مقالات

عادل عصمت | يكتب: في الفرق بين المشكلة والاشكالية !

عادل عصمت

المشكلة: هي بنية دائرية تتضمن حالة من التذبذب والتشوش والاضطراب ينبثق عنها مجموعة من المثالب والعيوب والنقص ويمكن بممارسة عملية الاستقصاء والتحري موضعه تلك النقائض والعيوب في قنوات واضحة المعالم وبالتالي من الممكن علاجها ويمكن اغلاقها وتحديد مساراتها مهما بلغت درجة تعقيدها وتشظيها.

المشكلة هي (شجرة) لها جذور بعيدة الشأو ضاربة في الاعماق ولها جذع عريض وطويل ( والانشغال به غالبًا مايفضي الي العجز عن حل المشكلة).

ولها فروع كثيره ومتعددة ومتشعبة ( والانشغال بالفروع يفضي الي عدم التعرف علي المشكلة اصلاً ).

وبعد رسم وتحديد ملامح ومواضعات المشكلة يصبح من السهل وضع تصور وصياغة رؤية لعلاجها والمشكلة قد تواجه بالعديد من الحلول ويمكن مجابهتها بأكثر من رؤية وهي آنية وراهنة والبحث بصددها غرضه الحل.

والسؤال ( المشكلة )

مثل : لماذا تعثرت تجارب التنمية لدينا ؟!

الجذور : عدم تحديد هوية اقتصادية لعملية التنمية المطلوبة اصلاً وغياب المشاركة الشعبية وتكلس منظومة القيم .

الجزع : محدودية الموارد وعدم صياغة برامج تتلاءم مع تلك الموارد فالموارد زراعية وسيادتك عايز تبقي دولة صناعية مثلاً.

الفروع : انهيار مؤشرات الاداء الاقتصادي وازدياد حالات الفقر وسوء آليات التوزيع وانهيار قيمة العملة والفساد والبطالة والاعتماد علي الاستيراد والاقتصاد الموازي وضعف الأنظمة الضريبية والجمركية.

الاشكالية :

هي سيرورة من المتعذر موضعتها ضمن بنية نسقية ولا تكف عن اثاره الاسئلة والشكوك هي حالة سهمية دائمه التطور والتمدد والنمو ولايمكن تحديد ملامح ثابتة لها ، حالة (عشبية) بلا جذور وبلا فروع وبلا سيقان وبلا جذوع والعشب اصلاً ضد النسقية دائم التشعب والتلون لايتوقف عن الافصاح بملامح متغيرة والاشكالية هي حالة قيد البحث والتحري المستمر وغرضها تأملي محض.

ولا يمكن وضع رؤي أو صياغة استراتيجيات لعلاج الاشكالية والبحث فيها بحث بغرض الفهم وليس بغرض الحل.

مثال للسؤال (الاشكالية).

لماذا تقدم الغرب وتأخرنا ؟!

موضوع مسار بحث دائم في شتي المجالات والمناحي وخلافي.

فالمتدين المحافظ سيقول ( البعد عن الدين ) وسكون الحل وقتها لديه طبعا العودة الفورية للدين
والاصلاحي ( سيقول لم يحدث اصلاح ديني بعد ).

وسيكون الحل الشافي والناجز الذي يتصوره الاصلاح الديني الآن وفورا ، والعلمانوي سيقول ( لم يحدث فصل للدين عن الدولة ).
وسيكون الحل الناجز هو الفصل الكامل بين الدين والدولة طبعًا والديمقراطوي سيقول ( لغياب الديمقراطية طبعًا ) وبالتالي سيكون الحل الخلاصي هو تطبيق الديمقراطية فوراً.

والتوفيقي التلفيقي سيقول: ( لم يحدث مواءمة بين التراث بين المأثور ومكتسبات الحداثة ) وسيكون الحل الناجز والفوري في رأيه أن نوفق بين الماضي والقديم ونوصله بكل ماهو حديث أما دعاة الحداثة وأنصارها فسيؤكدون علي ضرورة القطيعة مع التراث والماضي بشكل كامل وهكذا.

  • الأراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي ، بينما تعبر عن رأي الكاتب.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى