مقالات القراء

عبدالغني الحايس| يكتب : حفظ الله الوطن

عبد الغني الحايث

كان حلمي مثل كثير من شباب الثورة عندما خرجنا ضد مبارك فى اقامة حياة كريمة وتأسيس لعدالة اجتماعية حقيقية وكرامة إنسانية ومازلت عند حلمي أتطلع لتحقيقه .

والآن وبعد مرور تلك السنوات على ثورة 25 يناير مروراً بحكم المجلس العسكري حتى اعتلاء جماعة الإخوان على سدنة الحكم وصولاً إلى ثورة 30 يونيو وفترة الرئيس المؤقت عدلى منصور .

وخلال تلك الحقبة الزمنية لم تنتهى الصراعات الداخلية ولا المؤامرات الخارجية غاب عن الجميع 18 يوم فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر كانت فيها الأيادى متشابكة تشكل قوة وجرأة وتحدى للمستحيل وفرضاً لإرادة شعب أراد أن يتحرر من الظلم والطغيان .

وفعلاً تحرر من الظلم إلى الفوضى والإرتباك ودخل دائرة الصراعات والإنقسامات وانفصلت الأيادى المتشابكة وخارت القوى التى كانت ترهب كل الفاسدين والذين هربوا إلى الجحور خوفاً من الإنتقام والعقاب لم نسمع لهم صوتًا وكأن الأرض ابتلعتهم وانشغلنا بصراعاتنا وتفتتنا إلى أشلاء واعطيناهم الفرصة تلو الأخرى على الظهور ثم التقدم ثم التجرأ للإنقضاض ودخلنا دائرة أخرى سخيفة من الإستقطابات والإغراءات المادية .

وعرف البعض طريق المطار للذهاب إلى العواصم الأروبية لشرح تجربة ثورتنا البهية العفية وهى مازلت فى مخدعها يتشبث فى عنقها ألف يد تريد موتها ونحن كنا من تلك الأيادى بعد أن صرنا ائتلافات وأحزاب وصنعنا أبطال يطلون علينا عبر الشاشات يصولون ويجولون ويحكون عن بطولاتهم الوهمية وكأننا من عصر غير العصر وبالرغم من أننا شهداء على ذلك العصر .

تملكهم الكذب والخداع وراى كل فرد فيهم أنه البطل المغوار وبعد أن تردد على سمعه ملايين المرات أنها ثورة شباب رائع خرج عارى الصدور ليواجه الخرطوش والرصاص والغاز قدم نفسه للموت ليرفع رأسه ويقول أنا مصرى ولكنه خان الدم الذى سال عندما انصاع إلى الإنتهازيين وسار خلف المنفعة .

ليست جماعة الإخوان هى الأسوء وحدها إنما كان الجميع بنفس الدرجة من السوء فالكل يبحث عن مكاسبه وفقط ينظر تحت قدمية حتى عندما كان يشتد الوطيس ونضحي بأرواح شباب بلا فائدة فليخرج أحد وليقول للشعب ماذا جنينا من أحداث مسرح البالون ومحمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء وغيرها سوى الدم .

كان الجميع يتحرك مثل قطع الشطرنج يحركهم لاعب ماهر طرف ثالث لهو خفى مخابرات أمن دولة مصالح إخوان أحزاب إئتلافات اختراقات لكل الجبهات والإحلاف المهم أن الجميع وقع فى الفخ واستسلمنا لتلك اللعبة وفى كل حركة تكون المكاسب للطرف الغامض وتزداد معه حدة الإنقسام حتى بات الوضع أصعب مما كان .

جاءت الفرصة وقت انتخابات الرئاسة الأولى وألتف الشباب حول حمدين والبعض حول أبوالفتوح وخالد على و منهم من دخل للشهرة والتاريخ من أمثال هشام البسطويسى وغيره وعندما طلبنا ممن نحسبهم على ثورتنا الإذعان للعقل والحكمة وضرورة توحيد الصفوف غلبتهم انتهازيتهم وتخيلوا أنفسهم المنقذ لمصر المحروسة حتى خرجوا خالى الوفاض ووسط لعنات التاريخ عليهم فهم أول من فتتوا الشباب وأضاعوا ثورته وليس اللهو الخفي وليسأل فى ذلك حمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح .

وجاء الإخوان بعد أن تم تقسيم المجتمع المصرى إلى ثوار وفلول وإخوان وسلفيين وحزب الكنبة وبطبيعة الإنقسام أن يميل الحصان الرابح إلى بنى جنسه وفصيلته حسب التقسيم ولكن مرة أخرى يدرك المصريون جريرتهم ويستيقظون من غفلتهم ويطيحون بتلك العصابة التى استئثرت بالأمر دون غيرهم وكانت 30 يونيو ثورة شعبية حقيقية سيقف التاريخ أمامها طويلاً وظهر المنقذ الذى فوضة الشعب وطالبة بالترشح للرئاسة وبمجرد استجابتة للضغوط الشعبية خرج علينا أبطال مواقع التواصل الاجتماعى للإحتجاج رافضين ترشحة وكانهم أصبحوا أوصياء على إرادة الشعب ولكن هذه المرة فاز الشعب باختيار رئيسة حتى لو كان جنرالا .

ولكننا دخلنا فى دوامة أصعب تلك المرة ما بين جماعة إرهابية باغية أصابها السعار بعد سقوطها وبعد أن لفظها الشعب الذى خرج بالملايين يوم 30 يونيو وبين تيار ثوري أحمق لم يعد له فى الحالة المصرية بريق كسابق عهدة وغابت عنه الشاشات وقاطع كل فعل ديمقراطي استئثاراً بعقله المريض وكانه خلق فقط لكى يعترض ولم يحترم الديمقراطية التى ينادى بها .

ولكن وسط تلك الأجواء وتلك الإنقسامات من هذين التيارين البغيضين وليس ذلك سبة لهما لاعتراضهما إنما لأنهما فقط يريدون أن تسقط الدولة حتى تتحقق تطلعاتهما وفقط فنحن الأغلبية لن ننزعج من النقد الموضوعي البناء من خلال مؤسسات شرعية ولأننا جربنا الفوضي طوال سنوات من بعد 25 يناير وتوقف عجلة الإنتاج وتردى الوضع الإقتصادى وازدياد معدل البطالة وردائه الأحوال المعيشية والصحية والقصور الذى أصاب الوطن المريض جراء ذلك الشد والجذب .

كان لابد من الوقوف بكل قوة دفاعًا عن الدولة المصرية لبناء نهضتها والخروج من ذلك النفق المظلم وقد أصبح واضح للعيان عودة مصر إلى قوتها ودورها الإقليمي ومكانتها بين دول العالم .

وهنا أجدد دعمي الكامل للرئيس السيسي وبرنامجه الإصلاحي للنهوض بالوطن .

وحفظ الله الوطن .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى