أخبار العالم

على جمعة :فيديو مقتل الكساسبة فوتوشوب…وداعش يفسر القرآن على هواه


على-جمعه

علق الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، على الواقعة التى ارتكبها تنظيم “داعش” مؤخرًا، قائلًا: “إن دار الإفتاء أصدرت بيانًا تؤكد فيه أنه لا يُعذِّب بالنار إلا الله، ولكن هناك مفاجأة فى الأمر، وهى أن هذا الفيديو الذى شاهدناه جميعًا عبارة عن “فوتوشوب”، والدليل أن الرجل كان واقفًا لا يتحرك تمامًا، ولا يتأثر بالنار، وأن هدف الداعشيين من ذلك هو إخافة الناس، وإدخال الرعب فى نفوسهم كما فعل التتار، وكما فعلت إسرائيل”.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت بقاعة “كاتب وكِتاب” بمعرض القاهرة الدولى، لمناقشة كتاب “الإسلام وأصول الحكم” للشيخ على عبد الرازق.

وأوضح الدكتور على جمعة، أن الفكر المتطرف الحالى يتبنى أفكار الخوارج القدماء الذى عاد ليفسد الأرض من جديد، مشيرًا إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى وإصلاحه ليتماشى مع ظروف عصرنا الحالى، وأن مسئولية ذلك تقع على الجميع، سواء الأفراد أو الدولة، أو المؤسسات الدينية، كل حسب قدرته، حتى لا تسود الأفكار المتطرفة فى بيئتنا الوسطية المعتدلة، وحتى لا تشوه الإسلام.

وقال الدكتور على جمعة: إن تنظيم “داعش” يفصل النص عن بيئته، وعن ظروف عصره، ويفسر الدين والنص على هواه، بما يخدم أفكاره المتطرفة، فهم جماعة من المجرمين يقومون بتشويه الدين الإسلامى أمام العالم، ويفعلون عكس ما أمر به الرسول الكريم، ولا يجب أن نتعاطف معهم بأى حال، وألا نعتبرهم أبطالًا، فهم فى الحقيقة سفاحون.

وأكد على جمعة، أنه علينا مواجهة هذه الجماعات بأن نفكك المبادئ العشرة التى يتبنونها، وأن نصدر عددًا من الكتيبات الصغيرة، تُعلم الشباب كيف يردون عليها.

كما طالب الدكتور على جمعة وزارة الثقافة بإعادة طباعة كتاب الشيخ على عبد الرازق، “الإسلام وأصول الحكم”، وكذلك طباعة مجموعة الكتب المختلفة معه، والتى ردت عليه، وألا نقوم بمنع الكتب، أو الأفكار.

وقال الدكتور على جمعة، إن كتاب “الإسلام وأصول الحكم” للشيخ الأزهرى على عبد الرازق، أحدث ضجة، وأثار جدلًا كبيرًا عقب صدوره فى مصر عام 1925م، وأدى إلى معارك سياسية ودينية كبيرة، بسبب رفضه لفكرة الخلافة والدعوة إلى الدولة المدنية.

وأضاف الدكتور علىّ جمعة، أن عددا من العلماء اختلفوا حول هذا الكتاب، منهم الدكتور محمد الرياض الريس، الذى أشار إلى أن كتاب “الإسلام وأصول الحكم” ليس من تأليف الشيخ على عبد الرازق، وإنما قد يكون مترجمًا، بينما ذكر الشيخ أحمد حسن مسلم، أنه فى يوم ما التقى بالشيخ عبد الرازق، وأكد له الأخير أن الكتاب ليس من تأليفه، وأنه من تأليف الدكتور طه حسين. وأوضح الدكتور على جمعة، أن هيئة كبار العلماء فى الأزهر قامت بمحاكمة على عبد الرازق آنذاك، وفصلته من العمل كقاضى شرعى، إلا أنه عندما تولى أخيه المشيخة، جمع هيئة كبار العلماء، وردوا إلى عبد الرازق العالمية، ثم تولى فيما بعد وزارة الأوقاف. وأشار الدكتور على جمعة، إلى مسألة الإجماع فى الدين، وقال إن المجتهدين الأوائل وعلى رأسهم الإمام الشافعى، أوجدوا منهجًا مكونًا من سبعة خطوات، للإجماع، أولها “الحجة”، واجمعوا على أن الحجة هى الكِتاب والسنة، وذلك بعد رحلة طويلة من المناقشات، وثانيًا، التوثيق، أى “السند”، الذى حافظ على القرآن الكريم والسنة، ثالثًا، “الفهم” مشيرًا إلى أن هذه الشرط هو ما تفتقد الجماعات المتطرفة الآن، الذين يفهمون لدين على مزاجهم، فشوهوا الإسلام، فامتلأت الأرض دماء وتدميرًا. وأكد الدكتور على جمعة على أن الشروط الأخرى فى الإجماع هى “القطعية والظنية” أى أن يجمع العلماء جميعًا على رأى واحد، وتفسير لا يختلف فيه اثنان، وخامسًا، الإلحاق أو القياس، ثم الترجيح، وسابعًا وأخيرًا “شروط المجتهد” الذى يقوم بهذه العملية المعقدة، حتى لا يخطئ طريقه.

جدير بالذكر أنه وقعت مشادة كلامية بين الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وبين أحد جمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب، بعد أن اتهمه الأخير بأنه مفسد فى الأرض؛ وهو ما جعل الدكتور على جمعة يفقد أعصابه، ويقول له: “حرام عليك.. اتقى الله.. اتقى الله”. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت بقاعة كاتب وكِتاب بمعرض القاهرة الدولى، لمناقشة كتاب “الإسلام وأصول الحكم” للشيخ على عبد الرازق. وسادت حالة من الفوضى فى قاعة الندوات بالمعرض، حتى تم السيطرة عليها من قبل المنظمين.

 المصدر

 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى