ثقافة و فن

طارق لطفي: الأمن لم ينتقد بعد البداية

2015_7_26_10_36_53_631

يختار أدواره بميزان صائغ، ويرسم شخوصه بأزاميل نحات، فتنتقل من مجرد حروف على ورق لتصبح نماذج بشرية تنبض بالحياة، وتحاكي الواقع، مشاركته في أي عمل كفيلة بجعل الجمهور يطمئن أنه سيشاهد عمل جيد، ورغم طول مدة الانتظار وتأخر انطلاقته في عالم البطولة المطلقة إلا أن يقينه وثقته بالله التي بلا حدود جعلته يؤمن بأن الفرصة ستأتيه في الوقت وبالشكل المناسب، لتجعل من طارق لطفي حصان أسود في شهر رمضان، وتضمه لصفوف النجوم الذين ينتظر المشاهد أعمالهم الرمضانية كل عام.

كيف وقع اختيارك على “بعد البداية” ليكون أول بطولة مطلقة لك في عالم الدراما التليفزيونية؟

خلال عملي مع الجهة المنتجة “فنون مصر” في مسلسل “جبل الحلال”، بدأوا يفكرون في الإنتاج لي، وبالفعل عرضوا عليّ 4 مسلسلات اختار من بينهم عمل لتنفيذه لرمضان 2015، فوقع اختياري على مسلسل “بعد البداية”.

وما الذي جذبك في “بعد البداية” دون باقي المسلسلات؟

لم يسبق لي تقديم هذه النوعية من الأعمال، والعمل مكتوب بحرفية شديدة، والجمهور لن يتوقع أن أقدم عمل أكشن، وهو الأمر الذي لم يكن يطرأ على بالي، وإلى جانب انتماء المسلسل لنوعية مسلسلات الأكشن والإثارة، إلا أن أحداثه تدور في إطار اجتماعي ويتناول قضية مهمة، فالعمل بالنسبة لي كان متكامل، فوافقت على تقديمه.

1

عند القراءة الأولى لشخصية عمر نصر كيف وجدتها؟

الشخصية مكتوبة بشكل جيد جدا، ولي أصدقاء صحفيين منذ 20 عام، شاهدت عمر في 3 أو 4 شخصيات منهم، فهم أصحاب رأي يعملون على تحقيقات تتطرق لقضايا وموضوعات شائكة ومناطق محظورة، تتسبب لهم في مشاكل كبيرة، فكونت من خلالهم تركيبة عمر نصر.

وكيف رسمت تفاصيل وأبعاد شخصية عمر نصر؟

ركزت على كل الأبعاد التي ستكّون شخصية عمر نصر، فهو صحفي شاطر، شخصيته قوية، حاد، يحب عمله أكثر من أي شيء في الدنيا، تظهر فيه جوانب أخرى بعد تورطه فنجده بني آدم ذكي، يخاف على عائلته، يبحث عن إثبات براءته من قضية الخيانة ليس من أجله ولكن من أجل مستقبل ابنه، فكل هذه الجوانب كونت شخصية عمر نصر، وإذا ركزت على جانب دون الباقي، لن يكون عمر إنسان من لحم ودم، وسيتحول الأمر كما تُكتب شخصية الطيب أو الشرير، فيظهر ذو وجه واحد في حين أن أي إنسان له مجموعة أوجه.

لماذا تم تغيير اسم المسلسل من “حسابات خاصة” لـ”بعد البداية”؟

لعدة أسباب، أولها عمر نصر يموت على الورق وهي بداية للعديد من الأحداث، حيث يبدأ بداية جديدة ليس لها علاقة بتاريخه القديم، فوجدنا أن أنسب اسم هو “بعدالبداية” لأنها بداية في منتصف حياة.

2

كثيرون اعتقدوا أن العمل مقتبس من قصة اختفاء رضا هلال وهو ما نفيته.. لكن عند قراءة السيناريو هل فكرت في البحث عن قصص مشابهة وقعت لصحفيين؟

بالفعل المسلسل لا علاقة له بقصة اختفاء الصحفي رضا هلال، والذي إلى الآن لا نعرف هل اختفى قسرا أم لا، فملابسات الحدث غير معروفة لليوم، وحادثة عمر نصر من خيال المؤلف عمرو سمير عاطف كاملة، ولا يوجد بني آدم لا صحفي تعرض لما حدث مع عمر نصر، ففجأة يقرأ خبر وفاته في الصحف، ويصبح مطارد.

الوسط الإعلامي وسط شائك ألم تخش الاقتراب منه وتوجيه اتهامات له خاصة وأن هناك رؤوس أموال ورجال سلطة يتحكمون في هذا المجال؟

المسلسل يتحدث من منطقة واعية ومثقفة، ولم أخش لأن الصحفيين المفروض أنهم واعيين ومثقفين جدا وجزء كبير من ضمير البلد، فلا يمكن أن ينتقدوا المسلسل لأنه يستعرض بعض العيوب والسلبيات الموجودة في كل جريدة، والذي حدث أن هناك احتفاء غير عادي من الصحفيين والنقاد، والبعض رأي أن لأول مرة هناك عمل يتحدث عنهم بشكل مدروس، من خلال استخدام المصطلحات واستعراض شكل حياتهم وتصرفاتهم في الحياة الصحفية، ووصلتني إشادات كثيرة من صحفيين كُثر، وأطلقوا هاشتاج اسمه #كلنا_عمر_نصر.

وماذا عن ردود الأفعال الأخرى التي جاءتك بعد عرض المسلسل؟

على المستوى الصحفيين والنقاد المُهمين الذين يتخوف الواحد من آراءهم أشادوا بالمسلسل، إلى جانب إشادة الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أقابلهم في الشارع من الجمهور البسيط، فهي ردود أفعال غير عادية، وأكثر ما اسعدني وجود إجماع من الناس أنهم “فرحانين لطارق لطفي بحب”.

العمل أيضا يوجه أصابع الاتهام للشرطة؟

(مقاطعا) العمل لا يتحدث عن ضباط الشرطة ولكنه يتحدث عن ضباط ينتمون لجهة أمنية ما، ولا نوجه الاتهامات لكل المنتمين لها فهناك السالب والموجب، “واحنا ملغبطين المشاهد”، ونتناول القضية بموضوعية شديدة، ولم يأتينا أي انتقاد من أي جهة، كما أننا نتحدث عن فترة زمنية محددة ومعلومة، أشرنا لها بشكل غير مباشر في المشهد الذي كان يقرأ فيه عمر خبر وفاته، فبجوار الخبر كان هناك صورة تبين للمشاهد الوقت الذي تقع فيه الأحداث.

ولماذا نفذت كل مشاهد الأكشن بنفسك ولم تستعن بدوبلير؟

بالفعل نفذت كل مشاهد الأكشن بنفسي وتعرضت لبعض الإصابات، أما عدم الاستعانة بدوبلير فيرجع إلى عدة أسباب أهمها أن الجمهور لن يصدق، وأن المخرج لن يستطيع أخذ المشاهد بالصورة التي يريدها، وقيام الممثل بتنفيذ هذه النوعية من المشاهد بنفسه إضافة له، وتضيف مصداقية على العمل.

وما هو أصعب مشهد بعيدا عن الأكشن؟

هما مشهدان، الأول الذي يقرأ فيه عمر خبر وفاته، لأنه لم يحدث من قبل مثل هذا الشيء فليس له مرجع أقدر أشاهد من خلاله كيف قدمه الفنان الفلاني، ومن المستحيل أن يكون أحد قرأها في حياته من قبل، فأخذ وقت في التفكير “هعملها منين”، والمشهد الثاني هو مشهد القبر فقد كان صعب جدا.

وكيف وثق عمر في رضوى والضابط كمال سليم؟

في الظروف الغير طبيعية يضطر الإنسان للقيام بأفعال قد لا يقوم بها في الأوقات العادية، وهو ما قالة للضابط “أنا ليس أمامي سوى أن أثق فيك”، وعلى الجانب الآخر وثق في رضوى وطليقته منى وهو على علم بأن إحداهما يحركها العقل والأخرى يحركها القلب.

في رأيك هل الجمهور يتفاعل أكثر مع الشخصية الشريرة أم المظلومة؟

لا نستطيع تحديدها بهذا الشكل البسيط، فالجمهور يتفاعل مع الشخصية التي تعبر عنه، الجريئة المكتوبة بصورة جيدة، والمنتمية لعمل فني جيد.

ذكرت أن البطولة جاءتك في وقتها.. لكن ألم تصاب ولو للحظة بإحباط لتأخرها؟

أكيد مررت بلحظات من الإحباط، لكن ثقتي في الله بلا حدود، و”كان لدي يقين أنه هيعملي الخير، وشايلي الأحسن”، ومتأكد أن هذه الخطوة ستأتيني يوما بشكل أو بآخر، لكن الوقت في علم الله.

5

الأكش كما قولت لم يكن في حساباتك.. فهل من الممكن أن نراك في عمل كوميدي أم أن الكوميديا خارج حساباتك أيضا؟

من الممكن جدا، إذا قُدم لي عمل مكتوب بصورة جيدة، وبالصدفة معروض عليّ حاليا عمل كوميدي، فكلما ادهش نان الالناس وقدم لهم غير المتوقع يصبح النجاح مضاعف، فالجمهور لم يتخيل طارق لطفي في عمل أكشن لكن عندما قدمناها بشكل جيد اصبح النجاح مضاعف عشر مرات، والممثل قادر على فعل أي شيء لكن المهم أن يكون لديه الورق الجيد والمخرج الشاطر الذي يفهم كيف يُخرج الحكاية في أبهى صورها.

ألم تقرأ بعد العمل الكوميدي المعروض عليك؟

لم أقرأه فلقد انتهيت من تصوير “بعد البداية” في وقت متأخر من شهر رمضان، وأحاول الآن أن أخذ قسط من الراحة، وفي العيد سأغلق تليفوني وأجلس مع أسرتي وربما أبدأ في قراءته.

وماذا سيغير “بعد البداية” في طارق لطفي؟

“بعد البداية” غير بالفعل الكثير، أولا المسئولية باتت أضخم، والأكشن الذي قدمته بنفسي غير حياتي لأني كبني آدم حريص.

ماذا تعني بأنك حريص؟

منذ أن أصبحت أب وأنا حريص جدا، أخاف على حياتي، “وأحب ابقى واخد بالي انا بعمل ايه عشان مأذيش نفسي عشان أولادي”.

عكس عمر نصر؟!

“مش زي عمر نصر”، وعمر على فكرة فعل كل شيء من باب تورطه، فالورطة التي وقع فيها دفعته للهروب والحركة، إنقاذا لحياته، وكان يشعر بالخوف على كل من حوله، وانفصاله عن زوجته كان سببه رغبته في ابعادها هي وابنه عن أي خطر أو حياة غير طبيعية قد يعيشونها معه.

وما هي أخر أخبار فيلم “الحشاشين”؟

اكتشفنا أن الميزانية مرعبة، فبعد أن خرجت الفكرة وكتبنا تتابع للفيلم، وجدنا أن الميزانية ستتجاوز الأربعين مليون جنيه، لذلك نحاول البحث عن شركتين تنضمان اللشركة المنتجة، لأن الموضوع كبير، وشديد الأهمية ولو تعي وزارة الثقافة والإعلام والقائمين على توجيه الرأي العام خطورة فكرة الحشاشين سيقدموه للناس وسيقفوا بجانبه بشكل غير عادي، فالتاريخ يعيد نفسه، حيث يحكي الفيلم قصة جماعة تستخدم الدين في الاغتيال السياسي، وهي أول جماعة من هذا النوع.

3

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى