مقالات القراء

عبد الغني الحايس| يكتب: لمحة من عصر السادات

عبد الغني الحايس

كان السادات نائب الرئيس عندما توفى عبدالناصر وهذا ضمن له تولى القيادة وهو محاط بكل رجال عبدالناصر الأقوياء والذين يملكون كل مفاصل الدولة ولا يعيرون السادات أى اهتمام.

حتى جاءت اللحظة التى ذهب فيها ضابط المخابرات طه ذكى إلى السادات في بيت الجيزة يحكى له عن المكالمة التى سجلها لشعراوى جمعة وهم ينون أن ينتهوا من السادات وكانت ثورة التصحيح القضاء على جميع رجال عبدالناصر ومبادئه الاشتراكية وتطبيق الرأسمالية التى يرى فيها خلاص البلاد.

وتم محاكمة الرجال وخرج السادات في مشهد تمثيلى يحرق الأشرطة ويكسر باب الزنانيين ليعلن انتهاء عصر الاعتقالات بعيدا عن القانون والحرية وبدأ يمحو بالأستيكة كل ملامح عبدالناصر الذى كانت تحاوطه في كل مكان.

وبدأت الحركة الطلابية تضغط على السادات لغسل هزيمة النكسة فما كان من السادات أن تبنى الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية فى مواجهه اليسار والشيوعيين.

ودى حاجه المفروض يتحاكم عليها لما عنيناه حتى الآن من تلك الخطوة وكان كل همه دعم الحركة الإسلامية فى سحق التيارات اليسارية والشيوعية ومن يؤمن بعبد الناصر .

حتى كانت الواقعة والصدام باعتصام الطلاب الناصريين بالقاعة الكبرى في جامعه القاهرة وبدأت المواجهةه بين الجماعات الإسلامية والطلاب حتى أنهم استعانوا بشباب من خارج الجامعة لسحقهم بتواطؤ من الأمن نفسه .

وذلك يوضح أن السلطة كانت وراء تغذية الجماعات الإسلامية وبدعم شخصى من السادات وأطلق كل سجناء الإخوان المسلمين من السجن واعتمد عليهم لأن ليس له ظهير يحميه أصلاً .

وأطلق على نفسة الرئيس المؤمن وتمت عملية أسلمة مصر وبداية ظهور الجماعات الإسلامية في مصر.

وكانت جماعه الإخوان المسلمين تحاول تغذية تلم الجماعات وتقدم لها كل الدعم حتى حدث انشقاق بينهم وظهرت أسماء لهم مختلفة وإن كان هدفهم الأساسى إقامة دولة إسلامية وظهرت الأجنحة العسكرية وضرورة التغيير بالقوة .

وهناك ضغط على السادات في ضرورة الحرب حتى لو كانت محدوده لاستعادة الأرض وقد كانت حرب أكتوبر والنصر.

وقد حول ذلك السادات إلى فرعون بمعنى الكلمة وتم تعيين مبارك نائب الرئيس وذهب السادات إلى أمريكا ليعلن الانفتاح والذى قال عنه أحمد بهاء الدين أنه كان سداح مداح ولكن السادات كان يرى أنه لن يكون حليفا قويا لأمريكا إلا بهذا الانفتاح والذى كان نقمة على مصر حتى الآن .

لأننا اعتمدنا على الاستيراد على حساب التصنيع المحلى ولكم أن تتخيلوا النتائج وظهور طبقة أغنياء فاحشة الثراء والهجرة الجماعية من المصريين الى دول النفط وظهور الإسلام الوهابى وغياب وسطية أزهرنا الشريف .

ثم تراكمت الديون الخارجية حتى اضطر السادات إلى وقف الدعم وحدثت انتفاضة يناير 78 وذهبت كل وعود السادات لشعبة أن كل مواطن سيكون لدية فيلا وسيارة وان الخير سيعم البلاد عام 79 وكانت أحداث يناير 78 وتحولت مصر إلى خراب وأمر الجيش بالنزول للسيطرة على الشعب بعد فشل الشرطة في حفظ الأمن.

وعاد السادات عن قراره وسمى ما حدث انتفاضة الحرامية وحوكم اليساريين بتلك الانتفاضة ويأس الشعب من أحداث التغيير
وبدأت الجماعات الإسلامية تطفو بقوة بخطف الشيخ الذهبى واغتيالة واعلان جماعه التكفير والهجرة مسؤليتها عن الحادث بقيادة شكرى مصطفى والذى أخرجه السادات من سجون عبدالناصر وبفضل ترك السادات لهم الحرية استقطبوا كثير من أفراد الشعب وهم ينتهجون العنف بحرق محلات الخمور والفيديو والبارات ومهاجمة الكنائس والتعرض للأقباط …….الخ .

وكان العنف طريقهم في تحقيق الأهداف لإقامة دولة دينية  وتوالت الأحداث في عصر السادات عندما أعلن فى مجلس النواب نيته الذهاب إلى القدس وقد تم ذلك فعلا وخطب في الكنيست الإسرائيلي وانقسم المصريين بين مؤيد ومعارض وكانت كامب ديفيد ومقاطعة عربية كاملة لمصر وكانت العزلة المصرية العربية .

ووسط صمت من الإخوان المسلمين واتهام لهم بالخيانة من الجماعات الإسلامية ووسط تصفيق من الجيش لموقف السادات حتى تنتهى تلك الحرب وحصول مصر على دعم عسكرى من أمريكا وحتى الآن وما تشكل من جرح لنا وتهديد بقطعها كما حدث في عهد السيسى ونحن الآن خرجنا من عبائتهم ونعتمد فى التسليح على التنوع بين مختلف الدول.

ومازالت معاهدة السلام قائمة وكانت المعارضة فى الداخل شديدة ومن كبار رموز مصر الذى أمر وزير داخليته باعتقال كل الأصوات المعارضة وكان القمع الشامل بالقبض على أبرز رموز مصر وايداعهم في السجون حتى يستلم باقى الأرض فى 85 .
حتى البابا شنودة الثالث تم تحديد إقامته في وادى النطرون أثناء أحداث الزاوية الحمراء وإصدار قرار جمهورى باقصائه.

وكل تلك الظروف ساعدت في التخلص من السادات وتلك حكاية تحتاج تفصيل لا وقت لها الان .وقتل السادات بين أبنائه من الجيش أثناء العرض العسكرى وكان نيتهم عمل انقلاب عسكري مسلح لإقامة دولتهم والحمد لله انه فشل وتم السيطرة على الموقف وبدأت المطاردة بين الدوله وتلك الجماعات.

وانتهى عصر السادات ولم ينتهى العنف أو تم القضاء نهائيا على تلك الجماعات المتطرفة حتى الآن وهو المسؤل لأنه هو من تبناهم على العموم مصر أقوى.
وتحيا مصر

 

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى