رأي

عبدالغنى الحايس | يكتب : ضد الحكومة

عبدالله
كثيرا ما قررنا أنا واسرتى ركوب مركب نيليلة والتمتع بجولتها القصيرة فى مياة النيل . فهى فسحة بسيطة يلجأ اليها كثير من البسطاء .فنحن لسنا من رواد النوادى ولا الفنادق النيلية والتى لا تتحملها الميزانية فى يوما من الايام .فنجد متعتنا من خلال تلك النزهة القصيرة .وأجد السعادة على وجوة كل المتواجدين على المركب

.وكالعادة معظهم لا يعرف بعضهم بعضا .ولا هناك كشف بأسماء الركاب ولا اعمارهم ولا محل اقامتهم .

انما يتسابقون داخل المركب ويجلسون بأسبقية الحضور.ويقوم عامل المركب برصهم رصا حتى يحظى بأكبر عدد ممكن من الركاب .وكثيرا ماتقوم بعض الأسر بوضع ابنائهم على أرجلهم حتى لا يحظى بتذكرة ركوب توفيرا فى النفقات .وما ان يكتمل الرص ويتم رضا سائق المركب على العدد يقوم بالتحرك .

وينشغل كل الركاب بالتقاط الصور التذكارية لهم ولأبنائهم ولأنفسهم .ومع الموسيقى الصاخبة ذات الأغانى الهابطة تكاد تسمع من جوارك بصعوبة بالغة .وتقول فى نفسك ماهى الا دقائق ونخرج من تلك الحالة المهم ان يفرح الجميع وترى الابتسامة على وجوة من حولك .

تحركت المركب بين ضفتى النيل ولم نسأل هل تلك المركب خاضعة لشروط السلامة والنقل النهرى وتفتيش هيئة المسطحات المائية ام لا

وهل هى مستوفاة لشروط الترخيص وتتوافر بها عوامل الأمان فى حالة الغرق وهل توجد سترات نجاه ؟
وهل وحدات التحرك من الانقاذ النهرى قريبة وعلى اتصال بكل المراكب العائمة على ضفتى النيل ؟
وهل هناك اجهزة لاسلكى او تليفون مع قائدى المراكب فى حالة النجدة للتواصل مع فرق الانقاذ فى حالة النجدة ؟
وهل هناك خطوط سير محددة لكل مركب حتى لا يحدث تصادم وخصوصا ان هناك اكثر من مرسى فى خلال الكيلو متر الواحد ؟

وهل يتم الكشف الدورى عن تلك المراكب وبانتظام من الجهة المسئولة للتاكد من مدى صلاحيتها وتوضيح القصور بها ؟

وهل يحصل قائد المركب على ترخيص بمزاولة المهنة وهل يتم تدريبة التدريب الكافى وان يكون متمتع صحيا وبدنيا وقادر على التصرف فى المواقف الطارئة ؟

كثير من الاسئلة خطرت على بالى بعد حادث الوراق والذى راح ضحيتة اكثر من 33 مواطن مصرى بين طفل وشاب وفتاة .استقلوا مركبا ليحظوا بدقائق من السعادة والفرح .لم يخطر فى عقلهم ان يسألوا كل تلك الاسئلة واكثر لأنهم يعرفون ان هناك دولة وحكومة مسئولة عن المراقبة والمتابعة والعمل على سلامة حياة المواطنيين وراحتهم .
انما للأسف تخاذلت الحكومة متمثلة فى هيئة النقل النهرى فى متابعة مهام عملها وكان نتيجتة تلك الفاجعه المؤلمة .
والتى ممكن ان تحدث لى ولأخرون ركبوا مركبا بحسن نية ولا يعلمون مصيرهم المجهول بغرق المركب والذى تقاعست فية اجهزة الدولة عن القيام بدورها فى الرقابة والتفتيش وحتى تقاعسها فى الانقاذ والذى كان من الممكن لو اتيح بسرعة لأنقذ كثيرا من الأرواح .

انما اهمال الدولة هو من قتل هؤلاء البسطاء .ثم يخرج علينا رئيس الحكومة باحالة رئيس الهيئة الى التقاعد والتحقيق
وهذا ليس بكاف وانما يجب ان يحاسب أكبر مسئول حتى أصغر مسئول عن تلك الفاجعة المؤلمة .ويجب اقالة وزير النقل ومحاسبتة هو الاخر حتى رئيس الحكومة نفسة يجب ان يحاسب فهو المسئول الأول عن عمل الحكومة واى تقاعس هو مسئوليتة ولقد أقسمتم على رعاية الشعب ومصالحة رعاية كاملة فأين هى تلك المحافظة .
فهذا الحادثة لن تكون الأخيرة مادام هناك مقصر لم يتم محاسبتة .

فهناك قلوب موجوعه تنفطر دما على ابنائها وزهرة شبابهم وقلوبا تبكى دما على ابنائهم المفقودين حتى الان .فباى ذنب يتم قتل هؤلاء البسطاء والذين خرجوا يبحثون عن المتعة والابتسام فعادوا جثث الى ذويهم .
مرة واحدة فقط ننشدها ان يحاسب المسئولون الحقيقيون عن تلك الكارثة لا ان يتحملها صاحب الصندل انما يجب ان يتم محاسبة الجميع وبدون استثناء حتى يكون هناك رادع لمن تسول له نفسة ببيع ذمتة وضميرة .

فمازال هناك قلوب ثكلى تبكى أبنائها ولابد ان يهدأ ذلك الوجع بمعاقبة المسئوليين جميعا .

ورحم الله من فقدناهم وألهم الله الصبر لأهليهم اجمعين .

مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي

 

زر الذهاب إلى الأعلى