أعمدة

عبد الرحمن يوسف | يكتب : هل صَدَّقتمونا الآن يا إخوان؟

 

عبد الرحمن يوسف

بعد نجاح ثورة يناير فى خلع مبارك كانت مصر بكل ما ومن فيها يدا واحدة على أعداء الشعب، كانت مصر يدا واحدة فى البناء، وكانت قلبا واحدا فى التفاؤل، وكانت موجة التفاؤل ترتفع حتى تكاد تبلغ عنان السماء، ومع الوقت بدأ كل فصيل فى جمع الغنائم التى يستطيع أن يصل إليها، ولا عيب فى ذلك إلا على من استخدم وسائل غير مشروعة، أو من فعل ذلك على حساب المصلحة العامة. فى ذلك الوقت كان الجميع يحاول أن يبدى قدرا من التعفف، وكان التوافق مطلبا يبحث عنه الجميع، على الأقل ظاهريا، ولكن بعد استفتاء مارس 2011، وبعد أن بدأ المجلس العسكرى يكشر عن أنيابه، وبعد أن هبت ريح انتخابات البرلمان الأول، ظهر للجميع أن نوايا جماعة الإخوان تتجه نحو استحواذ صريح كامل على السلطة. فى ذلك الوقت قلنا لقيادات الجماعة إن البلد لن يتحمل ذلك، فجماعة الإخوان لن تستطيع وحدها أن تحمل هذه التركة المثقلة بالديون، ومصر كذلك لن تتحمل أن يتصدر المشهد رئيس إخوانى، لذلك لا حل إلا باشتراك جميع القوى الوطنية فى المغارم والمغانم، وكان المتحدثون يتكلمون بدوافع وطنية مخلصة، لا بدوافع سياسية تنتهز الفرص.

كانت القشة التى قصمت ظهر البعير هى انتخابات الرئاسة، فقد ترشح السيد خيرت الشاطر، ثم جاء المرشح الاحتياطى د.محمد مرسى، فى إصرار واضح على أخذ كل ما تطاله يد الإخوان من السلطة.

قلنا لقيادات الإخوان إن مصر بوضعها الإقليمى والدولى لن تتحمل رئيسا إخوانيا، قلنا لهم إن الوضع الداخلى مضطرب، وحالة الاستقطاب مهيأة للتفاقم، وكل ذلك لن يسمح بوجود الإخوان كأغلبية فى البرلمان، وأغلبية فى مجلس الشورى، وأغلبية فى الجمعية التأسيسية، ثم بعد كل ذلك يكون منهم رئيس للجمهورية، سوف ينظر الجميع لهذا الأمر على أنه استيلاء على الدولة المصرية، ولن يتعامل أحد مع ذلك بروح «رياضية». للأسف.. لم يستجب لنا أحد، الآن.. وبعد أن رأت البلاد الويل، ونحن على مشارف إفلاس اقتصادى، وبعض أجزاء الوطن محاصر أمنيا وعاطفيا، وبعد أن ثبت أن مصر لا تتحمل كل هذا الطمع، هل صدقنا الإخوان المسلمون؟.. ما زالت هناك فرصة، وانتخابات رئاسية مبكرة تجرى هذا العام قد تكون حلا مثاليا يرضى الجميع، ويهدئ الأوضاع، ويحفظ ماء وجه الرئيس، خاصة بعد أن ثبت أننا أمام أزمة كبرى لا يعلم أحد كيف نخرج منها.. نسأل الله السلامة.

بقلم | عبد الرحمن يوسف

 

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى