أعمدة

طارق الشناوي | يكتب : العيد وأفلامه الخمسة

127679_1396623614
خمسة أفلام وإن كان البعض يؤكد أن هناك سادسًا لم يجد أمامه شاشات للعرض إلا قليلًا، ولأننى لم أعثر على السادس فسوف أكتفى بالخمسة.

الأفلام يمتد عرض بعضها حتى حفل الرابعة صباحًا، أى أن الجمهور يغادر دار العرض السادسة، لتنام دور العرض ثلاث ساعات فقط، وبعدها تستعد لاستقبال جمهور الساعة العاشرة صباحًا، إنه «التاتش» المصرى الذى لن تجد له أى مثيل فى كل دول العالم.

كل فيلم بالتأكيد مهما كان مستواه الفنى يستحق مقالًا، ولكن دعونا هذه المرة نكتفى بإطلالة عين الطائر، أولًا ظاهرة صحية أن يذهب المصريون بكل تلك الكثافة إلى دور العرض، فهو الرد الحاسم والعملى للذين يريدون لمصر أن تتشح بالسواد وتوقف كل مظاهر الحياة. ثانيًا: شب حريق عن طريق إلقاء عبوة ناسفة بدائية الصنع أمام واجهة سينما بالهرم، كانت كفيلة فى ظروف أخرى بأن تزرع الرعب داخل نفوس المشاهدين، وجاء الرد الحاسم أرقامًا غير مسبوقة فى التزاحم على شباك التذاكر.

كانت هذه ملاحظات خارج الموضوع، دعونا نقترب منها رقميًّا، وهو المقياس الذى راهنت عليه الأفلام الخمسة، سوف أستثنى فقط من تلك الحسبة فيلم «سكر مر» لهانى خليفة، لأن رهانه فنى بالدرجة الأولى، حيث يمتلئ بروح السينما.

ونبدأ بالفيلم الذى استحوذ على القسط الوافر من العيدية، إنه «شد أجزاء»، وهو تعبير يطلق عند استخدام السلاح الآلى فى الضرب، أثبت محمد رمضان بما لا يدع مجالًا للشك أنه نجم الإيرادات الأول للمرة الربعة بعد «عبده موتة» و«قلب الأسد»، وأضع أيضًا «واحد صعيدى» فى الحسبة، رغم أنه تم تصويره فى 2010، وعرض بعدها بخمس سنوات.

الرقم الذى حققه «شد أجزاء» تفوَّق بفارق يقترب من ثلاثة أضعاف للفيلم الذى حل ثانيًا فى التقييم، وهو «أولاد رزق» حيث إن عددًا من دور العرض وأمام الضغط الجماهيرى صار يلغى كل العروض الأخرى، وتنضم كل الشاشات لتعرض «شد أجزاء».

الفيلم أول إخراج لحسين المنباوى، تجربة أولى لا بأس بها، تقول الدعاية إن رمضان تمرد عل رمضان، لأنه يلعب دور ضابط، والحقيقة أنه كان ضابطًا فى الدقائق الأولى من الفيلم فقط، بعدها تحوَّل إلى بلطجى محترف، يقتل ويعذب كل مَن يتصوَّر أنه لعب دورًا فى قتل زوجته التى أدَّت دورها دنيا سمير غانم. الجمهور لم يتعامل مع ضابط شرطة سابق، فهذه لا تفرق معه فهو فقط بلطجى، وكل أفلام البلطجة سواء لرمضان أو غيره دائمًا ما يصبح لدى البطل دافع يصدره للجمهور أنه طبعة منقحة للصورة الذهنية التى قدّمها رمضان فى أفلامه السابقة عن عالم البلطجة.

رمضان النجم الأول رقميًّا، كما أنه ممثل قادر على التلوُّن، عندما تتاح له الظروف يشتغل كثيرًا على نفسه، ليحافظ على لياقته، هو الأصغر سنًّا بين كل نجوم الشباك، وأكثرهم لياقة، الرقم يؤكّد أن الأيام القادمة له.

كان السؤال الذى سبق عرض فيلم «أولاد رزق» هو: هل تتأثَّر الإيرادات بسبب قضيته الشهيرة مع زينة؟ ومن الواضح أنه توقَّع هذا، وهكذا قرأنا فى ثلاث جرائد تصدر يوم عرض الفيلم وبمانشيت واحد تقريبًا «أقسم بالله إننى لم أتزوّجها لا رسميًّا ولا شفهيًّا، وإن ابنيها ليسا ابنىّ»، وذلك رغم إصدار الحكم الذى هو عنوان الحقيقة، فى كل الأحول هُزم أحمد عز فنيًّا، لأنه فقد الكثير من قدرته على الجذب الجماهيرى، ولو عُدت إلى آخر فيلمَين له ستجد الإجابة واضحة «الحفلة» و«حلم عزيز»، هناك تراجع فى القدرة على الجذب، وهكذا فإن تضاؤل إيرادات «أولاد رزق» عن المتوقع رغم أن به كل تفاصيل الفيلم التجارى، عرى وجنس وتجاوز لفظى وحركى وعنف وتعاطٍ ورقص، كما أن مَن يقف وراءه مخرج يمتلك الحرفة ببراعة فى تنفيذ أفلام الأكشن، وهو طارق العريان، وجاملت أصالة زوجها بالغناء، وكان معه على الأفيش أسماء عمرو يوسف وأحمد الفيشاوى وأحمد داوود وكريم قاسم، الوحيد الذى رشق فى الدور هو الفيشاوى الذى أدّى دور شقيق عز وشكّل مع محمد ممدوح ثنائيًّا جيدًا «بعدها انسى»، عز فقد الكثير من توهجه. ننتقل إلى محمد سعد «حياتى مبهدلة» مع المخرج شادى على، فى أول تجربة له، الفيلم هو «تتح» الجزء الثانى، و«تتح» هو تنويعة على «اللمبى».

لا يريد ولا أقول لا يستطيع، ولكن لا يريد محمد سعد أن يذهب إلى طريق آخر لا يعتمد فيه على اللعب بالعاهة الشكلية والحركية والعقلية، بينما تضع الأقدار فى طريقه كالعادة فتاة حسناء كانت هذه المرة هى نيكول سابا، ولا يدرى سعد ما الذى يضعه بين بداية ونهاية الشريط، ولكن لا بأس من تكرار المتكرر، مثل سيطرة الأرواح الشريرة عليه وذهابه إلى حسن حسنى المتخصص فى طرد الأرواح، حل سعد ثالثًا فى الأرقام، لأن مَن يقف بعده ويحتل الذيل هو هانى رمزى الذى لا أدرى كيف اختار هو والمخرج إيهاب لمعى هذا السيناريو «نوم التلات».

من علامات تراجع فنان الكوميديا هو أن يفقد بوصلة الاختيار الصحيح ولا يدرى هل هذا يُضحك أم لا، أخشى أن يكون هانى قد وصل إلى مشارف هذه البئر السحيقة.

كان هذا هو الموجز لأفلام العيد الخمسة، وإليكم فى الأيام القادمة وفى تلك المساحة مزيد من التفاصيل.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى