أعمدة

عماد الدين حسين | يكتب : رئيس الوزراء يسأل: كم سعر ساندوتش الفول ؟

ULH] HG]DK PSDK
فى جلسة دردشة غير رسمية، وقبل أن يبدأ اللقاء الرسمى بين رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ورؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، صباح الخميس الماضى سألنا المهندس إسماعيل قائلا: «ساندوتش الفول بكام دلوقت؟». مناسبة السؤال وسياقه، أننى كنت انقل لرئيس الوزراء الاحوال الصعبة والقاسية التى يعانى منها غالبية أهل الصعيد مع ارتفاع الاسعار الحالى والمتوقع.
جاوبت رئيس الوزراء على سؤاله، وقلت له إن هناك مطعما للفول والطعمية أتردد عليه احيانا، فى العمارة المجاورة مباشرة لمجلس الوزراء، ويواجه الشارع الذى تقع فيه جريدة «الشروق».
هذا المطعم يبيع اقل ساندوتش فول بجنيه والطعمية بجنيه ونصف وقد يرتفع إلى جنيهين فى بعض المناطق، وهذا هو تقريبا متوسط الأسعار فى المناطق الشعبية.
لكن هذا السعر قد يتراوح من ثلاث إلى خمسة جنيهات فى سلاسل المطاعم الشهيرة التى تأتيك «دليفرى» فى مناطق مثل أكتوبر والشيخ زايد والتجمع.
فى المطعم القريب جدا من مقر مجلس الوزراء والنواب فإن الوجبة التى تتكون من طبق فول وطبق طعمية به «قرصان» وطبق سلاطة وآخر للباذنجان المخلل أو المقلى، مع ثلاثة أرغفة من الخبز، فإن السعر يصل إلى ثمانية جنيهات تقريبا ويزيد إلى عشرة جنيهات فى المتوسط فى محلات الفول والطعمية الشهيرة فى السيدة زينب وشارع خيرت والحسين.
الزميل محمد السيد صالح رئيس تحرير «المصرى اليوم» قال خلال هذه الدردشة إن عربة الفول الموجودة أمام مقر جريدته فى المبتديان وهى قريبة أيضا من مجلس الوزراء، تبيع بأسعار أرخص مقارنة بالمحال. مثل هذه العربات يتردد عليها ملايين العمال والموظفين كل صباح، وهى ليست خاصة فقط بالفقراء ومحدودى الدخل، لكن يقف عليها بعض «البهوات» أحيانا، وهى تعمل لساعات قليلة تبدأ بعد الفجر مباشرة وتنتهى فى الغالب بعد العاشرة صباحا حينما يدخل كل الموظفين إلى أعمالهم.
اغلب الظن أن رئيس الوزراء عندما سأل عن سعر ساندوتش الفول والطعمية، فإنه كان يفكر فى ما قد يصيبه من غلاء فى قادم الأيام.
وإذا كان هذا الأمر صحيحا، وأتمنى أن يكون كذلك  فعلى الحكومة وسائر الأجهزة المعنية أن تفكر كثيرا فى الوسائل التى تحمى بها آكلى الفول والطعمية فى مصر ومن فى مستواهم.
هؤلاء عدد كبير للغاية، لأن هذه الوجبة ليست حكرا على فئة دون أخرى، بل ربما هى أكثر ما يوحد المصريين رغم اختلافاتهم فى موضوعات وقضايا كثيرة.
عدد كبير من المصريين يبدأون يومهم بتناول عدد من اثنين ساندوتش فول وطعمية فى المتوسط، وبعضهم ينوع ليصبح ساندوتش فول وبطاطس أو طعمية وباذنجان أو حتى فول على طعمية، وهو أمر لا يكلفه أكثر من اربعة جنيهات إذا أضاف عليها بعض «المخللات» وصارت عبارة «اتنين فول وطعمية» خالدة فى أماكن كثيرة.
يقول البعض إن أسعار الأكل خصوصا للطبقات الفقيرة لا تزال معقولة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالفول والطعمية أو حتى البطاطس المقلية.. لكن الخوف الحقيقى أن تتعرض هذه الوجبات لهجوم عاصف قريبا بفعل الأسعار المرشحة للارتفاع، خصوصا إذا ارتفعت أسعار الوقود وبالاخص السولار.
قد يسأل البعض: ولماذا تصدعنا بمثل هذا الكلام عن الفول والطعمية؟. والإجابة ببساطة لأن هذا الكلام من وجهة نظرى هو من صميم الأمن القومى المصرى، فى معناه الحقيقى هذه الأيام، وبالتالى ينبغى على الحكومة طوال الوقت، أن تبحث عن دعم فعلى لمن يتعامل مع الفول والطعمية كوجبة أساسية، وليس باعتباره «فولكلور»، إذا قررت أن تزيد الأسعار فى الفترة المقبلة.

 

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى