مقالات

عبدالله إسماعيل| يكتب: نهاية حب أقوى من بداياته

عبدالله إسماعيل

 

كتبت فيها قصائد مثلها رقيقة، كطولها رشيقة، كسمارها إن أحببت في يوم السمار، كبياضها إن اشتقت في ليلة للنور، كعينها الواسعة التي تتأملني في حديثها و صمتها، كقلبها البكر الذي يتجدد في كل صباح تستيقظ فيه، كرحابها وترحيبها لي حين كنا نلتقي، كحروبها و نيرانها المشتعلة حين تخاصمني.

ﻷن لها دلالها الطاغي على قلبي؛ فقد طلبت مني أن أكتب فيها ديوانا ! فهممت بنشاط أنظم أبياته و أراسلها بما أنتهي منه. ثم تعذّرَ على شيطانة الشِّعر التي تزورني أن تُكمل وحيها الشِّعري، استجديت القصائد و رجوتها حتى أكتب محبوبتي قصيدة وراء أخرى إلى أن يتم لها ما طلَبت، فصارحتني حليلة الشعر بدايةً عن عَجْزها مُجاراة ما بي من كَلَفٍ و هوى و صَبْوٍ و جوى… هذه أسباب شيطانة شعري.

أما عني أنا؛ فبعد أن هددت وأقسمت برحمة جدِّها و عكّازه على الرحيل و حذرتني بعدم انتظاري بعد الذكرى الثانية لعيدها الذي سأخبركم عنه لاحقا – وقد رحلَت بالفعل – وددت أن أخبرها صراحة عن سبب عدم رضوخي لتهديدها و العودة إليها، فأنا لا أحب النهايات الغامضة، و لا يد لي في قدر شاء أن تكون النهاية تعيسة.

أسبابي كثيرة، منها الصادق و منها الكاذب، ومنها ثلاثة أسباب لم أفهم تصنيفهم يوما صدقا ولا كذبا ! فجعلتهم في منطقة وسطى رمادية و رتبتهم كأسئلة تدور في رأسي كلما نازعتني نفسي و لامتني لماذا لم ترجع لها وهي من هي ذات عذوبة وجمال وسحر ودلال :

– أول أسبابي هو أي شغف وتعلّق يجعلني أستبدل عيد لقائها بعيد هجري وأسميه عيدها؟

– ثاني سبب أي عشق هذا الذي يدفعني أن أعاتب أعمدة وأرصفة شارع كان يؤوينا كجارين لسنين سابقة ولم تخبرنا مرة تلك اﻷعمدة واﻷرصفة أننا يوما ما سنلتقي ونعشق؟

– وآخر أسبابي الثلاثة أي حب كنت أغرق فيه حتى أحسب عدد مرات استخدام شفرة الحلاقة منذ يوم موعدها؟ داومت العد حتى وصلت لأربعين مرة حلاقة ذقن ثم ضبط هندام ثم شراء ورد.. كما في ذلك اليوم، لكنها لم تأتِ في اﻷربعين ليلة التالية، وأعرف لماذا لم تفعل.

معاشر القراء اﻷعزاء، و الكتاب و اﻷدباء، الذين يطوفون على أرفف المكتبات لشراء دواوين الحب والغزل والوفاء، و روايات القصص عن الحب و اﻷمل والرجاء، قد عرفتم اﻵن أسبابي، فهل كان قرار البعد عنها صائبا أم لا؟

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى