقدم رسالته الإعلامية ليلا، فى برنامج يكشف من خلاله مخططات البلطجية والجماعات الإرهابية، وكل المخالفين للقانون ومن يضرون بأمن مصر وشعبها.
استطاع «رجب» التوفيق بين عمله ضابط شرطة بوزارة الداخلية وعمله الإعلامى، حيث عمل بالإعلام بقرار وزارى من وزير الداخلية الأسبق منصور العيسوى، حيث كان يعمل بالداخلية نهارا، وبالإعلام ليلا، قبل أن يأخذ إجازة من المباحث، قائلاً: «لم أبتكر الفكرة، وقد أخبرت اللواء منصور العيسوى بذلك، وأدين له بالفضل، لأننى عملت مذيعا بقرار وزارى من المجلس الأعلى لهيئة الشرطة إلى أن انتقلت إلى شبكة تليفزيون الحياة، وقدمت طلب إجازة بدون راتب ووافق عليها الوزير، لأقدم برنامجا على غرار برامج مكافحة الجرائم الأمريكية».
«أبوحفيظة» مذيع ساخر بدرجة ضابط عمليات خاصة
تقول القاعدة «حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب»، وهذا ما دفع أكرم حسنى، ضابط العمليات الخاصة، إلى الاستقالة من عمله، لتحقيق حلمه منذ الصغر بالعمل الإذاعى، ليدرس الإعلام ويحصل على دبلومتين فى مجال العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قبل عمله بالتليفزيون، الذى حقق من خلاله شهرة واسعة بشخصية «أبوحفيظة».
تخرج الإعلامى أكرم حسنى، من أكاديمية الشرطة عام 1996، وعمل ضابط عمليات خاصة فى سلاح الأمن المركزى لمدة 10 أعوام، قبل أن يقدم استقالته عام 2006، ليتفرغ للعمل الفنى والإبداعى فى مجال الإعلام الساخر.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
