رأيمقالات

عبد الغنى الحايس يكتب | ثورة محظورة النشر

عبد الغنى الحايس

 

ذهبت إلى حفل توقيع كتاب صديقى العزيز محمد عبد الغفار ” ثورة محظورة النشر ”  وأثناء طريقى الى حضور حفل التوقيع وأنا مشغول ، لماذا لم تجنى الثورة ثمارها ؟ ولماذا هى ثورة محظورة النشر كما أطلق عليها محمد عبد الغفار فى مؤلفه ؟

ولماذا لم يكتب لها الإنتصار فى مطالبها المشروعة و التى صاغتها بدماء شهدائها ومصابيها وأجيج وقودها من الشباب ؟

 

وصلت الى الحفل ووسط نخبة من شباب الثورة ومفكريها ولكنهم مازالوا يتناقشون هل هى ثورة أم إنتفاضة ؟ وهل هى ثورة تم إغتيالها أم ثورة تم وأدها ؟ هل هى ثورة تم تقويضها أم تم الغدر بها وبشبابها  ؟

أردت أن أصرخ بأعلى صوتى فلتصمتوا فلقد كرهت كل تلك الثرثرة فمتى تعلنون الحقيقة وأننا بعد خمس سنوات من ثورتنا والنتيجة لا شىء ، لا عيش ولا حرية ولا كرامة ، فكيف نحتفى بثورة لم تنجح فى تحقيق مطالبها بل شعارها الذى التف الشعب من اجل تحقيقه .

 

تارة تحملون الشباب بإنقسامهم مسئولية تلك النتائج ، وتارة يتحملها من أنقض على الثورة لتحقيق مأربه بدون النظر الى ما قدم فى سبيلها من تضحيات .

لماذا يجب علي أن أستمع إليكم الآن ؟ فأنتم لم تكفوا قط عن الكلام منذ إندلاع ثورة يناير وحتى الآن ، وأنقسمتم على أنفسكم ومن أجل إنتهازيتكم ، وفقط لم تبالون بما يحدث للشباب فى الميادين فتارة هم رائعون وأخرى عملاء وخونة ويريدون هدم الوطن بمؤسساته .

هل تتذكرون جمعه قندهار وأحداث محمد محمود الأولى والثانية ومسرح البالون ومجلس الوزراء وماسبيرو وأحداث العباسية وكل الاحداث المؤلمة ، يجب ان تراجعوا مواقفكم اولا سوف تجدون لماذا إنتكست الثورة وتراجعت  .

حتى الشباب الذى سمع كلمات الاطراء ملايين المرات على مسامعه طوال الوقت هو الاخر وقع فى نرجسيته وأنقسم الى أشلاء ولم يبقى من يناير سوى ثمانية عشر يوماً فى الميدان .

فالثورة ليست محظورة النشر ولا فى الانعاش ولا تم الغدر بها واغتيالها فهى فى رأيى لم تكتمل إلى ثورة كاملة ، تحكم فتطاع بل تكالب عليها الجميع وتصور الكل أن الثورة إنتصرت برحيل مبارك برغم أنه يوجد ألف ألف مبارك يصولون ويجولون ويتحكمون ويحكمون ، إختفيتم برهة من الوقت حتى عادوا إلى الإنقضاض بكل ضراوة وحتى كان ما كان بسنة كبيسة من حكم الاخوان إلى الخروج عليهم وإنهاء حكمهم وهذا ما إعتبره إنتصار ليناير .

أعترف ان الثورة غيرتنى انا شخصيا وخرجت من كبوتى الى رحابة العالم حتى لو كان يضيق بنا الان سنخلق لأنفسنا مساحة لنتنفس ونصرخ ونعلن عن انفسنا بكل قوة ومهما كانت ديكتتاتورية أى حاكم فقد تم كسر حاجز الصمت والخوف الى غير رجعة وهذا ما أعتبره الإنتصار الوحيد لثورة 25 ينايرحتى الآن  .

وبرغم ذلك لم أبالى بما يقولون وإنما إختلست الوقت لأقرا كتاب صديقى عن ثمانية عشر يوم ثورة وكانه يتكلم عنى وعنك بل وعن المصريين ، كتاب يؤلفه ثورى مصرى من بين ملايين المصريين ومثل ملايين المصريين يصف شعوره وأحلامه وأمنياته وتطلعاته بوطن يتسع ويضم ويحنو على الجميع .

خلال السباحة بين ضفتى الكتاب وأنا لا استطيع أن أتخلى عنة لانه يتكلم عنى أنا وليس عن صديقى بل عن كل مصرى أخلص النية والعزم على التغيير وحب الوطن ، مواطن عاش جبروت دولة متمثلة فى حكامها حتى أسقط كل هؤلاء بصدور عارية وسلمية كاملة حتى تغنت الشعوب من حولنا بالمصريين وبالشباب الرائع الطاهر النقى السلمى الذى اسقط تلك الطواغيت من الفراعين بسلميتهم وهدير حناجرهم .

ولكننى مازلت أرى أن 25 يناير لم تمت فى نفوس صانعيها وسيظل هديرها يحلق فى سماء الوطن مهما فعلوا ، ويكفينى فخراً أن كنت بين جحافل هؤلاء الملايين أهتف بأعلى صوتى عيش حرية كرامة انسانية .

 

الآراء المنشورة تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأى الشرقية توداى 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى