أعمدةمقالات

عماد الدين أديب | يكتب : لو عاد د. مرسى للحكم!

عماد الدين أديب

هل كل من يصل إلى الحكم فى مصر يستأثر بالسلطة وكل من يعارض يلعب دور المفسد والمعطل لهذه السلطة؟.

هل كتب علينا أننا لا نعرف كيف نحكم أنفسنا وكتب علينا أيضاً أننا لا نعرف كيفية معارضة حكامنا؟

هل نحن أمة لا تعرف كيف تحكم وكيف تعارض؟

الأمر المؤكد أننا كشعب أعظم من حكامنا وأعظم من معارضينا.

هذا الشعب العظيم الذى خرج فى 25 يناير 2011 وفى 30 يونيو 2013 هو بالتأكيد شعب لا يمكن خداعه ولا تضليله، وهو بلا شك شعب يمتلك من الوعى العميق ما يجعله متقدماً على كل من يسعى لحكمه أو لعب دور المعارضة.

وما يحدث الآن فى شوارع وميادين مصر هو النموذج الصارخ لفشل النخبة السياسية فى القدرة على التواصل الإنسانى والحوار السياسى الجاد من أجل إنقاذ البلاد والعباد.

الطبقة السياسية فى مصر ليست مؤهلة لعقد تسوية سياسية وإبرام عقد اجتماعى فيه المشتركات الوطنية التى تجمع عليها الأمة المصرية.

الطبقة السياسية فى مصر «الإخوان وجبهة الإنقاذ» فشلت أيام حكم الرئيس السابق الدكتور مرسى فى الوصول إلى اتفاق على الحد الأدنى للتوافق السياسى فى البلاد، هذا الفشل هو الذى دعا المؤسسة العسكرية لأن تتحرك.

إننى أستطيع أن أجزم أن تحرك الجيش كان آخر الخيارات التى كانت المؤسسة تسعى إليها يوم 30 يونيو، ولولا أن قيادة الجيش قد وصلت إلى يقين راسخ بأنه لا أمل فى تسوية سياسية تنقذ البلاد من الانزلاق إلى الهاوية فما كان لها أن تحركت.

وما تحاول جماعة الإخوان المسلمين إثباته للعالم الخارجى أنه إذا كان الجيش يقول إنه اضطر للتدخل من أجل إنقاذ البلاد من حرب أهلية، فإن تدخله على هذه الطريقة الانقلابية هو الذى سيوصل البلاد إلى حالة الحرب الأهلية المحتومة لا قدر الله!

ما نشهده هذه الأيام هو تسخين الأوضاع تمهيداً لانفجارها أو على أقل تقدير لخلق حالة دولية تدعو إلى الضغط على الحكم الحالى فى مصر من أجل نزع فتيل الأزمة.

والمذهل أن جماعة الإخوان تؤمن تماماً بأن نزع فتيل الأزمة يكمن فى عودة الرئيس السابق والدستور المنحل، ومجلس الشورى الأخير!

السؤال الذى لم تطرحه الجماعة على نفسها حتى لو افترضنا أن النظام الحالى وافق على عودة الرئيس السابق والدستور ومجلس الشورى، ماذا سيفعل وماذا ستفعل الجماعة مع 33 مليون مواطن مصرى لا يريدونهم؟!!

بقلم | عماد الدين أديب

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى