أعمدة

عماد الدين أديب | يكتب : قياس رد فعل الناس

adeeb

كلمة قداسة البابا تواضروس فى احتفال الكاتدرائية المرقسية بمناسبة عيد الفصح وردود فعل الجماهير الحاشدة عليها من الممكن أن تعطى لنا مؤشرات ذات دلالات حول حقيقة اتجاهات الرأى العام لما يحدث الآن فى البلاد.

كان مؤشر رد الفعل هو حالة التصفيق أو التصفيق الحاد أو الصمت الكامل كلما نطق البابا تواضروس باسم أى شخصية من الشخصيات المهنئة بالأعياد.

لم يصفق أحد لرئيس الحكومة أو لوزير من جماعة الإخوان، ولكن جاء التصفيق حاداً عند ذكر اسم فضيلة شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب.

وجاء تصفيق الناس حاداً حينما جاء ذكر اسم الفريق أول عبدالفتاح السيسى واسم المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، والدكتور كمال الجنزورى، رئيس وزراء مصر السابق.

هذه الرسائل ذات الدلالة، رغم أنها ليست معبرة عن عينة واسعة أو تم تحليل رد فعلها بشكل علمى، فإنها تؤشر إلى أن هناك حالة «خصام» بين الشارع وبين رموز الحكم، وهناك حالة توحد وإيمان بمواقف الجيش والقضاء والنظام القديم!

لماذا لم ينجح النظام الجديد فى جذب قلوب وعقول الناس فى الشارع؟

لماذا نجح الجيش وفشل الإخوان؟ ولماذا نجح الجنزورى وفشل رئيس الوزراء الحالى؟

ولماذا فشل النظام الجديد ونجح المستشار الزند؟

إن دراسة هذا الأمر ومحاولة إيجاد تفسيرات عميقة لموقف الجماهير مما يحدث الآن هى مسألة حياة أو موت لاستمرار نظام الحكم الحالى فى البلاد.

ولا يجب تفسير ما يحدث فى الكاتدرائية على أنه رد فعل طائفى لمجموعات من الناس لا تعبر إلا عن طائفتهم، وأن رد فعلها لا يعبر بالضرورة عن مجموع الناس الذين يؤيدون الحكم الحالى بكل قوة.

إذا كان هذا هو منهج التفكير فنحن بلا شك أمام كارثة كبرى وأمام منطق مغلوط لفهم قانون الفعل ورد الفعل الذى يحكم الشارع فى مصر.

التشخيص الدقيق للحالة هو أهم عنصر من عناصر علاج الأزمة الحالية

بقلم | عماد الدين أديب

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى