أعمدة

عماد الدين حسين | يكتب : الحكومة تقترب من الشباب

عماد حسين

الخطاب الرسمى «غير المرتجل» ــ الذى ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح أمس فى المسرح القومى الكبير بدار الأوبرا احتفالا «بيوم الشباب المصرى» ــ كان مهما للغاية؛ لأنه تحدث عن مجموعة محددة من الإجراءات يمكن إذا أحسن وتم استغلالها بكفاءة أن تقود إلى فتح ثغرة واسعة فى جدار عدم الثقة بين الحكومة وغالبية الشباب.

من بين هذه الإجراءات ضخ ٢٠٠ مليار جنيه لدعم المشروعات الشبابية خلال السنوات الأربع الماضية، وتخصيص ٢٠٪ من قروض الجهاز المصرى للشباب، وألا تتجاوز الفائدة ٥٪، وكذلك بناء ١٤٥ ألف وحدة سكنية للشباب بتكلفة ٢٠ مليار جنيه، وكذلك تخصيص مساحة للشباب فى مشروع المليون ونصف المليون فدان.
بالطبع هى إجراءات مهمة جدا، لكن الأكثر أهمية بجانب الاقتصاد والمشاريع والقروض والمساكن هو فتح قنوات الحوار السياسى المباشر مع الشباب، عبر منتدى يتم فيه مناقشة كل الموضوعات، عبر لجنة قومية، على أن ينتهى الأمر بمؤتمر واسع فى شرم الشيخ فى سبتمبر المقبل.
مرة أخرى المشروعات الاقتصادية فى غاية الأهمية، وكلما زادت مشروعات تمكين الشباب خصوصا الصغيرة والمتوسطة، كلما قلل ذلك من البطالة، وبالتالى من المشكلات الاجتماعية.. وتطوير المناهج الدراسية خطوة مهمة للغاية؛ لأنها ستحارب الجهل والتخلف والتطرف وإقامة المسابقات الرياضية والثقافية فى مراكز الشباب وقصور الثقافة أمر محمود جدا.
لكن لكى ينجح ذلك فلابد أن يأتى فى إطار وضوح رؤية تقنع أهل الشأن وهم الشباب بأن الدولة جادة فى هذا الأمر.
وحتى لا يطير هذا الكلام المهم الذى قاله الرئيس أمس فى دار الأوبرا المصرية واللغة الطيبة التى تحدث بها، فلابد من وجود خطوات محددة ومجدولة لكى نصل إلى نهاية الطريق.
النقطة المحورية لترجمة هذا الكلام إلى واقع تتمثل فى ضرورة وجود خطوات لبناء ثقة من الحكومة تجاه الشباب، وأول هذه الخطوات هى الإفراج عن كل الشباب المحبوسين على ذمة مخالفة قانون التظاهر.. إذا تم هذا الأمر فستكون بمثابة رسالة غاية فى الوضوح عن ثقة الدولة فى نفسها، والأهم طمأنة الشباب وأهاليهم بأن هناك صفحة جديدة يتم فتحها.
وبجانب ذلك أيضا ضرورة الإفراج عن كل من تثبت براءته من المقبوض عليهم سواء كان إخوانيا أو شيوعيا، أو حتى فلوليا.
إخراج أى برىء من السجن خطوة تحسب للحكومة وتخمد فتنة، وتقلل من الاحتقان والأهم تنصف مظلوما.
الإجراءات على الأرض فى غاية الأهمية، وفى هذا الصدد ُتحسن الحكومة صنعا إذا مكنت اتحاد طلاب الجامعات المنتخب من أداء مهامه. هذه رسالة سوف تصل سريعا للطلاب، باعتبارهم الممثلين الفعليين لأكثر من ٢.٥ مليون طالب جامعى. لو حدث ذلك فسوف يكون أفضل دعاية للحكومة، بدلا من أن يبدو الأمر وكأنها دخلت فى «خناقة شخصية» مع مجموعة من الطلاب الذين فازوا فى انتخابات تمت تحت إشراف معظم أجهزة الدولة.
لو كنت من الحكومة ووزارة التعليم العالى لاحتضنت هؤلاء الطلاب، حتى لو كانوا جميعا من المعارضين طالما أنهم يفعلون ذلك تحت سقف القانون والدستور.
عقب خطاب الرئيس بالأمس التقيت بعض المسئولين الكبار، وسمعت كلاما طيبا جدا، لو تحقق فسوف تكون هناك انفراجة فعلية فى الشهور المقبلة.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى