رأي

علي منصور | يكتب : واضرب لهم مثلًا

10170903_692362074120460_609859638_n

واضرب لهم مثلًا، الأمثال لغة قرآنية وردت بمشتقاتها المختلفة مرارًا في القرآن الكريم؛ لتحذير المؤمنين من سبيل الكافرين والمجرمين بتوضيح عواقب طرقهم في الكفر والغواية حتى يتدبّر المسلم ولا يقع في نفس الطريق حين يرى العاقبة بالأسلوب القرآني الفريد “فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”، كما جاءت تلك الأمثال؛ لتوضيح عاقبة المؤمنين الصابرين من الأمم السابقة؛ لتُثبّت المؤمنين من أمة نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_ حين يشتد عليهم البلاء وتتضاعف عليهم المحن “حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ”.
واضرب لهم مثلًا، القرآن كتاب الله وكلامه المحفوظ إلى أن تقوم الساعة نستلهم منه الخير ونتلمس هداه سائرين على طريق الحق، وضَرْبُ الأمثال وعظٌ لك بالغير حتى تنجو بنفسك قبل أن تصبح مثلًا يتعظ به غيرك “والسعيد من وعظ بغيره”، والإنسان ميزه الله بالعقل ليميز بين الأحداث فلا يقع فيما يعلم مما شابهه الخسارة فإذا ما أصر على سلوك الطريق الذي هلك من سلكه قبله، صار كالأنعام بل أضل !

واضرب لهم مثلًا، هكذا التاريخ ندرسه لنتعلّم فما كان من خيرٍ سلكنا طريقه باحثين عن أسبابه وما كان من شرٍ هجرناه، فإذا ما وقعت أحداثٌ في التاريخ كانت سببًا في ضياع وهلاك وخسارة من قام بها، فإذا بآخرين يقومون بها اليوم ويسيرون على نفس الدرب غير آبهين لمن ينصح ويُذكّر بالتاريخ الذي كانوا هم ناصحين لمن سبقهم فيه ! فاعلم أن عقولهم وقلوبهم قد أُغلقت وأُشبعت عُجبا بالرأي وكِبرًا عن سماع نصح الناصحين.

واضرب لهم مثلًا، فما عليك إلا أن تضرب الأمثال وتنصح، فإذا هم قبلوا منك فخيرًا، وإلا فقد قمت بما عليك نحوهم وفعّلت قول نبيك “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”، فإذا لم يكتفوا بالرفض بل زادوا عليه بسبك وتخوينك والطعن في عرضك وربما تكفيرك، فاعلم أنما أراد الله لك الزيادة في الأجر فحسنة النصح التي فعلتها، وحسنات لم تفعلها كُتبت لك في ميزانك، وسُطّرت عليهم سيئات كأمثال الجبال يلقونها يوم العرض إذ لم يقدروا قدرها.

واضرب لهم مثلًا، مقالتي تنطبق على كثيرين لم أكتبها للتجريح أو الفضح _حاشا لله_ وإلا لصرحت بمن أقصدهم، ولكنها من باب النصح فليتدبرها كل من يقرأها وليبحث في نفسه هل هو من هؤلاء فإذا كان فليعالج نفسه قبل العرض، وإلا فليحمد ربه الذي نجاه ! أقولها والله حسبي، وأنا أول من يفتش في نفسه، اللهم أصلح نفسي ولا تكلني لها طرفة عين أبدًا.

 

 

 

 

 

 

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى