أعمدةمقالات

عماد الدين حسين | يكتب :شكرًا لباسم يوسف


عماد الدين حسين

الأخبار والمشاهد واللحظات السعيدة والمفرحة قليلة هذه الأيام، وربما وصلنا إلى مرحلة إدمان النكد، ولذلك فأن يعيش المرء لحظة فرح وانشراح، يبدو أمرا خارج المألوف الآن. يوم الخميس تلقيت دعوة كريمة من الزميل محمد هانى رئيس قنوات سى بى سى لحضور الاحتفال بالاعلامى الكبير باسم يوسف الذى اختارته مجلة التايم الأمريكية ضمن «المائة شخصية الأكثر تأثيرا فى العالم»، وكرمه العالم قبل ايام فى الولايات المتحدة.

أن تحضر احتفالا به باسم يوسف فهو أمر يكفى لتضمن وجود الابتسامة والقفشة والنكتة، وأن تتخلى عن التكشيرة ولو إلى حين. ذهبت إلى الاحتفال فى العاشرة مساء فوجدت نخبة من ألمع الإعلاميين فى مصر امتلأت بهم قاعة أوجينى بفندق ماريوت بالزمالك.

بحثت عن باسم يوسف لأحييه فوجدته جالسا مع عادل إمام يضحكان بصوت عالٍ، ولم أعرف أيا منهما أضحك الآخر، فى جانب آخر كانت الإعلامية الكبيرة منى الشاذلى وموظفو الفندق يطلبون التقاط الصور التذكارية معها وبجانبها كان زوجها خبير صناعة الاعلام سمير يوسف.

لم تكن هناك أماكن مخصصة للمدعوين، بل الجميع يتحرك بحريته، عبدالله السناوى مع عادل حمودة وحسين عبدالغنى، ورسام الكاريكاتير المبدع عمرو سليم مع الكاتب الذى أحبه محمد فتحى، منى عبدالغنى ومفيدة شيحة وبينهم سهير جودة، خيرى رمضان ومجدى الجلاد وبينهما وائل الإبراشى.

عمرو خفاجى حضر بعد أن أنهى برنامجه «تلت التلاتة» فى اون تى فى ومثله فعل محمود سعد قادما من «النهار»، ومثلهما ألبير شفيق رئيس قنوات أون تى فى، وكعادتها ملأت ابتسامة ريم ماجد الهادئة أرجاء المكان.

كان هناك أيضا المذيعة اللامعة دينا عبدالرحمن وزوجها الموسيقار الكبير يحيى خليل وابنتهما الجميلة نور، والدكتور أسامة الغزالى حرب والمحامى الكبير عبدالله خليل والكاتب محمد سلماوى والفنانة بسمة. فى مختلف أرجاء الفندق وكذلك على جدران الممر المؤدى إلى قاعة الاحتفال كانت هناك صور متنوعة كوميدية وساخرة وباسمة لباسم يوسف.

فجأة دوت العاب نارية فى القاعة اعقبها هرولة باسم يوسف على سلالم القاعة، وكعادته لم يكن تقليديا حتى وهو يحيى زوجته وابنته، متهما الضيوف بأنهم حضروا من أجل الطعام، لكن الجميل كان تحيته لفريق عمله، وللإعلاميين الذين لبوا الدعوة تاركين برامجهم. سعادة باسم يوسف الحقيقية كانت إدراكه أن كل الموجودين سعداء بنجاحه وبفوزه.

تقديرى انه لم يكن فوزا لشخص أو لقناة، بمقدار أنه نجاح للاعلام المصرى بأكمله، إذا أدرك المختلفون مع باسم أن نقده يصب فى مصلحتهم على المدى البعيد. من مصلحة مصر أن ينجح برنامج باسم يوسف، وأن يكون لدينا العشرات من هذا البرنامج، إسلامية وليبرالية ومستقلين. الميزة الأساسية التى اكتسبناها بعد الثورة هى كسر حاجز الخوف ونهاية زمن الحاكم الفرعون، دون أن يعنى ذلك بالطبع السب والقذف فى حق الناس. لو كنت مكان الرئيس محمد مرسى وكبار مساعديه وجماعة الإخوان لشكرت باسم يوسف لأن نقده ـ حتى لو كان لاذعا وحراقا ـ فهو يضمن لهم ألا تتحول الأورام الحميدة والصغيرة إلى سرطانات على المدى البعيد.

تحية لباسم يوسف ــ زميلنا بالكتابة فى الشروق ــ لأنه يجعلنا نبتسم.

 

 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى