مفهوم أن تجد فى مصر من يرى فى ترامب حليفاً فى مواجهة الإرهاب، ويعتبر موقفه المتشدد من الجماعات التكفيرية أقرب لموقف الحكم فى مصر، إنما أن يكون هناك أنصار لترامب يحذرونه من المتظاهرين الذين يمكن أن يغتالوه، ويعتبرونه منقذاً للمنطقة وداعماً لنا فتلك كارثة.
ما قاله ترامب يوم الخميس الماضى لنظيره المكسيكى، على حسابه بموقع تويتر، لافت: «إن العجز التجارى الأمريكى مع المكسيك يبلغ 60 مليار دولار»، وإن «اتفاق التبادل الحر بين البلدين (الينا) يعمل فى اتجاه واحد، ويكلف البلاد خسائر هائلة على مستوى الوظائف والشركات».
وأضاف: «إذا كانت المكسيك غير راغبة بدفع ثمن بناء الجدار، الضرورى جدا، فسيكون من الأفضل إلغاء الزيارة». ورد الرئيس المكسيكى على حسابه قائلاً: «أدين قرار الولايات المتحدة المضى فى بناء الجدار الذى بدلاً من أن يوحدنا منذ سنوات عدة فهو يقسم بيننا». وألغى زيارته لأمريكا.
ترامب التاجر ليست له علاقة بكل المفاهيم الحديثة التى عرفها العالم منذ نهايات القرن الماضى لتصحيح جانب من الخلل فى علاقة الشمال بالجنوب فليس بالضرورة أن تكسب الولايات المتحدة أرباحاً نقدية فى تبادلاتها التجارية مع المكسيك، إنما هى تكسب بالتأكيد حين تساعد جارتها على إحداث تنمية داخل أراضيها وأن تواجه عصابات الجريمة المنظمة والمخدرات، لأن فى حال فشل المكسيك أو غيرها من دول الجنوب، فإن أمريكا ستكون مستهدفة بهجرة تارة وبإرهاب تارة أخرى، فلن يستطيع مائة جدار عازل أن يوقفها.
ترامب يحاول أن يدشن نمطا جديدا فى علاقته الدولية، ولكنه سيسأل فى كل مرة: إذا استمررنا فى إعطاء مساعدات لمصر ماذا ستعطينا فى المقابل.. وماذا سنربح من هذه المساعدات؟ أما الأفكار التى من نوع الاعتماد المتبادل والتنمية المستدامة التى تخلق الاستقرار والسلم العالمى والتى خرجت معظمها من داخل النظم الرأسمالية فهو لا علاقة له بها.
أنصار ترامب من المسلمين عليكم أن تنتظروا عنصرية وعداء غير مسبوقين، أما أنصاره من المسيحيين فتذكروا أن كل من قالوا إنهم سيقضون على الإرهاب «الإسلامى» من الجمهوريين الأمريكيين وأبرزهم جورج بوش الابن كانت سياستهم وبالاً على المسيحيين العرب وبفضلهم تهجر مليون مسيحى من العراق من أًصل مليون وربع.
التوجهات العنصرية لا تحمى أغلبية ولا أقلية ولا مسلمين ولا مسيحيين، وانتظروا ما هو أسوأ من إدارة ترامب، لأننا فى مصر نعيش فى بلد جنوبى نامٍ وليس فى الشمال المتقدم، وهذا لن تغيره كيمياء الرئيسين، والأيام بيننا.
المصدر