أعمدة

عماد الدين حسين | يكتب : هؤلاء هم أنصار بيت المقدس الحقيقيون

عماد-الدين-حسين1

فى القدس الشرقية المحتلة لايزال أهلها يقاومون الاحتلال الصهيونى العنصرى مسجلين أروع الملاحم كل لحظة، وفى سيناء المصرية هناك إرهابيون يطلقون على أنفسهم أنصار بيت المقدس ويقتلون جنود الجيش والشرطة والأهالى وموظفى الدولة.

فى القدس المحتلة يتحمل أهلها صابرين ويعانون ويلات الاحتلال، لكنهم لا يتركون منازلهم وأرضهم حتى لو استشهدوا داخلها أو تحت أنقاضها، وفى سيناء المصرية يدعى أنصار بيت المقدس المزيفون أنهم سيحاربون دفاعا عن القدس ولكن بعد أن يدمروا مصر أولا!!.

فى القدس المحتلة يرفض أهلها ترك أرضهم وبيوتهم رغم كل المغريات المادية التى يعرضها الاحتلال وأعوانه من رجال الأعمال الأوروبيين والأمريكيين، وفى سيناء المصرية يدمر أنصار بيت المقدس المزيفون المؤسسات والمنشآت القومية.

فى القدس المحتلة يقاوم أهلها المرابطون الاحتلال بكل ما يملكون حتى لو كان بسكين مطبخ أو حجر أو مجرد وقفة احتجاجية أو حتى رفض للتطبيع مع هذا العدو، وفى سيناء المصرية يمتلك أنصار بيت المقدس المزيفون أسلحة حديثة جدا لكنهم يوجهونها ضد أهل بلدهم وعروبتهم ودينهم.

فى القدس المحتلة هناك شباب ضحى بكل شىء من أجل أن تظل القدس عربية وإسلامية، تحمل السجن والتشريد والحصار وأحيانا القتل من عدو يتفنن كل يوم فى محاولات تطفيش وطرد السكان من أرضهم، وفى سيناء المصرية هناك شباب يدعون أنهم أنصار بيت المقدس، لكنهم حولوا أنفسهم إلى قضاة يحكمون على شعب كامل بالكفر والردة لمجرد أنه يرفض منطقهم الضلالى والظلامى.

كل طفل وشاب وشيخ وفتاة وامرأة يواصل الحياة فى القدس تحت الاحتلال هو مقاوم من طراز فريد ينبغى أن ننحنى له إجلالا واحتراما وتقديرا لأن هؤلاء هم الذين يحافظون على عروبة القدس ضد كل أساليب التهويد الصهيونية.

هؤلاء لم يضلوا الطريق ولم تنحرف بوصلتهم، يعرفون عدوهم ويعرفون أصدقاءهم، قد يختلفون مع حكومتهم أو مع سياسات بعض الفصائل والمنظمات، أو مع كل الحكام العرب لكنهم أبدا يعرفون إلى أين ينبغى أن تتجه احتجاجاتهم وهتافاتهم وأحجارهم وأسلحتهم إن توافرت.

على العكس منهم تماما أولئك الذين يدعون أنهم أنصار بيت المقدس، ولا هدف لهم سوى قتل جنود مصر وإشغال بلدهم وإغراقها فى مشاكل فرعية حتى لا تتفرغ لمواجهة القضايا الحقيقية.

الفلسطينى الذى يصر على الصلاة فى المسجد الأقصى رغم كل التضييق من الاحتلال، أو يرفض الاعتراف بالاحتلال أو مصافحة المحتلين أفضل عند الله مليار مرة من أولئك الذين يدعون أنهم أنصار المدينة فى حين أنهم عمليا يحققون كل أهداف الاحتلال سواء كانوا يدركون ذلك أم لا.

تحية لكل فلسطينى وعربى يرابط فى القدس المحتلة ويدافع عنها ويحمل مفتاح بيته أو بيت أهله فى وجه أشرس احتلال عرفه التاريخ، ولا سامح الله كل شخص ينتحل صفة الدفاع عن المدينة فى حين أن كل رصاصاته موجه ضد مواطنين وجنود أبرياء يدافعون عن حدود بلدهم.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى