أعمدة

عصام رفعت | يكتب : شوية ترشيد لله

عصام رفعت

خاطب الرئيس شعب مصر بكل شفافية عن أزمة الكهرباء وقال إننا نحتاج إلى 130 مليار جنيه لتحديث منظومة الكهرباء فضلا عن 700 مليون دولار سنويا لتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء وأن الأزمة ليست فقط فى قطاع الكهرباء وإنما فى كل مرافق الدولة ونحتاج جهود كل المصريين لتجاوز الأزمات.

مشهد المرافق العامة للدولة مخيف ويهدد ليس استهلاك واستخدامات الناس كمترو الأنفاق الذى أشار رئيس الوزراء إلى احتمال مواجهة كارثة الانهيار بسبب الكهرباء وعدم الصيانة ولكن الاستثمار الحالى والقادم والذى إذا انكمش فإن البلاد والعباد سوف يواجهون العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والقلاقل والاضطرابات وعدم الاستقرار.

الرئيس شرح حجم الأزمة والمطلوب لها ماليا ويعنى هذا بالضرورة إلى جانب ذلك عدة أمور تساعد مع بعضها على فك الأزمة منها مثلا:

أن المرافق العامة تحتاج إلى استثمارات ضخمة قد تنوء بها ميزانية الدولة كما أن القطاع الخاص يحجم عنها لتكلفتها العالية وعدم ربحيتها وهنا من الممكن أن تلجأ الحكومة إلى البنك الدولى والمؤسسات المالية الدولية للمساهمة فى تمويل مثل هذه المشروعات بقروض ميسرة ذات آجال طويلة

وفى مجال البحث عن تمويل يظهر أمامنا تجربة شهادات استثمار قناة السويس مما يفتح الباب واسعا أمام التفكير فى تكرارها بتخصيص شهادات استثمار لتمويل مشروعات كبرى كالكهرباء أو غيرها غير أنه لا يمكن الاعتماد كلية على المدخرات الوطنية فى تمويل المشروعات لانخفاض معدلها ولذا يجب السعى نحو جذب تمويلات خارجية من مصادرها المختلفة سواء حكومية أو من شركات منتجة لمحطات الطاقة أو من بنوك ومؤسسات مالية

إن ما تمر به مصر الآن من حرب يستدعى للذاكرة موقف مؤتمر الخرطوم عام 1967 حين قررت الدول الخليجية دعما سنويا لدول المواجهة يعينها فى تلك الظروف الاستثنائية ولذلك لابد من التفاوض مع تلك الدول الشقيقة التى طالما وقفت بقوة مع مصر فى مواقفها الصعبة وذلك بتقرير دعم سنوى مشترك بمقدار 60 مليار دولار لمدة خمس سنوات

أما نحن كشعب فإن علينا واجبات ضرورية

من المتصور إعطاء أولوية لصيانة محطات الكهرباء مما سيحافظ عليها ويرفع كفاءة تشغيلها ويسد نقصا بتكلفة قليلة وتوفير الغاز بضغط مناسب للمحطات ضمانا لاستقرار إنتاج الكهرباء ومواجهة سرقة الكابلات

وفى جانب استهلاكنا من الكهرباء وهذا هو الهم الأهم يجب توعية الناس بكيفية ترشيد الكهرباء وأتذكر المهندس ماهر أباظه وزير الكهرباء الأسبق ــ رحمه الله ــ عندما دخلت عليه بمكتبه وجدته يستخدم فى الإضاءة أباجورة المكتب فقط أما باقى الغرفة فلا يستخدم الإضاءة الكهربائية

أين نحن من هذا؟ هل يمكن ان نساعد أنفسنا فى هذه الأزمة بشوية ترشيد؟ والله ممكن فمثلا يمكن تحديد مواعيد فتح وإغلاق المحال التجارية والمطاعم والمقاهى والأكشاك وفرض رسوم استهلاك على أجهزة التكييف والسخانات الكهربائية وغيرها من الأجهزة المنزلية بمقدار ألفى جنيه لكل جهاز.

وللترشيد يمكن إغلاق الأجهزة غير المستخدمة ليلا كالغسالات وأجهزة الكمبيوتر ومنع الرى بالمنتجعات إلا بعد منتصف الليل وتعديل ورديات بعض المصانع للعمل بعد منتصف الليل لتقليل الضغط خلال الذروة واستخدام أفضل للتكييف وإغلاق أبواب المساجد والمحال عند تشغيل التكييف وإغلاق الإضاءة فى الأماكن التى ليس بها أحد واستخدام اللمبات الموفرة وتطبيق كود الطاقة للأجهزة الكهربائية وعدم السماح باستيراد وإنتاج تلك التى تستهلك كهرباء أكثر وأيضا تطبيق حازم لكود المبانى والذى يوفر50% من استهلاك الكهرباء وخفض استهلاك الكهرباء بالحكومة.

 

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى