أعمدةمقالات

عمرو خفاجى | يكتب :«افتكاسة» النظام و«مهموز» الحكومة

عمرو خفاجى

وقف السيد وزير الاستثمار المعنى، بجذب الاستثمارات للبلاد، إلى جانب الكثير من المهام الجسام الأخرى، متحدثا أمام مستثمرين أتراك، وهم فى مقدمة المستثمرين المستهدفين لجذبهم إلى مصر، صارخا ومعترضا على تعيينه فى هذا المنصب (والله هذا ما حدث فى تركيا)، مشيرا إلى أن السيد رئيس الوزراء أعطى له مهموزا (وفقا لتعبير السيد الوزير نفسه) عندما عينه فى هذا المنصب.

فإلى ماذا كان يرمى السيد الوزير عندما يعلن تضرره من العمل فى هذه الحكومة وتحديدا فى تحمل مهمة الاستثمار، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا وافق على قبول منصب يعتبره كمينا ومهموزا من السيد رئيس الوزراء، ولماذا يشكو للمستثمرين الأتراك من صعوبة مهمته، وهو فى لحظة ترويج لبلاده، هل كان يرغب السيد الوزير فى بث الرعب فى نفوسهم حتى لا يغامروا بالاستثمار فى مصر، وبالطبع ما فعله الوزير مؤلم وسيئ، بل بالغ السوء، لكن بصراحة توقفت أيضا عند اللغة التى استعملها معالى الوزير فى التعبير عن صعوبة المهمة التى تحملها، وهل من المقبول أن تكون هذه لغة رجال دولة، فى حال إذا ما تناسينا دلالة ما قال، بل هل كانت هذه هى لغة الشركة الدولية التى كان يعمل بها سيادته، قبل أن يتفضل علينا ويقبل وظيفة وزير فى الحكومة المصرية واستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير، ولماذا لا يحاول هذا الرجل ومن مثله فى بذل الجهد المناسب للتعبير عن المكانة الرفيعة التى منحتها له الدولة المصرية على حين غرة؟

وللحق، فليس السيد وزير الاستثمار وحده، هو الذى يفعل ذلك، فقد سبقه السيد وزير التعليم باستخدام كلمة سبوبة للتعبير عن رفضه لوجود الشهادة الابتدائية، وهو مصطلح شديد الرداءة، ليس من اللائق أبدا استخدامه فى مثل هذه المواقف، ولحقه، بالأمس السيد مستشار رئيس الجمهوربة، والمسئول عن الإعلام والمتحدثين الرسميين بها، وذلك بالطبع من دواعى الأسف، حينما استخدم كلمة افتكاسة، للتعبير عن بعض التحليلات السياسية المتعلقة بعملية تحرير الجنود، وكان عليه أن يعى أنه فى موقع المتحدث الرسمى، ولا ينبغى أبدا أن تكون هذه لغة من ينتمى لأرفع مؤسسات الدولة.

لكن تبدو كل هذه الأمور طبيعية، وعادية، إذا ما عدنا للغة التى يستخدمها السيد وزير الاعلام، المفترض أنه مسئول التعبير عن هذا النظام وهذه الحكومة، وقد أرتكب الرجل من الأخطاء التى تفوق خيال أى متربص به، والمشكلة أنه يكررها، ولا أعلم إذا كان هذا من باب العند، أو من باب عدم الفهم، علما بأننى على ثقة أنه لم يقصد أبدا معنى كلماته، أو دلالاتها، فالرجل عرفناه سنوات طوال شديد التهذيب، وهذه هى المصيبة أن وزير الاعلام لا يقصد ما يقول، وأن وزير الاستثمار يتحدث بعكس ما يريد، ووزير التربية يتحدث بألفاظ غير مهذبة، ومستشار الرئيس المسئول عن كلام الرئاسة يستخدم كلمات لا تليق بمقامها الرفيع.. فعن أى افتكاسة يحدثوننا، ومن بالضبط تعرض للمهموز. (مع الاعتذار للقارئ الكريم على استخدام هذه الألفاظ، التى فرضتها ضرورات التوضيح).

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى