عبد الله إسماعيل | يكتب : أوراق الدومينو
سأبدأ المقال هذه المرة بكلمات من المفترض أن تكون خاتمة ؛ وذلك لمدى أهميتها , فأقول :
لسبب واحد فقط ؛ وهو ألا تدخل البلاد في حالة صراع ينتهي بسقوط مؤسسات الدولة مثل سقوط أوراق الدومينو تباعاً , ودخول مصر في حكم ميليشيات وجماعات مسلّحة تسليحاً خفيفاً (حجارة , سيوف , مولوتوف) أو تسليحاً متوسّطاً (خرطوش , آلي , هاون) , وترك الأسلحة الثقيلة للقوات المُسلحة , حيث يعود مجلسها الأعلى لمنصب الرئيس الفخري لمصر ويبقى اهتمامه بالثكنات , وذلك حتى لا نُعيد الكَرّة مع الهِتاف الشهير (يسقط حكم العسكر) .
إن كنت تنتمي لأي فصيل سياسي أو تنظيمي , فتجرّد لدقيقة من انتماءك الحزبي أو غيره أياً كان , واقرأ بعين المواطن المصري , وافهم بعقل القارئ المتعلم , واستوعب بعقيدة المسلم أو المسيحي المشتركَيْن في عبادة إله واحد هو رب العالمين سبحانه وتعالى .
إن كنت متعقّلا وترى أن العقل والحوار هما الوسيلة المُثلى للوصول إلى نتائج مفيدة , وترى أن اللجوء إلى العنف هو وسيلة ضعيفي الحُجّة وقليلي القُدرة على التعبير .
إن كنت تحترم الآخر , وترى أن المنافسة بين التيارين الليبرالي والإسلامي متاحة ومشروعة في ظل الإحتكام إلى آليات الديموقراطية عبر الإنتخابات والصندوق كما يقرر الشعب .
إن كنت تؤمن بضرورة التجاوب والتفاعل مع الثوار المُتَعقلين من مؤيدي التيار الليبرالي أو التيار الإسلامي , والمتمسكين بالثورة السلمية فقط بدون اللجوء إلى العنف ؛ لأن هؤلاء هم من يضغطون ويطلبون ويبذلون للحصول على حقهم وحق غيرهم , ولأن هؤلاء هم من بدأوا ثورة الخامس والعشرين من يناير , لذلك فهم يستحقون لقب “الثوار الأصليين” .
إن كنت تؤمن بأن التفاهم والتوافق لا يمكن أن يحدث بين طرفين أحدهما غاضب والآخر غائب , ولا تجمعهما طاولة مفاوضات وطنية طالما جمعت على سطحها المتخاصمين والمتنازعين والمتناحرين من كافة الدول العربية والغربية , ولا يلتف ويقعد حولها من هم أولى بها من غيرهم !
إن كنت ترى أن في تفرّق المصريين إلى أحزاب وجماعات وفئات وتنظيمات ورابطات , سياسية أو رياضية أو ثقافية أو دينية , إن كنت ترى في تفرقهم ضعفاً أكيداً يصيب بلادنا مصر .
إن كنت تؤكّد على ضرورة بقاء الرئيس مرسي وتدعم في ذات الوقت استجداءه وحثّه ودفعه لتحقيق تطلّعات الشعب المصري كله .
إن كنت على يقين أن إسرائيل لا تريد استقراراً لمصر , وتريد إعادة حكم يرعى وجودها وبقاءها كدولة ملاصقة وجارة صديقة وحكومة حليفة , ولا تريد المخاطرة بقدوم حكم ربما يسعى للتملّص من اتفاقية كامب ديفيد .
إن كنت توافق على بعض أو أغلب ما جاء أعلاه ؛ فقد تعرّفت على الخاتمة التي هي في بداية المقال ووجب تذكيرك بها : لسبب واحد فقط ؛ وهو ألا تدخل البلاد في حالة صراع ينتهي بسقوط مؤسسات الدولة مثل سقوط أوراق الدومينو تباعاً , وبالتالي الدخول في احتمالات بالتأكيد كلها اسوأ من بعضها .
بقلم / عبد الله إسماعيل حميدي
مقالات القرراء لا تعبّر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي