أعمدة

عمرو حمزاوي | يكتب : علامات استفهام

عمرو-حمزاوي

كيف لمهتم بقضايا الديمقراطية ومدافع عن حقوق وحريات المواطن فى مصر وفى غيرها من بلاد العرب ومقاوم للاستبداد والسلطوية ولآفات الفقر والتطرف ومحدودية التنمية المستديمة التى تلحقها بمجتمعاتنا أن يصمت على الحرب التى تشنها بعض الحكومات العربية وجيوشها على اليمن والتى لم تتوقف عملياتها العسكرية إلى اليوم؟

كيف لمن يكتبون يوميا، وحقا يفعلون، عن المظالم والانتهاكات التى تنزلها نظم الاستبداد والسلطوية بالمواطنات والمواطنين وعن الأوجه القبيحة للعصف بسيادة القانون وتمرير القوانين والتعديلات القانونية الاستثنائية وإطلاق صلاحيات واختصاصات رأس السلطة التنفيذية على نحو يهدد كيان المجتمع والدولة ويختزل الأخيرة فى حكم الفرد أن يتورطوا فى تجاهل التداعيات الإنسانية والمجتمعية الكارثية للحرب على اليمن التى تواصلها السعودية وحلفائها فى مجلس التعاون الخليجى وخارجه؟

كيف لمن يدعون ــ وهو هنا محض إدعاء بالفعل ــ الانتصار لحرية الفكر والمعتقد والتعبير عن الرأى وللحق فى المساواة الكاملة بين المواطنات والمواطنين دون تمييز على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو النوع أو الظروف الاقتصادية والاجتماعية ولمبادئ المواطنة الحديثة أن يمارسوا الاستسلام التام للمضامين المذهبية والطائفية التى تسقطها السعودية وحلفائها على الحرب فى اليمن ولطمس الحقائق المتعلقة بانتماء الحوثيين إلى اليمن شعبا ومجتمعا ودولة؟

كيف لمن يتشدقون بمفاهيم الديمقراطية والثورة والتقدمية ويستيقظون كل صباح ومساء بطاقة مكارثية لاتهام كل المختلفين معهم وبمعزل كامل عن تمايزات المواقف والآراء ببيع أهداف الديمقراطية والثورة والحقوق والحريات وللمزايدة عليهم جميعا تحت توظيف ردىء لإدعاء احتكار الحقيقة المطلقة والصواب الخالص أن يستجيبوا ﻷجندة الممولين الخليجيين لوسائل الإعلام التى يعملون لها ويصمتون عن الحرب على اليمن تماما كما يروجون للمواقف الخليجية من إيران وإتفاقها مع القوى الكبرى؟

للتشدق بالمبادئ ولمكارثية الرأى الواحد وجوه كثيرة .

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى