مقالات

عادل عصمت | يكتب : تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ

عادل عصمت

– كان الاستعمار حالماً وواهماً أيضاً عندما خط حدود بلادنا العربية والإسلامية، وقسمها وجزءها في سايكس بيكو وتخيل أن المسلم السني ممكن أن يعيش مع المسلم الشيعي في نفس ما أطلق عليه حديثاً «الوطن» .

بل قل أن شئت أن يعيش المسلم السني العربي مع المسلم السني الكردي في وطن واحد، ناهيك طبعاً أن يعيش هؤلاء المسلمين بمذاهبهم المختلفة وأعراقهم المتباينة مع مسيحيين أو يهود في نفس الوطن .

وكان التاريخ قبلها وأهمها عندما اخترع ماعرف «بالدولة القومية» في العام ١٦٤٨ دولة كل مواطنيها بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس، وكان «رفاعة الطهطاوي» رائد التحديث غريباً وشاذاً وغربياً عندما حاول أن يصك معني جديداً ومفهوماً حداثياً أعجبه في باريز « المواطنة»  أو كما أسماه هو «الأخوة الوطنية»  وماثل بين الأخوة في الدين والأخوة في الوطن وحاول أن يؤكد أن حب الوطن شعيرة دينية فأكد ـن  «حب الوطن من الإيمان» كان رفاعة واهماً يزرع مالاً يمكن زرعه في بلاد العرب والمسلمين التي تعج بكل ماهو ديني وطائفي وعرقي ويتجذر فيها كل ماهو قبلي وعشائري وجنسي وطبقي وعائلي أيضاً، كان رفاعه بعد عودته من باريس يحاول حقن التربة وزرع ما لا يمكن زرعه واستنبات مايصعب نموه في بيئة تأخرت وأنعزلت عن الحداثة والتحديث وبلاد ماتزال تعيش في عصور ( الماقبل ) الدولة القومية وما قبل السياسة وما قبل المواطنة وماقبل الدستور وما قبل القانون وما قبل الأحزاب وما قبل المجتمع المدني ……. الخ .

كان رفاعه واهماً وكان الاستعمار واهما ايضا ،فثقافتنا لاتقبل الاختلاف وتأبي التعدد وتقتل الغير وتمنع الغيريه ،كيف تصور الاستعمار اننا قابلون للتعايش المشترك ؟! ، واضح ان فكره الوطن الجامع والتعايش المشترك والوطنيه . والدوله القوميه التي نشأت تاريخيا بعد صلح ويستفاليا ونهايه حرب الثلاثين بين الطوائف المسيحيه في اوربا الكاثوليك والبروتستانت في العام ١٦٤٨ افكار لاتتماشي مع ثقافه العرب والمسلمين عموما ، فالديني طاغي جدا والعرقي ايضا متجزر للغايه ولا يمكن تجاوزه والطائفي قديم وتاريخي وثأري والقبلي والعشائري وجودي وهوياتي والجنسي محض ثقافي قروسطي لم يتم التخلص منه او محاوله تجاوزه وكل هذا وزياده يطغي طبعا ويلغي لامحاله ويزيح بأريحيه وسهوله الوطني ويهدمه بشده ويلغيه او قل ان شئت يمنع نموه ويؤده اصلا ويلغي الانساني طبعا وينفيه ، بل يتناقض معه عند العربي المسلم، ومن هذا المنطلق يجب تحويل (الموصل ) بعد تحريرها من داعش الي عاصمه للعراقيين العرب السنه تشابها وتماهيا وعلي غرار ( اربيل ) عاصمه العراقيين الاكراد السنه ، يبقي ان نفكر في عاصمه شيعيه للعراقيين العرب الشيعه ايضا وعاصمه لما تبقي من ذبح المسيحيين العراقيين وتهجيرهم ايضا ، وفي النهايه سيظل الملحدين العراقيين مضطهدين في كل تلك العواصم العراقية وعليهم أن يناضلوا من أجل عاصمة لهم أيضاً ، واضح جداً وجلي للغاية أن بلادنا وأناسنا في حاجة ماسة إلى تفتيت المفتت وتجزئ المجزئ وعلينا ان نسعي مع القوي الكبري في هذا العالم وان نطالب بسايكس بيكو (٢) كي نعالج خطايا واوهام سايكس بيكو(١)
وكي تحط الحرب اوزارها ويحط الاقتتال الاهلي سلاحه ويكف عن الذبح علي الدين والطائفه وغيرها !!!!!

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى