رأيمقالات

عبد الغنى الحايس يكتب | حوار غير مكتمل

عبدالغنى الحايس

 

 

خرجت من صلاة الجمعة وامام باب العمارة التى نقطن فيها .اوقفنى أحد السكان .وقال لى هو صحيح ناويين يشيلوا السيسى ؟

فقلت له من إدعى لك ذلك ، ومين اللى هيشيل السيسى أصلا ؟

فأجاب ، هو أنت مش ناشط سياسى وعضو فى حزب من أحزاب الثورة ؟

و لأنه قال فى خطابه”  أنا مش همشى ولن أتركها حتى أموت أو تنتهى مدتى وأن لا نسمع سوى كلامه هو فقط وأنه الوحيد العالم بمشاكل الوطن وهو بذلك يلغى دور الحكومة والبرلمان ويجمع السلطات كلها فى يديه ، وأنه بذلك يخالف الدستور كما فعل مرسى من قبل ؟

فقلت له ” حضرتك لازم تفهم الخطاب من سياق الحديث ، والرجل جاء بشبه إجماع شعبى ، وهو كان يخاطب الجميع ورسائله موجهة لأخوان الشر الذين يسعون إلى هدم الدولة ،  وأنه بوطنيته وعقيدته العسكرية لن يهرب من تلك المعركة والتى أخذ تفويض من الشعب بمواجهتها ، وأن كل الملفات الشائكة على مكتبه ويتعامل معها ويعطى تعليماته لكل أجهزته التنفيذية بالعمل على إزالتها ، وأن المواطن البسيط هو من أهم أولوياته ، ويسعى لتحقيق شعار الثورة عيش وحرية وكرامة إنسانية .

ولك أن تنظر الى الجانب الإيجابى فمنذ أن تولى حتى الآن وقد تغير الكثير إلى الأفضل وتستمر الجهود للوصول إلى تحويل الحلم الى عمل ، فلتنظر إلى شبكة الطرق ومشروع قناة السويس والعمل على القضاء على العشوئيات وبناء مساكن جديدة فى كل بقاع الوطن وتعمير الصحراء وزراعة ملايين الأفدنة والدخول فى شركات مع دول وشركات عملاقة من أجل الاستثمار فى مصر والقضاء على أزمة الكهرباء والطاقة والعمل على تطوير التعليم والحث على تجديد الخطاب الدينى وتطوير منظومة الصحة وغيرها كثير وكثير ومازال العمل يسير بخطوات سريعة للوصول الى الهدف وكل ذلك يحتاج كثير من الوقت والجهد والعرق والتكاتف الذى ينشدة من المصريين جميعا .

كما لك أن تتخيل تغير صورة مصر بعد 30 يونيو وإعتراف العالم بثورة الشعب المصرى وعودة مصر الى دورها الريادى على المستوى العربى والافريقى والدولى .

كذلك رحلات الرئيس المكوكية لتوثيق علاقاتها بدول العالم أجمع ،  رحلاته الى الصين وروسيا واليابان والمانيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة وفى أفريقيا ومع الدول العربية الشقيقة وغيرها من الرحلات ، والتى أعادت لمصر وجهها الحضارى وريادتها .

وأثناء حديثنا توالى حضور بعض السكان أثناء كلامى مع صديقنا والجميع  يسمع وعندما تمهلت فى الحديث كانت فرصة للمقاطعة من البعض بتوجيه الاسئلة

فقال احدهم ” لقد وعد بمحاربة الارهاب ولكن لم تنتهى شرور الإرهاب وجنودنا يقتلون بدم بارد يوميا فماذا لو غير هؤلاء الارهابيون قناعتهم باستهداف الشرطة والجيش الى استهداف المدنيين وقتها ستكون الضحايا بالعشرات

ياسيدى كلنا شركاء فى الحرب على الارهاب وليس الجيش فقط والشرطة فأنت وأنا مسئولون بالحفاظ على الأمن بإبلاغ الجهات المسئولة وقت أن نلاحظ شىء مريب ، فمعظم هؤلاء القتلة يعيشون بيننا ويصولون ويتجولون بيننا وقد تفاجأ ان ذلك القاتل تعرفه وتعايشت معه ولكن أفكاره المسمومة التى لم نلاحظها هى من قتلتنا جميعا ونحن نملأ الدنيا صخب لو تم القبض على شخص مشتبه به بأنه شيخ وصاحب اخلاق عالية اوطالب جامعى او موظف حكومى وتفاجأ من التحقيقات أنه ‘رهابى ينتمى إلى فكر القتلة ، فكل هؤلاء يعيشون بيننا ونحن نحارب عدو مجهول ولكن بتعاونا جميعا سنكشف عنهم النقاب ونقضى عليهم .

وقال آخر بالنسبة إلى أزمة الدولار والتى تؤدى إلى غلاء الأسعار وعدم قدرة الدولة على توفير الدولار وتوقف بعض الشركات لعجزها عن توفير مستلزمات إنتاجها المستوردة هل ترى كل ذلك من فعل الأخوان كما يدعى انصار الرئيس ؟

فى البداية لابد أن نعرف ما هو سبب أزمة الدولار وتراجع الجنية المصرى ، وسوف نجد ان السياحة بعدما توقفت وكانت عامل مهم فى توفير جزء من الدولار وتراجع التصدير وهذا يجعلنا نسرع فى تشغيل المصانع المتوقفة وزيادة الانتاج والعمل على إنتاج غذائنا ودوائنا فى مصر لأننا نستورد اكثر من 75% من الغذاء والدواء ، والبنك المركزى هو المسئول ، وقد وضع سياسة نقدية للحد من الأزمة صحيح تأثر بعض رجال الأعمال وتوقفت اعمالهم ولكن كان ينبغى ضبط السوق ومحاربة السوق الموازية (السوق السوداء ) و يجب علينا أن نعمل ونعمل بجد وننشر الأمن والامان لجذب مزيد من الاستثمارات وعودة السياحة للقضاء على تلك الأزمة وضبط السوق والاسعار .

ثم تدخل آخر وقال لو الحكومة والأمن كانوا مستيقظين ما تم ضرب السياحة ولا وقعت الطائرة الروسية ؟

ممكن يكون هناك تراخى أمنى ولك أن تعلم أن الأمن مشتت فى كل النقاط ورغم ذلك يقوم بدورة بدون تخاذل وإنما ما حدث هو مؤامرة مدبرة لهدم الدولة وتركيعها وشغل مخابراتى على أعلى مستوى إستطاع أن يجند ما نظنهم أخيار ، وامريكا نفسها تم ضربها فى مركز التجارة العالمى وفرنسا وكينيا ونيجيريا والعراق يوميا ، نحن نحارب ويجب علينا أن نكون أكثر يقظة لحماية الوطن بكامله .

 

وتدخل آخر وقال إنت عجبك إرتفاع الأسعار الجنونى وفواتير الكهرباء التى لا تطاق وإرتفاع أسعار المواد البترولية ؟

أنا معاك إن فيه إرتفاع فى بعض الأسعار وده من جشع التجار و الحكومة بتعمل على ضبط الاسعار بفتح مجمعات إستهلاكية وسيارات تجوب المحافظات بأسعار مخفضة وبرتوكول مع أصحاب السوبر ماركت لتخفيض الاسعار ومنظومة التموين والخبز كل دى محاولات تشكر عليها الحكومة برده ، وإحنا فى ظرف إستثنائى وعندنا عجز فى الموازنة وبنستورد غالبية إحتياجاتنا ولكن كل ده هيتغير عندما تدور العجلة وينتعش الاقتصاد .

فيرد شخص كان دائم المقاطعة وقالى سيبنى بقى اتكلم شوية إنت قاعد ترسم الدنيا وردى وجميلة شكل حضرتك بتاخد أوامر ولا شغال فى الاتحادية ، يابيه الناس مش لاقية تاكل العيش الحاف

وقطعته إزاى وهم نفس الناس اللى بتروح تبدل بدل الخبز سلع تموينية وهما نفس الناس اللى فيهم اكثر من 3.5 مليون لا يستحقون الدعم وبيحصلوا على دعم .

أنا عندى إستعداد أقولك مشاكل من هنا للصبح ، حالة الانقسام المجتمعى اللى كل يوم بتزيد ، وفساد المحليات ولا مافيا رجال الأعمال ولا رجوع نفوذ رجال مبارك ، إحنا بنتكلم انهاردة وكأننا يوم 24 يناير 2011 مفيش حاجة إتغيرت بل من سىء إلى أسوء تعليم وصحة ودروس خصوصية وغلاء وكإن مصر شاخت وهرمت وأصبحت عجوز وكل دة بسبب المتسلطين والانتهازين من حكام وحكومة واحزاب واعلام والشماعة بتاعتهم الأخوان

أقول كمان يا بية ولا كفاية كدة .

لا كفاية كدة لكن أنا هرد على كلامك كلمة كلمة وبالعقل والمنطق والناس دى كلها تشهد .

لا ياسيدى أنا مش عايزك ترد ولا عايز حد يقنعنى بحاجة أنا مقتنع بالواقع اللى أنا فيه هتقعد تجمل الواقع لا أنا كل اللى طالبه إن البلد ينصلح حالها .

ربنا يصلح حال البلد بس ياريت تتفائل فمازال فى الافق نور .

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى