رأيمقالات

عبد الغنى الحايس يكتب | المربع صفر

 

DSC00664

لا شك أن هناك من يريدون ويسعون الى العودة الى المربع صفر حتى يشيعون ‏فشل النظام الحاكم ‏
فهم لا يتورعون فى استخدام كل الأدوات امامهم بنشر الاكاذيب والفوضى والشائعات ‏ويصدقهم انصارهم ويسعون ورائهم بدون عقل أو تفكير ، فما يشغلهم فقط هو سقوط ‏المعبد حتى لو على رؤسهم .

 
يسعى هذا الفريق المغيب العقل والحس والإدراك الى اثبات صحة نظريته ولو على ‏حساب مصلحة الوطن العليا وعاتق مواطنيه ، ومما لاشك فية ان هناك واقع نعيشه على مدار السنوات السابقة ونعرف حجم ‏التغيير الذى نسعى الية وندركه وخصوصا بعد سنوات من تنحى المخلوع او بعد فترة ‏من السوء فى عهد المعزول .
ولكن علينا ان ندرك حقيقة العقبات التى ستواجهنا حتى نستطيع العلاج ‏وتخطى تلك المحن ، فالجميع يعرف تدنى الوضع الاقتصادى والصحى والتعليمى والخدمى ‏وسوء الوضاع على كل الأصعدة والصعود الى الأمام يحتاج الوقت والجهد والارادة ‏والاموال ونشر الامن والامان حتى يحدث الاستقرار الذى يصاحبه الاستثمار وتحقيق ‏النهضة الشاملة .‏

ورغم ذلك نخرج من عنق الزجاجة ونسعى الى زراعه الاف الافدنة بل وملايين وبناء ‏وحدات سكنية وتنمية مشروع قناة السويس وتنمية القرى الاكثر فقرا وغيرها من ‏المشاريع الكثيرة والتى تهدف الى اسعاد حياة المواطنين ، ولن يتم ذلك فى لحظة ولا فى ‏عام واحد ، بل بالخطط الطموحة للوصول الى الأفضل مع الاخذ فى الاعتبار حقيقة ‏ما كان وما سيكون حتى نعرف الفرق .‏

لكن تهب ريح عاتية تهدف الى اقتلاع تلك الأحلام ، فنرى دعوات لمقاطعة الانتخابات البرلمانية من احزاب كرتونية لا تملك ظهيرا شعبيا ‏حقيقيا وانما اشخاص لا يتعدوا اصابع اليد يثرثرون واعلام يصغ الى افكارهم المشوشة .‏

وكان صيد بعض المترصدين ثمين عندما سقط وزير فى حكومه محلب وتمت اقالته والقبض علية ‏واعلان حرب ضروس على الفساد ويجب ان نرى مشهد القبض على ذلك الوزير ‏والطريقة التى تحدث لأول مرة بأن ليس هناك احد فوق القانون والمحاسبة ولكن ‏المتصيدون لعب بهم خيالهم الى ابعد من الحقيقة وهكذا يعيشون فى وهمهم مع ان القيادة ‏السياسة لا تسمع ولا تصغى الا لصوت العقل ومصالح المواطنين .‏

ثم تظهر دعوات للتظاهر ضد قانون الخدمة المدنية مع ان الجميع يعلم مدى فساد الجهاز ‏الادارى وان الغرض النهوض به دون المساس بحقوق العاملين او تسريحهم ولكن خيالهم ‏المريض يؤجج المشاعر ويلعبون على عقول الناس بما لن يحدث حتى يخلقوا بلبلة ‏ويرسلوا رسالة للعالم بأن مصر غير مستقرة .

لكن الدولة لهم بالمرصاد فلن نعود ابدا الى ‏المربع صفر طالما مائدة الحوار لن تجدى مع هؤلاء .
خلاصة القول كل ما اطلبه ضرورة ادراكاللحظة الفارقة التى يعيشها الوطن ‏وألاننجرف الى السقوط فى الهاوية فكل بناء يحتاج جهد ووقت وان نفكر بعقل ‏بعيدا عن اى تحزبات سياسية وان نعلى مصلحة الوطن فوق كل اعتبارات ومكاسب ‏شخصية

على الأحزاب السياسية ان تعى خطورة تلك المرحلة وان تسعى الى بناء نفسها حيث لن نتقدم سياسيا بدون نهضة تلك الاحزاب وان تخرج من قوقعتها الى ‏رحابة الشارع الفسيح للتعرف على كل ما يهم المواطن وتكون بحق لسان حاله بدلا ‏من حالتهم الكرتونية .‏
نحن نملك الارادة كمصريين شرفاء وسنسعى الى تحقيق أحلامنا ونهضتنا مهما كانت النتائج ‏ومهما كانت العواقب وسنصل الى ما نريد ان شاء الله .‏
وحفظ الله الوطن والجيش وكل مؤسسات الدولة قوية صلبة .‏

 

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأى مؤسسة الشرقية توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى