أعمدة

عماد الدين حسين | يكتب : فى مناورة القوات الجوية

عماد حسين

فى صيف عام 1987 ذهبت إلى وادى النطرون كجندى مجند فى سرية مشاة ميكانيكى لأشارك فى مناورة «النجم الساطع» بين الجيشين المصرى والأمريكى.

كان دورى فى سريتى المشاركة فى حراسة المنصة التى يجلس عليها قادة الجيشين، وقتها كنت أعمل صحفيا فى جريدة «صوت العرب» الناصرية التى أغلقها نظام مبارك. فى اللحظة الأخيرة تغيرت مهمتى إلى فرد ميدان يحمل آر بى جيه.

شاركت فى «النجم الساطع» وعدت إلى مقر الفرقة التاسعة مدرعة فى دهشور.

غالبية زملائى خريجو إعلام القاهرة عام 1986 التحقوا بسلاح الشئون المعنوية، وشاء حظى أن أكون بين قلة التحقت بسلاح المشاة الميكانيكى، انتهت فترة تجنيدى، ورغم كل الصعوبات المرتبطة بالانتقال من حياة المدنية المرفهة إلى الحياة العسكرية الصارمة فمازلت أحمل أجمل الذكريات عنها من أول فترة التدريب طوال 45 يوما فى مقر الفرقة الثانية بالهايكستب، حتى الحصول على شهادة الخدمة العسكرية، وما زلت مدينا بالكثير للقوات المسلحة عن هذه الفترة.

تشاء الأقدار أن أعود لنفس المنطقة فى وادى النطرون صباح الاثنين الماضى مدعوا من وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى ضمن مجموعة من رؤساء التحرير لحضور «المناورة التعبوية للقوات الجوية فى إطار المرحلة الأخيرة من المناورة الاستراتيجية للقوات المسلحة «بدر 2014».

شهدت مناورات عسكرية كثيرة، لكنها المرة الأولى التى أشهد مناورة للقوات الجوية، وبالطبع لست خبيرا استراتيجيا لأعرف الفرق بين الـ اف 16 أو الأباتشى.

لكن كان يجلس بجانبى لواء طيار، سألته مرارا وتكرارا طوال مدة المناورة أسئلة متعددة. الرجل قال لى إنها واحدة من أهم وأشمل المناورات للقوات الجوية، ودقة الإصابات تؤكد أن مستوى التدريب للطيارين كان مرتفعا.

كان هناك حوالى 250 طائرة من مختلف الطرازات نفذت حوالى 60 هجمة جوية فى مساحة 121 كيلومترا.

كانت هناك الـ«إف 16» والميراج والميج 21 والفاجيت والشينوك ومى 17 والجازيل والأباتشى وسى 130 والبافلو وبيتش كرافت وغيرها.

الفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية تحدث قبل بدء المناورة قائلا: إنها تراعى التهديدات الحالية التى تتعرض لها البلاد، مشيرا بشكل خاص إلى أن البلدان التى تهاوت الآن فى المنطقة هى تلك التى تعرضت جيوشها للتفكك أولا.

مناورة الأمس كانت تدريبا متقدما على معركة الأسلحة الحديثة المشتركة بهدف جوهرى هو تأمين خط الحدود الدولية مع بقية القوات الخاصة والمظلات.

استمرت المناورة أكثر من ساعتين، الإصابات كانت دقيقة سواء بالصواريخ أو القذائف الجوية. كان جميع الحاضرين يصفقون بحرارة كلما أصاب الطيارون المقاتلون أهدافهم.

بالنسبة لشخص يحضر مثل هذه المناورة للمرة الأولى يبدو الأمر صعبا إلى حد ما وهو يرى الطائرات المقاتلة أمامه تحلق على بعد أمتار، وتقصف أهدافها محدثة صوتا صاخبا ومدويا.

كان هناك إسقاط وإبرار للقوات الخاصة وقوات التدخل السريع، والتعامل مع عربات دفع رباعى محملة بصواريخ وكذلك التعامل مع مخازن أسلحة، ومهاجمة رتل عربات مدرعة تحمل أفرادا وكذلك الإغارة على مكاتب إدارية وبؤر إرهابية للعدو.

انتهت المناورة وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى موجها التحية للقوات المسلحة بكل أفرعها التى تؤمن كل الحدود ومنها الحدود الغربية بطول 1200 كيلو متر.

الرئيس قال فى كلمته إن أحد أهداف العملية الإرهابية التى وقعت فى سيناء هى الشوشرة على الجيش المصرى وعلى مستواه والتشكيك فى العلاقة بينه وبين الشعب.. والسؤال: مَنْ من مصلحته أن يفعل ذلك؟

هذا سؤال يستحق المزيد من التفاصيل.

وفى الختام تحية لكل الطيارين والفنيين والقادة الذين يحرسون سماء هذا الوطن وحدوده وسط كل الأنواء التى تحيط بنا ونعيش بعضها.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى