مقالات

عادل عصمت | يكتب: في تعطل الإدراك واستقالة العقل

 

13124815 662874363860280 9199109001621775808 n

 

شعوب رافضة للتغيير، مضربة عن التفكير، عاجزة عن إنتاج المعرفة ، مقاومة للحداثة ، مرتابة في الجديد ، أدراكها معطل وعقلها مستقيل ، تقدس جهلها وتعتقد بأنها تعلم الاخرين !!!!

فهناك أناس ، بل قل ان شئت هناك شعوب تظل تمشي وتمشي ، تمضي وتمضي ، تذهب وتذهب وترزح في نفس المكان ذاته لاتفارقه ، تسير طوال حياتها في دروب وطرق طويلة للغاية لكنها لاتفضي أبداً في نهايتها إلى أية أماكن ، لاتتقدم أبداً مهما مرت عليها الأيام والسنوات ، ردود أفعالها هي نفس الردود وثقافتها وإدراكها هو نفس الإدراك ، تنتظر طوال الوقت من لا يأتي، تغرق في خيالات هليودية وأوهام ليس لها وجود في الواقع المعاش أصلاً ، وتعيش علي قناعات ذائفة وتنقضي حياتها دون أن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ، عاجزة تماماً عن أعمال العقل أو التفكير أو مجرد قراءة الواقع أو تفكيكه أو تحليله أو تفنيده أو نقده عاجزه عن إنتاج المعرفة ، متوقفة تماماً عن مراوحه مكانها ،عاجزة عن معرفة نفسها وعاجزة تالياً عن معرفة غيرها ، رافضة للمعرفة مضربة عن التفكير ، تكتر وتكرر وتعاود إنتاج القديم والسائد والمألوف والمعتاد ، تكرر أخطائها إلى حد المأساة ثم تالياً إلى حد الملهاة ، حركتها دائرية طوال الوقت تعود بعد الجهد الجهيد المضني وبعد مرور السنين الطوال الي نفس النقطة

تداور وتداور ولا تراوح مكانها وتخلفها أبداً ، لاتتغير أبداً لا تتقدم أبداً تحافظ تماماً علي جهلها وتعتبره مقدساً لايمكن تغييره بل لايجب تغييره بل لايجوز تغييره محافظة لدرجة التجمد والجمود عصية علي أي تغيير وأي حلحلة أو زحزحة ، لا تريد الرؤية وحتي إذا رأت لا تصدق ولا تتغير الثبات الثابت شيمتها ونعتها وسمتها تعاود إنتاج تخلفها وصراعاتها القديمة ومعاركها الأزلية بنفس العقلية وبنفس الطريقة ، غير قابلة للحياة وغير قابلة للتعايش والاندماج الحضاري منفكة تماماً من سيرورة الحداثة والتقدم والحضارة تعيش بكل وجدانها في ماضي ماتخيل ليس له وجود أصلاً ماضي فيه كل الحقيقة وكل العزة وكل النجاة وكل التقدم ،تلك هي المسماة حصرا الشعوب العربية

 المقال هو من رأي الكتاب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى