أعمدة

عماد الدين أديب | يكتب : فعل القرار ونقيضه فى آن واحد!

عماد الدين أديب

من حقائق علم السياسة أن الاضطراب فى إدارة أى أزمة يؤدى -بالضرورة- إلى الاضطراب فى الوصول إلى الأهداف والنتائج المرجوة.

إنها قضية منطقية قائمة على مبدأ أن هناك مقدمات تؤدى إلى نتائج.

إذا كانت المقدمات خاطئة فإن النتائج ستكون كذلك.

لذلك أشعر بقلق عظيم لا حدود له من أسلوب إدارة مسألة الجنود المختطفين من سيناء.

القضية التى تعنينى الآن ليست استعادة الجنود بأى ثمن وبأى نتائج، ولكن الذى يعنينى أكثر هو كيفية تعامل مثلث: الرئاسة، أجهزة الأمن، الحكومة، مع الملف برمته، لأنه يعطى مؤشرات ذات دلالة حول أسلوب إدارة الحكم وعلاقة الأجهزة الحاكمة فى صناعة القرار ببعضها البعض. وأهم شىء فى مثل هذه العلاقات هو رسوخ المبادئ التالية:

1- توفير حجم معلومات دقيق وحقيقى وواقعى حول أبعاد وتفاصيل الأزمة، وأنه لا يوجد تضارب لدى جهات الدولة فى طبيعة هذه المعلومات.

2- بعد صحة المعلومات نأتى إلى تفاصيل تحليلها التحليل السليم والفهم العميق لها، بحيث تتفق كل الأطراف فى فهم نهائى مشترك لها.

3- تحديد الأهداف القصيرة والمتوسطة والبعيدة الأمد من التحرك المقترح وعمل برنامج زمنى تفصيلى متفق عليه، يكون بمثابة برنامج عمل موحد للجميع يتفقون عليه دون خلاف.

دون هذه المبادئ فإن الارتباك وتضارب المصالح وتضاد الرؤى، وتصادم التحركات سيكون هو سمة المرحلة.

وينتهى الوضع فى مثل هذه الأزمات ليس بهزيمة الطرف الأضعف ولكن بهزيمة من يهزم نفسه أى إنها بلغة كرة القدم «جاب جون فى نفسه».

بقلم | عماد الدين أديب

 

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى