رأي

عبد الغنى الحايس | يكتب : أم الشهيد

عبدالله

هل نحن شعب ينسى سريعا كل ألامه وأماله ؟

قابلت ام مكلومة على ابنها والذى فقدناه فى احداث الثورة الأولى 25 يناير .
كم كانت كلماتها موجعة للقلب .

مازلت الأم لديها أمل ان تتحقق كل مطالب الثورة حتى يهدأ قلبها ولتذهب الى قبر ابنها لتهمس له آن الأوان ان ترتاح فى مرقدك .

فقد اقتصوا من قتلاك واقتلعوا الفساد من جذوره .وجلاديك فى السجون يعانون الوحدة والألم .
ستكون سعيدا عندما ترى الفرحة فى الوجوة .أصبح للمواطن كرامة فى بلده .وينعم بالحرية والحياة الكريمة .
كم كنت اتمنى ان تكون بيننا الان لترى أحلامك تتحقق .نحن مدينون لكم بكل الفخر الذى نحياه .لولاكم لما وصلنا الى ماوصلنا اليه .

جلست الأم تسرح بأفكارها وتجلس صامتة شاردة وكانها تكلم ابنها لتحكى لة ما يتمنى ان يسمعه واكملت حلمها واملها وقالت .

لقد قابلت صديقك أحمد والذى كان معك فى الميدان . لقد أصبح محافظا .ولقد قابلته وهو يكرم أمهات الشهداء .لم يتمالك دموعة عندما رآنى وقد احتضنى وهو يبكى بشدة مازال يتذكرك .حتى انة قال أمام الحشد الهائل من الحاضرين .هذة امى التى لم تلدنى ووالدة صديقى ورفيقى بالميدان .حكى كثيرا من مواقفكم معا وكيف كنت جادا دائما وملىء بالأمل وتحفز زملائك على استكمال الثورة .وضروة الحفاظ على وحدة كل الكتل السياسية فى ائتلاف واحد يعبر عنهم وعن طموحاتهم مع من يقودون البلاد مؤقتا. وان تنحوا اليأس جانبا حتى تتوحد صفوف الشعب ورائكم لا تتناحروا حتى لا تنقسموا وتتفتت وحدتكم ولتحققوا مطالبكم المشروعة كاملة .
أبنى الحبيب لقد مر على رحيلك خمس سنوات ومازلت أكرم فأنا والده الشهيد البطل .فقد اعطتنى الحكومة معاشا يكفينى والحمد لله كما وفرت لى الرعاية الصحية وكل طلباتنا تلبى فورا وقت ان نطلب او نريد تكون الاستجابة سريعة لكل أمهات وأباء الشهداء .فلا تقلق على .ولكنى افتقدك مازلت أتمنى ان تعود الى الحياة لترى مصر بعد كل تلك السنوات كيف أصبحت .
اليوم يحكمنا رئيس لا يحكم سوى مدتين .وأصبح لدينا دستور يلبى كل امال وطموحات المصريين . ومجلس برلمانى يشرع ويراقب الحكومة وقرارات الرئيس
بالأمس وقف نائب دائرتنا واصغر نائب فى البرلمان والذى كان زميلك فى الجامعه محمد يرفض برنامج الحكومة ويجمع التوقيعات لاسقاطها لانها لم تلبى مطالب الشعب وقد تحقق لة ما أراد .وتم تشكيل حكومة جديدة
لم يعد لأحد حصانة مطلقة .ونتعامل مع الوزير كأى موظف عمومى .حتى احمد صديقك المحافظ لمحافظتنا كان قد نجح فى انتخابات اختيار المحافظ .وكل شىء فى مصر اصبح بالأنتخاب .
كما اخبرك ان قريتنا الصغيرة تم رصف طريقها الترابى وأصبحت المياة النظيفة متاحة طوال اليوم كما تم عمل شبكة صرف صحى والكهرباء كذلك لم تعد تنقطع ابدا . وقريبا سيتم الانتهاء من افتتاح المكتبة العامة الخاصة للقرية وستكون ملحقة بمركز شباب القرية .لقد أصبحت قرية نموذجية كما كنت تحلم دائما .
واخوك خالد دخل كلية الشرطة بدون اى محسوبية بعد ان نجح فى كل الاختبارات .
والشرطة لم تعد كما كانت اصبحت لخدمة الشعب لا سيدا على الشعب .
فاكر المستشفى العام فى المركز لو شفتها الان مش هتصدق أصبحت نظيفة وحضارية وبها كل الأجهزة الطبية وتقدم كافة الخدمات العلاجية لكل المرضى . لقد تطورت المنظومة الصحية تماما وتم بناء مستشفى فى كل قرية لم نعد نسافر الى المدينة للكشف أو العلاج كل شىء أصبح متاح فى قريتنا وكل المواطنيين أصبح لهم تأمين صحى ولم يعد هناك اهمال فى المستشفيات .وتم عمل شبكة طرق جديدة وقلت الحوادث بنسبة كبيرة وكل الشوارع مراقبة بكاميرات المراقبة .وقلت الجريمة وينتشر الأمن والأمان فى ربوع المحروسة
ياترى يا ابنى انت سامعنى عايزة اطمنك على مصر .احنا عندنا فعلا جيش قوى دلوقتى اصبح بيصنع غالبية تسليحة من الأسلحة وقريبا سيتم التصدير الى الدول العربية والأفريقية .واصبحت لدينا نهضة فى كل المناحى ويتم العمل فى كل المحاور لتسهيل حياة المواطن وخدمتة ليتحقق بحق شعار ثورتكم عيش .حرية .كرامة انسانية
فاكر دبى فى رونقها الجميل وأبراجها الشاهقة وطرقها وبنيتها التحتية دلوقتى كل رؤساء الأحياء والمدن والمراكز بيشتغلوا بجد وبخطط مدروسة كويس وأولويات بيحققوها وكل واحد منهم عايز يكون الحى او المدينة اللى هو مسئول عنها زى دبى وكل عام يتم اختيار رئيس الحى او المدينة او المركز الفائز وتكريمة وغالبا بيرشح نفسه بعدها على مقعد المحافظ فى الانتخابات التالية .
و بيقام مسابقة كل عام لأختيار أجمل محافظة فى التنسيق والنظافة وتلبية احتياجات المواطنيين وحل مشاكلهم لم يعد هناك أمية ولا بطالة الكل بيشتغل زى خلية النحل والجميع أصبح لدية ولاء وانتماء قوى جدا لمكان عملة واقامتة ولبلدة .
كل شىء فى البلد تحكمة قوانيين تسرى على الجميع والكل سواء أمام القانون لا استثناءات لأحد حتى الرئيس .
كما اننا اصبحنا نصدر للخارج الكثير من انتاجنا فالصحراء الصفراء تحولت الى بقعة خضراء يملئها الخير وخرج المواطنيين من الوادى الضيق الى رحابة الوطن يقطنة ويعمرة وجارى العمل على ممر التنيمة حلم د فاروق الباز .
كما أصبحت صناعتنا تنافس الدول الكبرى .لقد كانت خطة الحكومة الجديدة ان تعلن على نهاية العام سداد كل ديوننا الخارجية وزيادة الاحتياطى النقدى وارتفاع معدل النمو والحد من تدفق العمالة الأجنبية والوصول الى ان تكون نسبة البطالة 5% وان تسهل على المواطن قضاء مصالحة عن طريق الانترنت (الحكومة الأليكترونية )
كل شىء تطور ويتطور الكل يعمل وبجد واتقان .

كما أصبح لدينا خمس احزاب سياسية كبرى يتنافسون دائما بقوة واصبح غالبية المواطنيين مندمجين مع تلك الأحزاب ولدينا فعلا حياة ديمقراطية حقيقة وتداول للسلطة .

اصبحت مصر كما تمنيت فلترقد روحك بسلام لقد صنعت ثورتكم مجدا سنظل نتفاخر بة مدى الحياة وانا أم الشهيد .
حفظ الله الوطن ورحمكم الله رحمة واسعة.

زر الذهاب إلى الأعلى