رأي

عبدالغنى الحايس | يكتب : نقطة ومن أول السطر

عبدالله

تقوم الثورات من اجل محاربة الظلم والفساد والاستبداد واقامة حياة كريمة للمواطنيين وحرية وعدالة اجتماعية .
ولكن يجب ان يتشارك المجتمع الثائر فى السعى الى تحقيق ذلك .وبوضوح شديد علية ان يعترف بواقعة الذى يحياه وان يسعى بكل جهد دؤوب الى تغيير تلك الحقيقة المؤلمة والتى يجب ان نعترف بوجودها اولا ولا نتهرب منها او نبكى على الاطلال ونتحسر على ماضى قديم فنحن ابناء اليوم واللحظة التى نحياها .
فمثلا فى مصر رفعنا شعار محاربة الفساد وهتفنا عيش .حرية .كرامة انسانية .ولكن للأسف لم نسعى الى تحقيق ذلك باخلاص .انما تفرغنا الى جدالية لا تنتهى وحكى مستمر وتحولنا الى محلليين وخبراء فى كل شىء وأى شىء المهم ان تدلو بدلوك وكأنها النظرية المنطقية التى تقول انا افكر فانا موجود .
فنحن لدينا مشاكل فى التعليم والصحة والمرور والرعاية الاجتماعية والثقافية والعشوئيات والبطالة وغيرها كثيرا .ونملك الخبراء والأكاديميين المتخصصين فى كل بند من مشاكلنا فماذا فعلوا غير الثرثرة والظهور فى التوك شو ومطالبة الحكومة او ادانتها .
برغم اننى لا أعفى الحكومة من المسئولية ولكن لانعدام الشفافية .وتغيب الحقائق عن المواطن . واهمال الحكومةلدورها وتركتة عرضة للاستقطاب من كل التيارات التى تتصارع فى جدالية لا تنتهى بدون ان تخطرة بحقيقة الأمور.
والأولى بها ان تخرج علينا بكل صدق وتوضح حقيقة ما نعانية وكيف نتغلب علية وماهى الخطط الطموحة لذلك والتمويل لتغيير ذلك الواقع ومحاسبة المقصر فى اداء عملة وقتها ستجد الشعب فى عضد الحكومة مساندا قويا.
وهنا اتعرض لموضوع التعليم على سبيل المثال.وان بعض الدول التى احدثت طفرات فى النمو الاقتصادى والعسكرى وحتى السياسى وفى كل مجالات نهضتها كان بسبب التعليم. ولذلك تضع تلك الدول التعليم فى أولوياتها وتوفر له التمويل وكل سبل الارتقاء والنهضة .
وبرغم ان العالم يعيش فى عصر التكنولوجيا والثورة المعلوماتية ونحن مازلنا نحارب الأمية وللأسف أمية القراءة والكتابة وليست الانترنت ومواكبة العصر المعلوماتى ولا دخلنا نادى البلدان النووية ولا حتى استفدنا من الهبات الطبيعية التى قدمتها لنا الطبيعه من شمس وانهار وبحار ومعادن ولا حتى أثارنا التى تعد ثلثى اثار العالم لم نستطيع توظيفها التوظيف السليم واللائق .
ولا يتأتى استخدام ذلك كلة الا بفضل العلم فهو الطريق الى الارتقاء والتقدم وقد فهمت الدول الغربية ذلك مبكرا واعطت البرامج ووضعت السياسات لنهضتها العلمية حتى استطاعت التفوق فى كل المجالات المختلفة .
ونعلم جميعا اننا لدينا قصورشديد وتخلف فى التعليم . فهناك فصول مكتظة بالتلاميذ ومناهج مركزية خاضعه للنظام الحاكم .وقلة عدد المدارس وخصوصا فى التعليم الاساسى برغم انه الركيزة الأساسية فى تشكيل الوجدان وتوجية العقل وبرغم ذلك يحظى بالاهمال الشديد .
ناهيك على المناهج والتى لا تساير لغة العصر واعتمادها على الجانب النظرى دون العملى وكذلك الفجوة الواضحة بين المناهج وسوق العمل وعدم ملائمتها للتطور العلمى فى العالم .وكذلك المدرس الذى تؤل الية كثير من الامور فى تدهور تلك العملية برمتها بعدما تحول الى تاجر بما يقدمة من علم ومعرفة لتلاميذة ولا يشغل رأسة سوى الدروس الخصوصية .
وعندما تدخلت الحكومة لتحسين احوالة ووضعت كادر وبرامج تدريبية لرفع كفائتة وقامت بزيادة دخلة وكل ذلك كان دون جدوى فى ان يحييد عن الطريق الذى رسمة وهو التجارة بمادتة ومواصلتة فى اعطاء الدورس الخصوصية واهماله فى الشرح داخل فصلة .حتى اعتمد كثير من الطلاب على تلك الدروس وأهمل دور المدرسة تماما مما جعل الطالب يقفد الثقة فى التعليم ككل وكذلك المدرسة .
ولابد ان يتحول الاهتمام بالتعليم الى قضية امن قومى لانة اساس التقدم فى كل المجالات وهو من يفرز العامل البشرى المؤهل لقيادة دفة الأمور على منهج علمى مدروس وخطط طموحة. وعلى الحكومة ان تعرف ان التعليم هو حجز الزاوية الأساسى فى التطوير الى الأفضل صحيا وعسكريا واجتماعيا وانة صمام الأمان لامننا القومى لو تم رعايتة حق الرعاية . ما نحتاجة لنتخطى كل عقباتنا ومشاكلنا هو احياء للضمير ومرعاة الله فيما نقدمة ونبذلة .هناك دول كانت فى ظروف اصعب منا بكثير ولكن كان لدى شعبها الارادة على التغيير والتحول الى الافضل ونحن نستطيع
ايها السادة يجب ان نعترف بمشاكلنا ويكون لدينا القدرة والارادة لتحدى تلك العقبات وان نحدد الأولويات لننتقل الى مصاف الدول المتقدمة ونحن نستطيع ان شاء الله
وحفظ الله الوطن

مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي

 

زر الذهاب إلى الأعلى