أعمدة

عبد الرحمن يوسف | يكتب : انتخابات اتحادات الطلبة

 

عبد الرحمن يوسف

 

انتخابات الاتحادات الطلابية التى أجريت فى جامعات مصر، خلال الأيام الماضية، أثبتت أن المستقبل السياسى فى هذا البلد سيكون مختلفا عن الماضى وعن الحاضر، وسبب ذلك أن الغالبية العظمى من الطلبة المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين قد هزمت هزيمة ساحقة فى أغلبية الكليات، وفى أغلبية الجامعات، فى أغلبية المحافظات.
بالنسبة لى، هذا خبر سعيد جدًا، لأن مجرد التفكير فى مستقبل تحكمه أحقاد الماضى، وأفكار الماضى، ومعارك الماضى ينغص على كل محب لهذا البلد حياته.
إن المخرج الذى تبحث عنه مصر من الواقع السياسى المزرى الذى نعيشه اليوم لن يأتى إلا بتغيير الخريطة السياسية التى رسمت فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، تلك الخريطة التى يتحكم فيها مجموعة من العجائز، لا يملكون أى أفق أو أفكار للمستقبل، بل يعيش غالبيتهم فى فقاعة الماضى الكئيب.
جماعة الإخوان المسلمين جزء من الماضى، وعبء على الحاضر، وقيادتها اليوم لا علاقة لها بالمستقبل، ولا بد من توفير بدائل للناخب المصرى الذى يعانى من الرمضاء والنار، لا بد من توفير بدائل، وأن نقتدى بما فعله الشباب فى جامعات مصر.
هؤلاء الشباب الذين فازوا اليوم فى اتحادات الطلاب من حزب الدستور، ومن التيار الشعبى، ومن حزب مصر القوية، ومن سائر التيارات، هؤلاء هم قيادات المستقبل، سيخرجون إلى النور، ويترشحون فى النقابات والمحليات، وبعد قليل سيكون فيهم نواب برلمانيون، وسوف يتعلمون العمل الجماعى المنظم الذى حرمنا منه فى عهود الظلام، وسيتعرفون على مشاكل مصر من خلال اختبارات حقيقية واختلاط بالناس، ومن هؤلاء سيكون الوزراء والرؤساء والزعماء.
هؤلاء الشباب هم الثورة الحقيقية، لقد ترشحوا فى انتخابات الطلاب برغم المنظومة الفاسدة التى تحكم الانتخابات، «أعنى اللائحة الطلابية»، ورغم ذلك نجحوا، ولم يتصرفوا بسذاجة، ولم يقرروا مقاطعة الانتخابات الطلابية بدعوى فساد المنظومة، أو إضفاء الشرعية على النظام!
لقد قبل هؤلاء الشباب بقواعد اللعبة، وتقدموا بكل ثقة، وكانت النتيجة أنهم قد حققوا نصرا مبينا.
من حقنا أن نتفاءل، ومن حقنا أن نسعد بما حدث.
المستقبل القادم مشرق بهؤلاء الشباب!
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.

بقلم | عبد الرحمن يوسف

 

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى